في استعراض استثنائي للقوة

تايوان: هل ستعزل الصين الجزيرة عن بقية العالم؟

تايوان: هل ستعزل الصين الجزيرة عن بقية العالم؟

 - الحصار المطول لتايوان من شأنه أن يتسبب في كارثة للاقتصاد العالمي
- الهدف إظهار أن الجيش الشعبي قادر على السيطرة على جميع المداخل إلى جزيرة تايوان
- تعدّ تايوان وأشباه الموصلات التي تنتجها أكثر أهمية للاقتصاد الأمريكي من أوكرانيا
- يبدو أن الصين تفضل حصار الجزيرة على أي عملية غزو أو إنزال


في اليوم التالي لزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، تجري بكين مناورات عسكرية حتى أمس الأحد بهدف عزل الجزيرة عن بقية العالم.
   يستحق العرض فيلم هوليود. في الظهيرة الحادة بتوقيت بكين الخميس، 4 أغسطس، بعد يوم من زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي –التي رأى فيها النظام الشيوعي إهانة له –فتحت عشرات المركبات المجهزة بقاذفات صواريخ النار باتجاه تايوان (لكن لم تضرب الجزيرة)، وأطلقت صواريخ دونغفنغ الباليستية على المياه المحيطة. أسراب من الطائرات المقاتلة اقلعت في وقت واحد من القواعد الجوية في مقاطعة فوجيان تحت أعين كاميرات التلفزيون التي تبث هذه المناورات، الموصوفة بأنها “تاريخية”، بدون انقطاع.

  يصف جنرال من الجيش الشعبي، بشكل مباشر، الترسانة العسكرية التي نشرتها الصين: مقاتلات الشبح جي-20، وقاذفات شيآن إتش-6 ذات القدرات النووية، وعشرات الصواريخ الباليستية من طراز “دونغفنغ”، وكان نجم “الاستعراض”، الصاروخ متوسط المدى الأسرع من الصوت دونغفنغ 17 القادر على ضرب قلب تايوان. يبلغ طوله 14 مترًا، ويمكنه الطيران على ارتفاع منخفض، وبالتالي تفادي الأنظمة المضادة للصواريخ.

   لكن العملية كانت مثيرة أكثر في بحر الصين. المئات من السفن والمدمرات وحاملات طائرات الهليكوبتر وحاملات الطائرات والمركبات البرمائية متمركزة في ست مناطق محددة تطوق جزيرة تايوان، وأحيانًا على بعد أقل من 20 كيلومترًا من ساحلها، وتلامس بشكل خطير الحدود الإقليمية للجزيرة. “الهدف، كما يشرح الجنرال زانغ من المدرسة البحرية للجيش الصيني على أجهزة التلفزيون، هو إظهار أن الجيش الشعبي قادر على السيطرة على جميع المداخل إلى جزيرة تايوان، الأمر الذي سيكون رادعًا جدًا للقوات الانفصالية والاستقلالية في الجزيرة».

«تطويق غير مسبوق»
   الرسالة واضحة: بكين قادرة على عزل تايوان عن بقية الكوكب. بعبارة أخرى، إخضاع الجزيرة لحصار. يوضح منغ شيانغكينج، الأستاذ في الجامعة الصينية للدفاع الوطني: “هذا التمرين مختلف تمامًا عن التمارين السابقة. في الماضي، كانت تدريباتنا ضد استقلال تايوان تُجرى عمومًا بالقرب من البر الرئيسي. هذه المرة، تجري قريبا جدًا من جزيرة تايوان. ومن خلال مراقبة المناطق الست لهذه المناورات، نرى أن الأمر يتعلق بالفعل بتنفيذ تطويق غير مسبوق للجزيرة».

   وبالنتيجة، لا مجال لتحرك أي سفن على طول مضيق فورموزا، أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم حيث تمر 90 بالمائة من سفن الحاويات العملاقة على هذا الكوكب، وفقًا لإحصاءات وكالة بلومبرج. كما لا يمكن الوصول إلى الموانئ التايوانية، وبدأ البعض يشعر بالقلق من نقص الغاز والنفط في الجزيرة. من جانبها، تلقت شركات الطيران رسالة تنبيه تطالبها بعدم التحليق فوق المنطقة حتى ظهر أمس الأحد.
   تهدف العملية بوضوح إلى ان تكون رمزا لصعود البحرية الصينية منذ أزمة مضيق تايوان الأخيرة 1995-1996، والتي شهدت إرسال الولايات المتحدة أسطولًا عسكريًا كبيرًا، بعد إطلاق صواريخ صينية.

  «توازن القوى الحالي مختلف تمامًا، تؤكد أوريانا سكايلر ماسترو، الباحثة في جامعة ستانفورد. لقد كان الأسطول الصيني متخلّفا جدًا، ولم تكن سوى نسبة ضئيلة من معداته حديثة، ولا أنظمة دفاعية. في حين أن غالبية السفن الصينية اليوم متطورة كتلك الموجودة في الولايات المتحدة الامريكية، ويمكن لطائراتها المقاتلة الآن أن تطير ليلاً وفي ظروف جوية صعبة، وهو ما لم يكن عليه الحال من قبل «.

الارتهان لأشباه الموصلات التايوانية
   يُظهر تقرير البنتاغون الأخير وجود 355 سفينة وغواصة على الجانب الصيني –بما يفوق الأسطول الأمريكي -ويتوقع 420 بحلول عام 2025. ومنذ عام 2019، بدأت الصين في بناء حاملات طائرات خاصة بها -تملك الآن ثلاث حاملات -وقد زودت نفسها ببارجتين برمائيتين هجوميتين، والثالثة قيد الإنشاء. وقال البنتاغون “الصين تلتحق بسرعة بالقوى الغربية».
   وفي ضوء هذه المناورات التي تُنفّذ منذ يوم الخميس 4 أغسطس، فإن الاستراتيجية الصينية فيما يتعلق بتايوان -التي تعتبرها بكين جزءً من أراضيها -لا يبدو أنها تتعلق مباشرة بغزو الجزيرة، ولا بعمليّة إنزال “مكلفة للغاية من حيث الرجال والعتاد والمخاطر السياسية”. يبدو أن شي جين بينغ يفضل حصار الجزيرة، ويعلق أحد الصحفيين الصينيين على موقع ويبو، تويتر الصيني، قائلاً: “إذا ما انفصلت تايوان عن بقية العالم، فسوف تسقط مثل الفاكهة الناضجة».

    ووصف الجيش الصيني، منذ الخميس، اليوم الأول من التدريبات بأنه “ناجح”، معتبرا أن عمليات إغلاق الجزيرة تتجه الى أن تصبح “روتينية”، بحسب الاضطرابات السياسية. المشكلة، تمثل الجزيرة نصف إنتاج العالم من الرقائق الضرورية لتشغيل الهواتف المحمولة والإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات أو المعدات العسكرية. كوريا الجنوبية، أقرب منافسيها، بالكاد تمتلك 17 بالمائة من السوق. ويكفي القول إن الحصار المطول لتايوان من شأنه أن يتسبب في كارثة للاقتصاد العالمي.
   «تعدّ تايوان وأشباه الموصلات التي تنتجها أكثر أهمية بكثير للاقتصاد الأمريكي من أوكرانيا، مما يعني أنه سيكون من الأصعب على الولايات المتحدة البقاء بعيدًا عن صراع يشمل تايوان”،
يرى مارتين راسر، ضابط مخابرات وباحث أمريكي سابق في مركز الأمن الأمريكي الجديد. وبينما في بكين، يتم التلويح بمسألة تايوان كشعلة قومية، فان هذا الحصار تحذير خطير جدا لحكومة الجزيرة.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/