رئيس الدولة يبحث مع رئيس وزراء باكستان مسارات التعاون وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
خبير يحذر من التداعيات على الولايات المتحدة وحلفائها
تحليل: الصين تعزز أسلحتها وتتجهز لعمليات الحرب النفسية
حذر الخبير السياسي والعسكري الأمريكي تشاك ديفور من التوسع العسكري غير المسبوق للصين وتداعياته على الولايات المتحدة وحلفائها.
وقال ديفور، استناداً إلى تقرير وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2024 حول القوة العسكرية الصينية وتحليل بيل غيرتز في صحيفة «واشنطن تايمز»، إن هذا البناء التراكمي، الذي يشرف عليه «الحزب الشيوعي الصيني»، ليس مجرد توسع عسكري تقليدي ولكنه أداة تخدم أيديولوجية خطيرة، وقارن ذلك بعسكرة ألمانيا النازية في ثلاثينيات القرن العشرين.
التوسع العسكري الصيني
وسلط ديفور الضوء، في مقاله بموقع مجلة «ذا فيدراليست» الأمريكية، على العديد من الجوانب الرئيسة للتحديث العسكري في الصين.
أولاً، يعد التوسع السريع لقوة صواريخ جيش التحرير الشعبي أمراً مثيراً للقلق، حيث أضافت الصين ما يقرب من 50 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات جديداً قادراً على الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة، ليصل عددها إلى 400.
علاوة على ذلك، أضافت الصين 300 صاروخ باليستي متوسط المدى و100 صاروخ كروز بعيد المدى. ومن المتوقع لمخزون الرؤوس الحربية النووية العاملة، والذي يتجاوز حالياً 600، أن يتجاوز العدد 1000 بحلول عام 2030.
وأوضح الكاتب أن تطوير الصواريخ فرط الصوتية مثل DF-27، القادرة على التهرب من الدفاعات الصاروخية الأمريكية واستهداف مواقع رئيسة مثل غوام وهاواي وألاسكا، يؤكد بشكل أكبر على القدرات العسكرية المتنامية للصين.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تتوسع البحرية الصينية، التي تعد بالفعل الأكبر في العالم بـ 370 سفينة وغواصة، إلى 435 بحلول عام 2030.
الحرب المعرفية
الصينية لتضليل الخصوم
وبعيداً عن التوسع العسكري التقليدي، أشار ديفور إلى التهديد الكبير الذي يشكله تبني الصين لمفهوم «الحرب المعرفية».
وتركز هذه العقيدة على التلاعب بالمعلومات لتقويض عملية صنع القرار لدى الخصوم. وباستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تستطيع الصين تطبيق تكتيكات مثل التزييف العميق لتضليل القادة أثناء الأزمات والعمليات النفسية لإحباط القوات الأمريكية واستقطاب المجتمع الأمريكي.
وتشمل هذا الجهود الرامية إلى تقويض الثقة في القيادة الأمريكية بين الحلفاء الإقليميين منصات مثل تيك توك. كما يعمل باحثو «جيش التحرير الشعبي» على تطوير أدوات متقدمة لتركيب الصوت من أجل حملات التضليل منخفضة التكلفة وعالية التأثير.
ولفت ديفور النظر إلى أن هذه العمليات تتوافق مع مبادئ «صن تسو» في الفوز بالصراعات دون مواجهة مباشرة واستهداف عقول الخصوم بدلاً من قواتهم.
وأعرب ديفور عن شكوكه بشأن الأهداف العسكرية المعلنة للحزب الشيوعي الصيني، والتي تشمل الاستعداد للعمل ضد تايوان بحلول عام 2027، وتحقيق الهيمنة الاستراتيجية بحلول عام 2035، ونشر جيش من الطراز العالمي بحلول عام 2049 (الذكرى المئوية لانتصار الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية الصينية).
ورأى الكاتب أن هذه الجداول الزمنية هي على الأرجح تكتيكات خادعة تهدف إلى خلق حالة من الرضا بين الخصوم وإخفاء حالة الاستعداد الحقيقية للصين.
وتشير الوتيرة السريعة لتوسع الصواريخ والاستعدادات للحرب المعرفية إلى أن قدرات الصين من المرجح أن تتجاوز ما هو مطلوب لهذه المعالم المتوقعة.
وانتقد ديفور تقرير وزارة الدفاع الأمريكية بشأن الصين لإدراجه قسماً عن الفساد في الجيش الصيني، والذي يعتقد أنه تم استغلاله من قبل أولئك الذين يقللون من شأن التهديد الصيني.
التحديات المالية الأمريكية
وأشار الكاتب إلى التحديات المالية التي تواجه الولايات المتحدة، مشيراً إلى مواصلة الصين توسعها العسكري رغم مواجهة اقتصاد وأمن قومي أمريكي مهدد بوضع مالي صعب.
وقال الكاتب إن العجز الفيدرالي المتزايد والديون الوطنية يفرضان ضغوطاً هائلة على الإنفاق الدفاعي، مضيفاً أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إعادة بناء أسطولها وتحديث ترسانتها النووية وتوسيع دفاعاتها الصاروخية واستعادة القدرة على النقل البحري إذا ما أرادت مواجهة الصين بشكل فعال.
ورأى الكاتب أن هذا الأمر يتطلب إصلاحاً جاداً للميزانية وتخفيضات استراتيجية داخل البنتاغون، مشيراً إلى أن مثل هذه الإصلاحات ستواجه معارضة قوية من مسؤولي الكونغرس الذين يدافعون عن الوضع الراهن.
وأوضح الكاتب أن إدارة ترامب القادمة بحاجة إلى إعادة بناء البحرية بمزيد من المقاتلين والغواصات وسفن الدعم لمواجهة هيمنة الصين البحرية.
وأكد الكاتب ضرورة تحديث الترسانة النووية الأمريكية القديمة للحفاظ على قوة ردع موثوقة ضد القدرات النووية المتنامية للصين.
واستلهاماً للدروس المستفادة من إسرائيل وأوكرانيا، يدعو الكاتب إلى الاستثمار في أنظمة الدفاع الصاروخي من الجيل التالي لحماية الولايات المتحدة وأصولها في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
ورأى ديفور أن زيادة الإنفاق ليست الحل. ويدعو إلى التدقيق في ميزانية البنتاغون، التي يصفها بأنها مثقلة بعدم الكفاءة وسوء الإدارة والبيروقراطية.