تحليل: إيران تعيش حالة من الفراغ الاستراتيجي

تحليل: إيران تعيش حالة من الفراغ الاستراتيجي


تناول جون راينك، مستشار أول في مجال البحوث الجيوسياسية، في تحليل مفصل كيفية إجبار الحملات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة إيران على إعادة تقييم حاسمة لاستراتيجيتها الجيوسياسية بعد قيام إسرائيل بشن عدة ضربات قوية ضد الدفاعات الجوية الإيرانية وأنظمة الصواريخ التي تمتلكها والقدرات العملياتية لجماعات تابعة لها مثل حزب الله.
وأوضح الكاتب في تحليله بموقعي «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» البحثي الأمريكي، أن هذه الخسائر تركت قيادة إيران في مأزق استراتيجي. أربعة تحديات رئيسية تواجه إيران
1. شفافية عمليات الحرس الثوري الإيراني
وأشار راينك إلى أن قدرات إسرائيل المتقدمة في المراقبة والضربات الدقيقة كشفت عن نقاط الضعف العملياتية للحرس الثوري الإيراني؛ فاستهداف إسرائيل الناجح لقادة حزب الله والحرس الثوري الإيراني يشكل خطراً بالغاً على شبكة وكلاء إيران. علاوة على ذلك، ازدادت التحديات اللوجستية لإيران، حيث أدت الضربات الإسرائيلية إلى تعطيل طرق الإمداد عبر سوريا بشدة.
2. حرية إسرائيل الإقليمية في العمل
وقال الكاتب إن إسرائيل نجحت في إنشاء ما أسماه «منطقة إطلاق نار حرة» في جميع أنحاء المنطقة، مما ساعدها على إطلاق عمليات في عمق الأراضي ذات السيادة دون قيود سياسية كبيرة، بما في ذلك استخدام تكتيكات التخريب غير التقليدية مثل عملية تفجير أجهزة النداء الآلي في جنوب لبنان.
3. خفض عتبة الانتقام الإسرائيلي
ولفت الكاتب النظر إلى أن إسرائيل تخلت عن نموذجها السابق المتمثل في المناوشات المحدودة مع إيران وحزب الله. فعلى مدى عقود من الزمان، عمل الجانبان في إطار غير معلن من حرب المنطقة الرمادية. والآن، انخفض تسامح إسرائيل مع الجماعات المدعومة من إيران بشكل حاد. وتتعطل الاستراتيجيات العملياتية لإيران بشكل أكبر بسبب الوتيرة العالية للضربات الإسرائيلية، والتي دمرت القواعد والشبكات الأمامية في المنطقة. ورأى راينك أن إعادة بناء هذه الشبكات ليست بالمهمة البسيطة، حيث أوضحت إسرائيل أنها سترد بقوة على أي محاولات من هذا القبيل. علاوة على ذلك، كشف اغتيال حسن نصر الله، وهو شخصية محورية في حزب الله، عن عجز طهران عن حماية حلفائها بشكل كاف. وهذا الفشل يقوض مصداقية طهران وقدرتها على فرض قوتها من خلال وكلائها.
4. هشاشة شبكة وكلاء إيران
وأشار الكاتب إلى التعقيدات اللوجستية والسياسية المترتبة على الحفاظ على شبكة وكلاء إيران. وأدت خسارة نصر الله إلى إضعاف تماسك حزب الله، حيث كانت قيادته أداة فعالة في الحفاظ على تماسك فصائله. علاوة على ذلك، فإن العمليات غير المتكافئة، التي كانت ذات يوم تشكل محوراً لاستراتيجية طهران، تخاطر الآن بإثارة انتقام إسرائيلي هائل. وتترك هذه الديناميكية لطهران خيارات قليلة قابلة للتطبيق للحفاظ على نفوذها دون مخاطر كبيرة.