بين الانقسام والتأييد.. هل تتجه فرنسا إلى انتخابات رئاسية مبكرة؟

بين الانقسام والتأييد.. هل تتجه فرنسا إلى انتخابات رئاسية مبكرة؟


على الرغم من تزايد الدعوات لاستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون وتكثيف الدعوات لعزله خلال الأشهر الأخيرة، فإن فكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تثير انقساماً بين الفرنسيين لكنها تكتسب المزيد من التأييد تدريجياً. وبحسب صحيفة «لاديبيش» الفرنسية فإن حلم تقديم الانتخابات الرئاسية هذا العام، بدلاً من 2027 كما هو مقرر، يراود زعيم اليسار جان لوك ميلانشون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.
ويراهن الاثنان على أن رئيس الدولة، في مواجهة الجمود السياسي الناتج عن حلّ الجمعية الوطنية، سيكون مضطراً للاستقالة، كما حدث في الماضي مع باتريس دو مكماهون رئيس فرنسا من 1875 إلى 1879.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ الصيف، حاول أنصار ميلانشون، الذين طالبوا باستقالة رئيس الدولة وأطلقوا عريضة بهذا الشأن، دون جدوى، إطلاق إجراءات عزل لا تملك أي فرصة للنجاح.
وأضافت: «أما إيمانويل ماكرون نفسه، فقد انتهى به الأمر إلى الرد على هذه المطالب المتكررة بالاستقالة في أوائل ديسمبر الماضي حين قال إن «كل هذا مجرد خيال سياسي، وليس له أي معنى»، مضيفاً: «من الصعب أن تكون هذه التصريحات على مستوى المسؤولية».
وبعد إسقاط حكومة ميشيل بارنييه، كان الرئيس أكثر وضوحاً وأكد: «لقد منحتموني تفويضاً ديمقراطياً لخمس سنوات، وسأمارسه بالكامل حتى نهايته».

تمسك بالموقف
لكن بعض قوى المعارضة لا تزال متمسكة بموقفها، إذ صرحت مارين لوبان في مقابلة مع صحيفة «لوباريزيان» بتاريخ 17 ديسمبر قائلة إن «هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع إيمانويل ماكرون إلى إنهاء ولايته»، مؤكدة أنها «تستعد» لانتخابات رئاسية مبكرة.
وفي 23 ديسمبر، عقب إعلان حكومة فرنسوا بايرو، صدرت نفس الدعوات من رئيسة كتلة نواب «فرنسا الأبية»، ماتيلد بانو قائلة إن «هذه الحكومة ليس لها سوى مستقبل واحد: السقوط» وفق تعبيرها.
وبالفعل، بدأ حزب «فرنسا الأبية» الاستعداد لانتخابات رئاسية مبكرة من خلال جمع وعود الحصول على 500 تزكية ضرورية والتواصل مع المطابع.
أما الخضر والاشتراكيون والشيوعيون، فهم بعيدون عن المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، سواء عن قناعة – لتجنب إضافة المزيد من الفوضى – أو عن استراتيجية، حيث إن أياً منهم غير مستعد لخوض انتخابات رئاسية خلال 35 يوماً، بحسب الصحيفة.

أراء الناخبين
وبالنسبة للمواطنين الفرنسيين أنفسهم، فإن فكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تكتسب زخماً، وفق التقرير.
وبحسب لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة «Cluster17» يرى 54% منهم أن «إيمانويل ماكرون يجب أن يستقيل وأن تُجرى انتخابات رئاسية في عام 2025»، بينما يرى 46% أن «الانتخابات الرئاسية يجب أن تُجرى في عام 2027 احتراماً للمؤسسات». ويلقى السيناريو الأول دعماً من الناخبين الأكثر «معارضة للنظام»، وهو ما يشكل نوعاً من «القوس الاحتجاجي» الذي يمتد عبر جزء كبير من ناخبي اليسار واليمين المتطرف «التجمع الوطني».
كما أنه وفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة «أودوكسا»، مع انقسام الآراء حول حل البرلمان والتشكيك في قدرة رئيس وزراء جديد على استعادة الزخم، أعرب 61% من الفرنسيين الآن عن رغبتهم في استقالة إيمانويل ماكرون، بزيادة قدرها 7 نقاط.