رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عددا من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن والمواطن
تحت حصار مشدد.. مخاوف من أزمة إنسانية في تمبكتو المالية
تشهد مدينة تمبكتو الاستراتيجية، الواقعة في شمال مالي، تدفقًا كبيرًا للجيش وحلفائه من مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية، بهدف حصار المدينة في محاولة لاستعادتها من الانفصاليين الطوارق، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.
وبعد سلسلة من الانتكاسات قضى فيها العشرات من جنود الجيش المالي، وكذلك من عناصر «فاغنر»، يسعى الجيش الآن إلى استعادة هيبته من خلال هجوم واسع على الشمال، لكن تحقيق النصر هناك يبدو غير مضمون، خاصة في ظل التحالفات التي دخل فيها المتمردون.
ومنذ أعوام، لم تنعم تمبكتو وسكانها بالأمن والسلم، حيث سيطرت عليها «جماعة أنصار الدين» المتشددة خلال عامي 2012 و2013، وهي فترة عرفت فيها المنطقة انتهاكات بحق السكان.
وتسببت تلك الانتهاكات في إصدار المحكمة الجنائية الدولية حكمًا بسجن القيادي المسؤول في «جماعة أنصار الدين»، الحسن آغ عبد العزيز آغ محمد آغ محمود، الذي كان مسؤولًا عن الشرطة خلال تلك الفترة.
وقال الناشط الحقوقي المالي، إبراهيم غالو، إن «الهم الوحيد للجيش المالي هو السيطرة على القرية، ولو كان ذلك على حساب آلاف الجثث، حيث تغري ثرواتها الجيش، شأنه في ذلك شأن جماعة «فاغنر»، التي تسعى إلى الحصول على بعض المكاسب، مقابل تدخلها الواسع الذي تقوم به في مالي منذ سنوات» وفق تعبيره.
وأضاف غالو، لـ»إرم نيوز»، أن «الجيش والجماعات المسلحة لا يكترثون لتاريخ المدينة الضارب في القدم، لذلك نحذر اليوم من مغبة مواصلة الحصار عليها، أو المجازفة بمهاجمتها، خاصة مع عدم توفير ممرات آمنة للأهالي العزل، الذين يواجهون لسنوات الفوضى التي أرهقتهم بشكل كبير».
وأضاف: «في الفترة الأخيرة، لاحظنا غياب أي نشاط لمنظمات إنسانية، أو غير ذلك، وهو واقع ينذر بالأسوأ مع انهيار المرافق الحكومية، وغياب أي مؤشرات عن تدخلات إنسانية لإنقاذ الأهالي، الذين ما انفكوا يحذرون مما آل إليه الوضع في قريتهم».
وتابع غالو أن «السكان ليسوا مع أي طرف، ولا يرغبون في قتال إضافي، أو الزج بأبنائهم في صراع جديد، والحصار الجاري الآن قد يلحق بهم ضررًا كبيرًا».
وتمبكتو معروفة بأنها معقل من معاقل الانفصاليين الطوارق، حيث أسس أسلافهم هذه المدينة التي تزخر بالعديد من المعالم التاريخية التي باتت مهددة بسبب الصراعات.
وقال المحلل السياسي المالي، قاسم كايتا، إن «ما يقوم به الجيش وحلفاؤه مقامرة جديدة غير مضمونة النتائج بالفعل، لأن أي تقدم قد ينطوي على مخاطر عالية، مثل انفجار ألغام أو الوقوع في كمائن جديدة».
وأضاف كايتا، لـ»إرم نيوز»، أن «الخسائر التي تعرض لها الجيش وفاغنر في الأشهر الماضية، دليل على أن المجازفة بهجوم واسع سواء في تمبكتو أو غيرها من المدن في شمال البلاد، هي مقامرة لا أكثر ولا أقل» وفق تعبيره.