تركيا تقمع أطباء حذروا من فيروس كورونا

تركيا تقمع أطباء حذروا من فيروس كورونا


منذ الإعلان رسمياً عن أول إصابة بفيروس كورونا في تركيا في 11 مارس (آذار)، ارتفع عدد الإصابات إلى 30,217، وبلغت حصيلة الوفيات 649، وفق ما أعلنه وزير الصحة التركي في 6 أبريل(نيسان).
ولكن وفق سيزين شاهين، كاتبة تركية لدى موقع “غيتستون”، مقيمة في أوروبا، أسكتت السلطات في أنقره عدداً من الخبراء الطبيين الذين دعوا الأتراك لاتخاذ مزيد من الإجراءات الوقائية، أو انتقدوا الحكومة لسوء تعاملها مع أزمة الفيروس.
واضطر طبيبان إلى الاعتذار بعدما قدموا معلومات إلى زملائهم عن خطر الفيروس في تركيا، واستدعي آخران إلى مراكز للشرطة بشأن مقابلات مع وسائل الإعلام. ويخضع الطبيبان حالياً للتحقيق بتهمة “نشر الخوف والرعب بين الأتراك».

مشاهدات
وفي 28 مارس(آذار)، نشر يوسف سافران، أخصائي أمراض وبائية لدى جامعة إزمير دوكوز إيلول، على حسابه على يوتيوب شريط فيديو، قال فيه: “للأسف، ما زال معظم أبناء شعبنا غير مدركين لخطورة ما يواجهنا. العالم كله، بمن فيه أكثر الدول تطوراً وغنى، عاجز عن مواجهة هذا المرض. هذا مرض فيروسي لم يشهد الأطباء أو العلماء مثيلاً له، ولا علاج فعالا به بعد. وقد تسبب بأعداد كبيرة من الوفيات عبر العالم وحتى في أكثر الدول الأوروبية تطوراً.
وأضاف سافران: “لم تدرك بعد تركيا خطورة المرض، ولذا أود تقاسم مشاهداتي معكم كمسؤول في مركز الوباء. مضت عشرة أيام منذ ظهور أول حالة في تركيا في 11 مارس(آذار)، وللأسف، عندما دققنا في الإحصاءات، وجدنا أن تركيا التي تقول إننا مستعدون للأمر، تواجه اختباراً أشد خطورة مما تعاني منه إيطاليا التي لم تكن مستعدة للوباء. ويفوق اليوم عدد الإصابات بفيروس كورونا ما وصل إليه في إيطاليا».
وأشار إلى إلى أنه “بسبب عدم التزام بعض الأشخاص بدعواتنا المتكررة للبقاء في منازلهم، انتشر الفيروس بشكل كبير. وكانت معظم الإصابات الأولية بين الشباب القادرين على الشفاء بسهولة- ولكن الحالات التي كشف عنها خلال الساعات الـ 48 الأخيرة تظهر أن كبار السن كانوا الأكثر تأثراً بالفيروس».

تدخل رسمي
وقدم سافران نصائح حول قضايا بشأن كيفية تطهير الأيدي ونوعية الكمامات التي يفترض أن يستخدمها الناس.
 وقال: “أؤكد باهتمام وأسى أنه لو لم نتعامل مع الأمر بجدية، فسوف تخرج الأمور عن السيطرة، وسيموت آلاف من الأشخاص».
ولكن سرعان ما أصدر مكتب عميد الكلية التي يعمل فيها الطبيب سافران توضيحاً يقول: “لم يكن صحيحاً من الناحية العلمية مقارنة الوفيات في إيطاليا وبلدان أخرى بالوفيات في تركيا، ثم انتقاد القرارات التي اتخذت استناداً لذلك. لقد نشر البروفوسور تلك الهواجس والمخاوف بأسلوب مختلف بهدف تحذير مواطنينا. وقد أسيء فهمه، وهو آسف لذلك».
إلى ذلك، نشر الدكتور سافران، في 30 مارس(آذار) شريط فيديو آخر على حسابه على تويتر قائلاً: “عملت حكومتنا ووزارة الصحة بجدية في التعامل مع الوضع منذ بدايته، وقدموا لنا جميع ما احتجنا إليه من معدات طبية ودعم معنوي».

تحقيقات
وفي الوقت نفسه، بدأت الجامعة تحقيقاً مع طبيب آخر هو بارباروس جيتين، أستاذ في قسم البيولوجيا لدى جامعة دوكوز آيلول في إزمير، بسبب تصريحاته إلى وسائل الإعلام حول فيروس كورونا، والتي انتقد فيها تراخي الحكومة التركية.
واتُهم جيتين “بإثارة الرعب والذعر في أوساط المجتمع».
واتخذت جامعات أخرى في أنقره واسطنبول إجراءات قضائية ضد أساتذة وخبراء آخرين يعملون فيها بسبب تصريحاتهم حول تفشي الفيروس في تركيا، وانتقادهم طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة.
وحسب كاتبة المقال، تبدو الحكومة التركية بطيئة في تنبهها لخطورة الوضع. فقد أعلنت أنقره، في 21 مارس(آذار) أن المسنين ممن تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، ومن يعانــون من حالات مرضية مزمنة، ممنوعـــــون من مغــــادرة منازلهم.
كما فرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 3 أبريل(نيسان) حظر تجول جزئياً على من هم دون العشرين كإجراء ضد تفشي فيروس كورونا.

تكميم أفواه
ووفق تقرير صدر عن جامعة أوكسفورد بعنوان: “عالمنا من خلال بيانات”، تتزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا بسرعة أعلى في تركيا من عدد حالات العدوى خلال نفس المرحلة في دول أخرى.
ولهذا السبب، ترى كاتبة المقال، أن الأطباء الذين دعوا الناس للبقاء في بيوتهم، والتعامل بجدية مع الفيروس، وانتقدوا الحكومة التركية لعدم اتخاذها الإجراءات الكافيـــــة، كإغــــلاق الحدود وفرض الحجر الصحي، كانوا محقين. ولذا يجدر بالحكومة التركية، كنظيرتها الصينية، أن تضع في مقدم أولوياتها حياة الناس، وأن تستمع لإرشادات خبرائها الطبيين، عوض تكميم أفواههم.    

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot