تحدى الإعاقة والتنمر.. قصة أول مخرج مصري أصم

تحدى الإعاقة والتنمر.. قصة أول مخرج مصري أصم

في عامه الثاني، فوجئت والدة أحمد السمان بأنه أصم، وفي عامه الحالي يجلس الرجل الذي لم يعد طفلا، وعلى ظهره لافتة معلقة كُتب عليها بخط سحري "مخرج"، ليصبح أول مخرج سينمائي أصم في مصر، وما بين هذا وذاك قصة طويلة من التحدي.
يقول أحمد السمان لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه ولد بإعاقة الصمم، فهو لا يسمع ولا يتكلم، مضيفا: "عندما أخبر الطبيب والدته بذلك لم تصدق ولم تتقبل فكرة الإعاقة لابنها. ومع الوقت تأكدت رؤية الطبيب، لنبدأ رحلة العلاج مع طبيب آخر مختص بالتخاطب، وربما هذا الأمر ساعد بشكل كبير على تحسين النطق على الأقل".

لم يستطع السمان إكمال تعليمه، فالتنمر الذي واجهه صعّب عليه استكمال المهمة، وكان التحدي الأول الذي يخسره. ويشير السمان إلى أنه "قرر أن يصبح مختلفا بعد مشاهدته فيلم (بحب السيما) الذي تم عرضه في دور السينما عام 2005، والذي شكل صدمة له ودفعه منذ ذلك الحين لعشق الفن السابع".
رغم عزم السمان على الشروع في تعلم العمل الفني والسينمائي، حيث يتطلب ذلك دراسة ولو بسيطة تدعم الموهبة، فإن الأمر لم يكن سهلا لهذه الدرجة، إذ تعرض لحادث ترك أثرا في جسده، مما جعله يشعر بإحباط كبير، لكنه لم يتوقف وعمل في أكثر من مجال ليتمكن من الحصول على أموال تساعده على تحقيق حلمه.

"يارب أنا غلط ولا صح.. دلني يارب".. محاكاة الفنان الكبير محمود حميدة في فيلم "بحب السيما"، كانت مكررة في حياة السمان، الذي ربما اقتبسها من الفيلم الذي ساهم في تغيير حياته، ليحصل على الإجابة في النهاية. ويقول: "نجحت في إنتاج أول فيلم بعد الحصول على عدة ورش سينمائية عام 2016". بفخر شديد، يؤكد السمان أنه نجح فيما كان يرنو إليه، ليصبح مخرجا سينمائيا ينتج الأفلام بطريقة الـ"one man crew"، أو ما يعرف بـ"فريق الرجل الواحد".