تركيا تستفز إسرائيل واليونان للإفلات من عزلتها

تركيا تستفز إسرائيل واليونان للإفلات من عزلتها


احتجت تركيا على اليونان وإسرائيل، مطالبة البلدين بالحصول على موافقتها قبل استكمال مشروع الربط الكهربائي البحري بين إسرائيل واليونان عبر قبرص. وجاءت المطالبة التركية بعد أيام من إنهاء إسرائيل مناورات بحرية مع قبرص، واليونان، وفرنسا.
ووفق تقرير لسيث فرانتزمان في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أوهمت تركيا تل أيبيب في أبريل (نيسان) 2020 وديسمبر (كانون الأول) 2020 برغبتها في المصالحة، في محاولة لإبعاد إسرائيل عن اليونان في ظل العلاقات المتنامية بين البلدين، وتعزيز العلاقات بين تل أبيب وقبرص أيضاً بعد ترسيم الحدود البحرية بينهما، وما تضمه المنطقة من ثروات نفطية وغازية محتملة. ووقعت إسرائيل اتفاقاً مع اليونان وقبرص إقامة خط أنابيب في شرق المتوسط، في الصيف الماضي في إطار الاتفاقات بين الدول الثلاث، في منتدى الغاز الذي يجمع خاصة، اليونان، وقبرص، ومصر ودول أخرى.

وعليه يبدو، حسب التقرير، أن هدف تركيا من الاحتجاج، توتير العلاقات مع إسرائيل، بالتزامن مع إطلاق أنقرة منذ الشهر الماضي حملة لإقناع مصر بإعادة العلاقات إلى طبيعتها.
وبعد عزلتها، وإقصائها من منتدى الغاز لدول شرق المتوسط، وفي ظل تنامي العلاقات بين دول المنطقة الأخرى، يبدو أن تركيا تريد ابتزاز إسرائيل بملف مشروع الربط الكهربائي، واتهام اليونان وقبرص وإسرائيل بالاعتداء على جرفها البحري، من خلال الضوء الأخضر الذي أعطته أنقرة لوسائل الإعلام الحكومية والموالية لها، للترويج على أوسع نطاق لرسائل الاحتجاج التركي.

وحسب جيروساليم بوست، يكشف التحرك التركي الأخير المأزق الذي تردت فيه تركيا، التي تحاول تحريك التوتر في المنطقة، بحثاً عن استئناف علاقات مع دول الجوار،التي ساهمت سياسة أنقرة في تعجيل التقارب بينها من جهة، وبين هذه الدول وإسرائيل من جهة أخرى.
وتشعر تركيا بخروج الموقف عن السيطرة، فنددت بإقامة علاقات دبلوماسية بين كوسوفو وإسرائيل، وحاولت التشويش على الاتفاق الإبراهيمي بين الإمارات، والبحرين مع إسرائيل، وتهجمت على السودان قبل الاتفاق على السلام مع إسرائيل.

وتدرك تركيا اليوم أنها معزولة عن محيطها، وأصبحت قائمة أصدقائها تقتصر على دول قليلة، وحماس، وحكومة الوفاق الليبية الضعيفة، والمجموعات المتطرفة في شمال سوريا، والمرتزقة المرتزقة لأنقرة.  ورغم كل محاولاتها للتحدث مع دول مؤثرة في سوريا مثل روسيا، ولتجعل زعيمها أردوغان يكتب مقالاً في بلومبرغ، فإن تركيا لم تنجح إلا في إثارة عداء فرنسا وتغذية ريبة دول أخرى كثيرة.
وبسبب تخبطها، نجحت تركيا أيضاً في نأي دول حلف شمال الأطلسي بنفسها عن أنقرة، في حين فتحت أبواب تعاون وديناميكية جديدة في المنطقة، بين دول كثيرة أخرى، بعيداً عن تركيا، وتعززت المصالح المشتركة، لقبرص واليونان، ومصر، وفرنسا، فضلاً عن الإمارات، والسعودية، وغيرها من الدول التي تقاربت بشكل أكبر، سياسياً واقتصادياً على حساب تركيا.