فيروس كورونا وقودها الجديد:

بين بكين والغرب، الحرب الباردة الجديدة...!

بين بكين والغرب، الحرب الباردة الجديدة...!

-- تتشكل عملية لي ذراع دبلوماسية من أجل الهيمنة على عالم ما بعد الأزمة
-- وراء المعركة الصحية تتخفّى حرب نفوذ ودعاية
-- سئمت الصين رؤية الغرب يفرض قواعده في العولمة، واختارت مجال تغلغلها وفرض معاييرها
-- المشهد الدولي تهيمن عليه المباراة الصينية الأمريكية، لكن النتيجة تبدو لصالح الصينيين


   ينتقد ترامب الفيروس “الصيني”، ويدعو ماكرون إلى الحذر من أي “سذاجة”. في المقابل، تنتقد الصين أخطاء الغرب ضد كوفيد-19. وفي هذا الصراع من أجل النفوذ، رهان واحد: الهيمنة على عالم ما بعد الجائحة.   وراء المعركة الصحية تتخفّى حرب نفوذ ودعاية. تشتبه واشنطن ولندن وباريس في أن الصين تتستر على أصل فيروس كورونا وعدد الوفيات في ووهان.

“من الواضح أن هناك أشياء حدثت ولا نعرفها، والأمر متروك للصين لتقول”، هاجم إيمانويل ماكرون في مقابلة مع الفايننشال تايمز، داعيا إلى توخي الحذر من أي” سذاجة “تجاه إدارة الأزمة من قبل النظام الصيني.
   وتنفي بكين كل شيء، وتتهم الغرب بمهاجمتها لإخفاء عيوبه في مكافحة وباء كوفيد 19. ووراء هذه المعركة المريرة، التي تمر عبر خطاب معاد لفرنسا تبثها الشبكات الاجتماعية من قبل السفارة الصينية في باريس، تتشكل عملية لي ذراع دبلوماسية محورها الهيمنة على عالم ما بعد الأزمة وتنظيمه.

مساعدات بكين دعاية؟
   « تهيمن المباراة الصينية الأمريكية على المشهد الدولي، لكن النتيجة تبدو لصالح الصينيين، تحلل أستاذة العلوم السياسية في معهد الدراسات السياسية بباريس، برتراند بادي مؤلفة كتاب” الهيمنة المتنازع عليها”، هؤلاء ردوا الفعل بسرعة، ولديهم حصيلة -حتى لو سلمنا بالتزوير والغش -أقل من الأمريكيين والأوروبيين. ويخشى الغرب من أن تعزز الصين قوتها “. لم يتوقف دونالد ترامب أبدًا عن الإشارة الى “فيروس ووهان”، مهاجما حتى منظمة الصحة العالمية بسبب “تواطؤها” المفترض مع نظام شي جين بينغ.
   وفيما يتعلق بعمليات المساعدة التي تقوم بها بكين، فقد اعتبر عدد من القادة السياسيين الأوروبيين وفود الأطباء وشحنات المعدات الطبية إلى إيطاليا أو إلى دول في شرق إفريقيا على أنها “دعاية”. خاصة أن الدول المستهدفة هي على وجه التحديد تلك المشاركة في طريق الحرير، ذاك الهجوم الاقتصادي والتجاري الصيني الكبير في السنوات الأخيرة. “هناك أيضًا تناظر بين إدارة الوباء وطريق الحرير”، تلاحظ أستاذة العلوم السياسية، إن الصين التي سئمت رؤية الغرب يفرض قواعده في العولمة، اختارت مجال تغلغلها، وتفرض معاييرها، في المواد الصحية كما في الأمور التجارية».

   وتبدو هذه الاستراتيجية فاعلة، لأن الرأي العام -الإيطالي بشكل خاص -يبدو ممتنًا إلى حد ما للصينيين. هل هي “سذاجة”، كما يقول رئيس الدولة الفرنسية؟ “صحيح أنّ العولمة على الطريقة الصينية، هي أنانية، تتمحور حول الذات، ولا يوجد شيء ملائكي فيها، تؤكد بادي، لكنها واضحة ويمكن قراءتها، وتسمح لهذه القوة العظمى بأن تمنح نفسها الدور الجميل: ألم يُضمّن شي جين بينغ دستورها أن الصين تهتم بالبشرية جمعاء؟” لذا، عندما يتعرض النظام الى عطب، كما هو الحال في الولايات المتحدة أو في فرنسا حيث يتم انتقاد امبراطورية الوسط، فإن “القوة الناعمة” (لعبة النفوذ والتأثير) تتحرك.

تغيير مزدوج
   في باريس، تدين السفارة الصينية، مجتمعًا يترك شيوخه يموتون بمفردهم في دور التمريض، وتقارن بين مستشفيين بسعة 2500 سرير تم بناؤهما في عشرة أيام بمساعدة الجيش الصيني بـ ... 30 سريرًا في المستشفى الميداني في مولوز، وتعبّر عن استيائها من نفاق الغرب الذي يدعي انه لم يتم تنبيهه.
  «لقد حصرنا مدينة يقطنها عشرة ملايين نسمة (ووهان)، أليس ذلك إنذارًا؟ إنه نفير من الصين، كان يجب أن يؤخذ في الاعتبار، ولكن لم يكن هناك رد فعل”، أجاب وو شياو جون، الوزير المستشار بالسفارة الصينية.
   من الواضح أن هذه الأزمة غير المسبوقة، تُظهر مرة أخرى أن الصين قد غيرت سرعتها وسيرها، وسيكون لها، وفقا لبرتراند بادي، اسبقية “خطوة إلى الأمام” في عالم ما بعد الأزمة. ومن هنا هذا التغيير في لهجة العلاقات الدولية؟ ان “لأجيالنا الشابة نخوة وطنية، ولا يعتقدون أن بلادهم في مرتبة أدنى، ويجدون صعوبة في قبول هذا التنديد”، حذر الدبلوماسي الصيني.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot