فازت بخمس جوائز جرامي

بيلي إيليش: الشباب ليسوا مجرد مدمنين لوسائل التواصل الاجتماعي

بيلي إيليش: الشباب ليسوا مجرد مدمنين لوسائل التواصل الاجتماعي

قد يبدو جزء عادي جدا من أحد الأيام التي يمر بها أغلب المراهقين، غريبا بالنسبة للفئة الأكبر سنا، وذلك سواء كانوا يمضون أوقاتهم على تطبيق "تيك توك"، أو "سناب تشات"، أو "واتس آب". كما تنتشر الصور النمطية للشباب، التي تظهرهم بأنهم غير مبالين أو متمردين، أو يضيعون وقتهم في محتوى لا معنى له على أجهزتهم.
 المغنية وكاتبة الأغاني الأمريكية، بيلي إيليش، تدافع عن جيلها وعن عاداتهم الافتراضية. وكانت نجمة البوب الشابة البالغة من العمر 18 عاما، قد فازت بخمس جوائز جرامي، كما وصل ألبومها الغنائي الأول - الذي يحمل اسم "إلى أين نذهب عندما نغفو؟" - إلى المركز الاول على قوائم سباق الالبومات الغنائية في بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول.
وتوضح النجمة الصاعدة التي لديها أكثر من 70 مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، قوة الإنترنت على التغيير خلال فترات تفشي وباء كورونا "كوفيد-19"، وأزمة "حياة السود مهمة".
وفيما يتعلق بدفعها نحو "التفاؤل الرقمي" في إطار الحملة الحالية الخاصة بشركة "تيليكوم" للاتصالات، بالاضافة إلى تأكيد النجمة الحسناء على أن الشباب ليسوا مجرد مدمنين لوسائل التواصل الاجتماعي، وعما إذا كانت هذه احكام مسبقة عادة ما يواجهها جيلها، تقول إيليش: "نعم، هناك الكثير جدا من الأحكام المسبقة، بأننا مهووسون بوسائل التواصل الاجتماعي، وأننا لا نهتم بسوى ضغطات الإعجابات والمتابعة. ولكننا أذكياء جدا، وأشعر بأنني قد رأيت الكثير من الأمل من خلال رؤية الإنترنت بطريقتي الخاصة، بالاضافة إلى تجارب تعلم الآخرين من خلال الإنترنت".
ويتوافق ذلك مع الرأي العام الحالي. وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد "كانتار" للأبحاث، فإن الشباب الأوروبي مؤيد للرقمنة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالتعلم.
وعما إذا كانت إيليش واجهت ذلك، تقول: "يمكن للمرء أن يتعلم الكثير، وأعتقد أن ذلك مهم جدا جدا. فهناك الكثير من الأشياء بشأن الظلم والمناخ التي لم يكن لدي فكرة عنها قبل الإنترنت. وإذا لم تتح لي هذه الطريقة للتعلم بهذه السرعة، فلم أكن لأعرف، وأنا ممتنة لذلك. لذلك فأنا أعتقد أنه من المهم عدم إبعاد وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها من الممكن أن تكون مفيدة حقًا. طالما أن المرء قادر على التحقق من الأمور بشكل صحيح، ومعرفة أن مصادره ذات مصداقية، فإنها من الممكن أن تكون قوية جدا.
من ناحية أخرى، شهد العالم مؤخرا العديد من الحركات على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل: "حياة السود مهمة"، و"أيام الجمعة من أجل المستقبل"، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر. وقد بدأت تلك الحركات جميعا من خلال شباب على الإنترنت، مما أدى إلى جذب انتباه العالم إلى الأخطاء الاجتماعية والظلم.
وعما إذا كانت تعتقد أن تلك هي واحدة من نقاط القوة على وسائل التواصل الاجتماعي، تقول إيليش لوكالة الانباء الالمانية: "بالتأكيد، أعني مرة أخرى أن الأمر يشبه القيام بنقرة واحدة بالإصبع، مما يجعل المرء قادرا على التعرف على العالم حقا، وربما الشعور بأنه يمكنه إحداث فرق ودعم الأشخاص الذين يحبهم، والنضال من أجل أشخاص آخرين والجهاد من أجل النفس. إنه من الرائع رؤية كل هؤلاء وهم يخرجون إلى الحياة، وقد أحببت مشاهدة الناس وهم يظهرون الدعم عندما لا يكون الأمر متعلق بهم بالضرورة".
وعما إذا كانت تعتقد أننا كنا سنشهد هذا النوع من المشاركة الاجتماعية والتعبئة الجماهيرية بدون اللجوء للتكنولوجيا الرقمية، تقول المغنية الشابة: "إن الأمر لا يتعلق بأن الناس لم يكونوا ليحاولوا أن يحدثوا تغييرا في حال عدم وجود إنترنت، ولكنني أعتقد أنه - على الأقل - يجعل من الأسرع والأسهل اكتشاف الأمور، وتوقيع الالتماسات، والعلم بشأن اجتماع يمكنك أن تذهب للمشاركة به مع أشخاص آخرين يؤيدون نفس الشيء الذي تؤيده. أعتقد أنه يفتح عالما جديدا".
وحول ما إذا كان هناك أي أمثلة على المشاريع الرائعة أو المثيرة للإعجاب التي واجهتها في الماضي والتي تُظهر القوة الإبداعية التي تنتج عن استخدام التقنيات الرقمية، تقول إيليش لــ(د.ب.أ): "هناك عدد لا يحصى من الامثلة. لقد كنت أتحدث للتو عن واحد (من تلك الامثلة) والذي ابتكرته أمي في بداية فرض الحجر الصحي، يسمى الدعم والتغذية".
وتضيف: "يتعلق الأمر بإطعام المحتاجين وجبة نباتية، وهي مفيدة جدا بالنسبة للبيئة وضرورية جدا. فكما تعلم أن الناس بحاجة إلى الطعام. وليس ذلك فحسب، بل أن هناك الكثير من المطاعم وأماكن تناول الطعام التي مرت بأوقات عصيبة مؤخرا... لقد كان من الرائع حقا أن أرى أمي وهي تبذل جهدا كبيرا، وتذهب لتوصيل (الطعام)، وتوصيل الأغراض. لقد كان الامر رائعا".
وعما إذا كان من الممكن أن تعيش إيليش بدون إنترنت أو هاتف ذكي، قالت المغنية الشهيرة: "لا يمكنني الرد على ذلك، فأنا لم أجرب ذلك من قبل... لقد نشأت مع الإنترنت... كما تعلم، إنه جزء من الحياة. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها التفاعل مع المعجبين بي إذا لم أكن في جولة فنية بالفعل. إن الإنترنت هو الطريقة التي يمكنني من خلالها التواصل والتواجد معهم والشعور بأننا واحد. إنهم منتشرون في أنحاء العالم، وهذا أمر مدهش جدا، حيث يمكنني أن أشعر بأنني على تواصل مع أشخاص على بعد آلاف الأميال مني".