تؤكد على أهمية المؤسسة التربوية في الحماية من التطرف

تريندز يصدر دراسة بعنوان الحل التربوي وحماية الناشئة من التطرف

تريندز يصدر دراسة بعنوان الحل التربوي وحماية الناشئة من التطرف


ضمن سلسلة أوراق محاضرات أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسته الأولى تحت عنوان "الحل التربوي وحماية الناشئة من التطرف"، أعدها الدكتور أنس الطريقي الأستاذ المساعد في الحضارة الحديثة بالجامعة التونسية.
وتناولت الدراسة تعريف التطرف مشيرة إلى أنه منطق تفكير لا يقبل بالحلول الوسطى في تعريفه للصواب والخطأ، وأشارت إلى أن الدور الموكول للمؤسسة التربوية، هو تربية الناشئة على مرونة التفكير، بمعنى أن تخلق في الفرد هذا الاستعداد المستمر لتعديل مواقفه.

وذكرت الدراسة أن هذا الاستعداد لا يمكن أن يتحقق إلا إذا آمن الفرد بأن الحقيقة نسبية، وهي ذاتية، وأنها مرحلية لانهائية، وأنه لا يعيش بالحقائق، إنما هو كائن يتأقلم باستمرار مع محيطه، ويتصرف بمقتضى ما يطرأ على ما في حياته اليومية من أحداث.

وحاولت الدراسة تقديم مفهوم التواضع كموقف ذهني مطلوب بوصفه شرطاً جديداً لمنطق تفكير يعد أهم طريق لتحصين الناشئة ضد التطرف، موضحة أن مهمة ترسيخه في نفوس الناشئة وفي تفكير المجتمع موكولة إلى المؤسسة التربوية التي يتوجب عليها أن تُدخل في ذهن الناشئة الإيمان بأن الهدف من المعرفة هو اكتساب مهارة العيش، وأن رحلة التحصيل لا تنتهي مادام الإنسان يعيش، وأنه وحده التواضع الذي من الممكن أن يحمِله على تفادي الوهم بامتلاك الحقيقة والمعرفة، ويجعله يؤمن بأن ما يعرفه يبقى دائماً قليلاً.

وأشارت الدراسة إلى أن شروط الحياة السليمة تتمثل في القدرة على التأقلم، وامتلاك كفاءة حل المشكلات اليومية، وصناعة الاتفاقات الضامنة للتعايش الجماعي، وجعل التربية هدفاً أساسياً لتلقي المعرفة، سواء أكانت علمية أم دينية أم أخلاقية، مع الأخذ بالحسبان أهداف التهذيب والتكوين والتثقيف.
وأوضحت أن الحل الناجع لتحصين الشباب من التطرف تربوي خالص، باعتبار أن الحلول الأمنية يمكن أن تحاصر التطرف، لكنها لا تمنع الشباب من الدخول إلى المواقع الإلكترونية، ومنصات التواصل، وتصفح المحتوى المسموم، الذي تبثه التيارات المتطرفة. وخلصت الدراسة إلى أنه لا مفر حينئذ عند الشباب من العيش في انفتاح دائم على ما يمكن أن يعرفوه في كل لحظة وحين، وهكذا يمكن أن يحصنوا أنفسهم من التطرف.