سيناريوهات تحاكي أربع نتائج انتخابية
ترامب، الانتخابات: الولايات المتحدة تستعد للأسوأ...!
-- يسود اعتقاد بان تتميّز انتخابات نوفمبر بمشهد قانوني وسياسي فوضوي
-- مجموعة بحث تدرس كيف يمكن التلاعب بالانتخابات الرئاسية وتعطيلها باستخدام المحاكاة
-- يستعد المسؤولون في كل من القطاعين العام والخاص لاضطرابات اجتماعية وسياسية خطيرة
-- قد يتحدى الرئيس ترامب النتيجة بوسائل قانونية وأخرى خارجة عن القانون
-- في جميع السيناريوهات، استثناء انتصار بايدن الكاسح، استنتج الخبراء أن الأمور ستسير بشكل سيء للغاية
في الولايات المتحدة، وفي انتظار رئاسية كل المخاطر، يستعد المسؤولون في كل من القطاعين العام والخاص لاضطرابات اجتماعية وسياسية خطيرة.
وهكذا يدرس مشروع نزاهة العملية الانتقالية، باستخدام المحاكاة، كيف يمكن التلاعب بالانتخابات الرئاسية وتعطيلها. وتتألف مجموعة البحث التي تجمع الديمقراطيين والجمهوريين المناهضين لترامب، من أكاديميين وسياسيين وصحفيين وخبراء آخرين.
مستوحاة من النموذج العسكري الشائع –”الألعاب الحربية” الشهيرة -تم تنسيق المحاكاة السياسية لما بعد الانتخابات من قبل أحد كبار المدنيين السابقين في البنتاغون، البروفيسورة روزا بروكس، والمؤرخ نيلس جيلمان.
وفي كتابي الذي سيصدر قريبًا، “غبي وخطير -الولايات المتحدة في عصر ترامب”، استنجدت بروزا بروكس لمعرفة كيف سيكون رد فعل القادة العسكريين إذا قام ترامب، من خلال قراراته وسلوكياته الخاطئة، بوضع الأمن القومي للولايات المتحدة في خطر. لكن هذه قصة أخرى.
لنعد إلى الانتخابات الرئاسية. تحاكي السيناريوهات أربع نتائج انتخابية: فوز حاسم لبايدن، وانتصار بفارق ضئيل لبايدن، وانتصار لترامب في المجمّع الانتخابي، إلى جانب خسارة التصويت الشعبي، وانتصار حاسم لترامب. وفي جميع السيناريوهات، باستثناء انتصار بايدن الساحق، استنتج العلماء أن الأمور ستسير بشكل سيء للغاية.
وكتب المشاركون في تقريرهم النهائي المنشور مؤخرًا: “نعتقد، باحتمال كبير، أن تتميّز انتخابات نوفمبر بمشهد قانوني وسياسي فوضوي. ونعتقد أيضًا، أنه من المرجح أن يتحدى الرئيس ترامب النتيجة بوسائل قانونية وأخرى خارجة عن القانون، في محاولة للاحتفاظ بالسلطة «.
وتقول البروفيسورة بروكس: “الاستنتاج العام والمحبط من عمليات المحاكاة التي قمنا بها، هو أنه إذا كانت حملة ترامب مصممة حقًا على البقاء في السلطة مهما يحدث، وإذا كانت مستعدة لتكون صارمة تمامًا حيال هذا الموضوع، فسيكون صعبًا منعها».
وتضيف، أن الرد الوحيد الممكن هو تنظيم احتجاجات سلمية حاشدة. ومن وجهة نظرها، فإن النزول إلى الشوارع هو أحد خطوط الدفاع الأخيرة عن المواطنين عندما ينهار نظام سياسي ديمقراطي.
المؤكد، أن تحالفًا من الجماعات التقدمية والمحافظة المناهضة لترامب قد بدأ فعلا في التشكّل والتنظّم لانزال الناس إلى الشوارع إذا حاول ترامب الغش في نوفمبر. فهل يمكن لمثل هذه الحركة الجماهيرية أن تنجح في الولايات المتحدة؟
قد تكون الاحتجاجات الأخيرة للمطالبة بالعدالة العرقية، والتي يعدّ بعضها من أكبر الاحتجاجات التي شهدتها أمريكا على الإطلاق، مؤشرا ومقدمة. وسيكون من غير العادي حقًا أن تفكّر الولايات المتحدة في “ثورة ملونة” مثل تلك التي أطاحت بحكام دول ما بعد الاتحاد السوفياتي.
في محاكاة انتصار جو بايدن بفارق ضئيل ، يرفض ترامب الاعتراف بالهزيمة، ويزعم تزوير التصويت عبر البريد.
سيستمر الامر لأشهر مع اضطرابات هائلة لا تستطيع الشرطة احتواءها، مما يفتح الطريق لميليشيات اليمين المتطرف وأنصار ترامب المسلحين المصممين على قمع ما يرون أنه محاولة انقلاب.
وكتبت لجنة مشروع نزاهة العملية الانتقالية في تقريرها بعد المحاكاة: “إن احتمالات نشوب صراع عنيف مرتفعة، خاصة أن ترامب يشجع أنصاره على حمل السلاح».
وحسب البروفيسور نيلز جيلمان: “ليس ترامب فقط... فهذا الاخير يفاقم بشكل فريد فئة معينة من مخاطر الاحتجاج الانتخابي، لكن أسباب وجود هذه المخاطر أعمق منه...ان ترامب واحد من الاعراض أكثر من أي شيء آخر «.
شارك في هذا التمرين الصحفي الجمهوري المناهض لترامب الكندي المولد ديفيد فروم. ويلاحظ أنه مع مزاجية ترامب عدم القدرة على توقّع مواقفه، وجد خصومه في المحاكاة السياسية صعوبة للعثور على ردود فعالة على تجاوزاته. وكانت نتيجة السيناريو ترتبط بمن قام بأكثر المبادرات غير المتوقعة والجريئة إلى درجة كونها غير دستورية. وغالبًا ما كان هذا من فعل اللاعبين الذين جسدوا ترامب وفريقه.
لقد سلط التمرين الضوء على أوجه القصور الرئيسية في النظام السياسي الأمريكي، مما يجعله عرضة بشكل خاص لانهيار كارثي عام 2020.
وتؤكد هذه المحاكاة السياسية التي أجراها الأستاذان روزا بروكس ونيلز جيلمان رأيي: سيفعل ترامب كل شيء للبقاء في البيت الأبيض. وسوف يحلم، مثل بوتين، بالترشح مرة أخرى عام 2024. وإذا كانت حالته الصحية لا تسمح بذلك، فسيريد لأبنائه مواصلة سلالته.
* كاتب صحفي، ومؤلف كتب ذائعة الصيت منها “الكتاب الأسود لكندا الإنجليزية”، و”تحقيقات حول الأجهزة السرية” و”أسرار خيار كندا”، و”قضية جيرار بول” و”سجين في بانكوك” “سيرة ذاتية».
-- مجموعة بحث تدرس كيف يمكن التلاعب بالانتخابات الرئاسية وتعطيلها باستخدام المحاكاة
-- يستعد المسؤولون في كل من القطاعين العام والخاص لاضطرابات اجتماعية وسياسية خطيرة
-- قد يتحدى الرئيس ترامب النتيجة بوسائل قانونية وأخرى خارجة عن القانون
-- في جميع السيناريوهات، استثناء انتصار بايدن الكاسح، استنتج الخبراء أن الأمور ستسير بشكل سيء للغاية
في الولايات المتحدة، وفي انتظار رئاسية كل المخاطر، يستعد المسؤولون في كل من القطاعين العام والخاص لاضطرابات اجتماعية وسياسية خطيرة.
وهكذا يدرس مشروع نزاهة العملية الانتقالية، باستخدام المحاكاة، كيف يمكن التلاعب بالانتخابات الرئاسية وتعطيلها. وتتألف مجموعة البحث التي تجمع الديمقراطيين والجمهوريين المناهضين لترامب، من أكاديميين وسياسيين وصحفيين وخبراء آخرين.
مستوحاة من النموذج العسكري الشائع –”الألعاب الحربية” الشهيرة -تم تنسيق المحاكاة السياسية لما بعد الانتخابات من قبل أحد كبار المدنيين السابقين في البنتاغون، البروفيسورة روزا بروكس، والمؤرخ نيلس جيلمان.
وفي كتابي الذي سيصدر قريبًا، “غبي وخطير -الولايات المتحدة في عصر ترامب”، استنجدت بروزا بروكس لمعرفة كيف سيكون رد فعل القادة العسكريين إذا قام ترامب، من خلال قراراته وسلوكياته الخاطئة، بوضع الأمن القومي للولايات المتحدة في خطر. لكن هذه قصة أخرى.
لنعد إلى الانتخابات الرئاسية. تحاكي السيناريوهات أربع نتائج انتخابية: فوز حاسم لبايدن، وانتصار بفارق ضئيل لبايدن، وانتصار لترامب في المجمّع الانتخابي، إلى جانب خسارة التصويت الشعبي، وانتصار حاسم لترامب. وفي جميع السيناريوهات، باستثناء انتصار بايدن الساحق، استنتج العلماء أن الأمور ستسير بشكل سيء للغاية.
وكتب المشاركون في تقريرهم النهائي المنشور مؤخرًا: “نعتقد، باحتمال كبير، أن تتميّز انتخابات نوفمبر بمشهد قانوني وسياسي فوضوي. ونعتقد أيضًا، أنه من المرجح أن يتحدى الرئيس ترامب النتيجة بوسائل قانونية وأخرى خارجة عن القانون، في محاولة للاحتفاظ بالسلطة «.
وتقول البروفيسورة بروكس: “الاستنتاج العام والمحبط من عمليات المحاكاة التي قمنا بها، هو أنه إذا كانت حملة ترامب مصممة حقًا على البقاء في السلطة مهما يحدث، وإذا كانت مستعدة لتكون صارمة تمامًا حيال هذا الموضوع، فسيكون صعبًا منعها».
وتضيف، أن الرد الوحيد الممكن هو تنظيم احتجاجات سلمية حاشدة. ومن وجهة نظرها، فإن النزول إلى الشوارع هو أحد خطوط الدفاع الأخيرة عن المواطنين عندما ينهار نظام سياسي ديمقراطي.
المؤكد، أن تحالفًا من الجماعات التقدمية والمحافظة المناهضة لترامب قد بدأ فعلا في التشكّل والتنظّم لانزال الناس إلى الشوارع إذا حاول ترامب الغش في نوفمبر. فهل يمكن لمثل هذه الحركة الجماهيرية أن تنجح في الولايات المتحدة؟
قد تكون الاحتجاجات الأخيرة للمطالبة بالعدالة العرقية، والتي يعدّ بعضها من أكبر الاحتجاجات التي شهدتها أمريكا على الإطلاق، مؤشرا ومقدمة. وسيكون من غير العادي حقًا أن تفكّر الولايات المتحدة في “ثورة ملونة” مثل تلك التي أطاحت بحكام دول ما بعد الاتحاد السوفياتي.
في محاكاة انتصار جو بايدن بفارق ضئيل ، يرفض ترامب الاعتراف بالهزيمة، ويزعم تزوير التصويت عبر البريد.
سيستمر الامر لأشهر مع اضطرابات هائلة لا تستطيع الشرطة احتواءها، مما يفتح الطريق لميليشيات اليمين المتطرف وأنصار ترامب المسلحين المصممين على قمع ما يرون أنه محاولة انقلاب.
وكتبت لجنة مشروع نزاهة العملية الانتقالية في تقريرها بعد المحاكاة: “إن احتمالات نشوب صراع عنيف مرتفعة، خاصة أن ترامب يشجع أنصاره على حمل السلاح».
وحسب البروفيسور نيلز جيلمان: “ليس ترامب فقط... فهذا الاخير يفاقم بشكل فريد فئة معينة من مخاطر الاحتجاج الانتخابي، لكن أسباب وجود هذه المخاطر أعمق منه...ان ترامب واحد من الاعراض أكثر من أي شيء آخر «.
شارك في هذا التمرين الصحفي الجمهوري المناهض لترامب الكندي المولد ديفيد فروم. ويلاحظ أنه مع مزاجية ترامب عدم القدرة على توقّع مواقفه، وجد خصومه في المحاكاة السياسية صعوبة للعثور على ردود فعالة على تجاوزاته. وكانت نتيجة السيناريو ترتبط بمن قام بأكثر المبادرات غير المتوقعة والجريئة إلى درجة كونها غير دستورية. وغالبًا ما كان هذا من فعل اللاعبين الذين جسدوا ترامب وفريقه.
لقد سلط التمرين الضوء على أوجه القصور الرئيسية في النظام السياسي الأمريكي، مما يجعله عرضة بشكل خاص لانهيار كارثي عام 2020.
وتؤكد هذه المحاكاة السياسية التي أجراها الأستاذان روزا بروكس ونيلز جيلمان رأيي: سيفعل ترامب كل شيء للبقاء في البيت الأبيض. وسوف يحلم، مثل بوتين، بالترشح مرة أخرى عام 2024. وإذا كانت حالته الصحية لا تسمح بذلك، فسيريد لأبنائه مواصلة سلالته.
* كاتب صحفي، ومؤلف كتب ذائعة الصيت منها “الكتاب الأسود لكندا الإنجليزية”، و”تحقيقات حول الأجهزة السرية” و”أسرار خيار كندا”، و”قضية جيرار بول” و”سجين في بانكوك” “سيرة ذاتية».