بايدن يخاطر بأخذ العالم بكامله إلى حرب عالمية ثالثة

تزايد المعارضين الجمهوريين للمساعدة الأمريكية لأوكرانيا

تزايد المعارضين الجمهوريين للمساعدة الأمريكية لأوكرانيا


تحول مؤتمر العمل السياسي للمحافظين الأمريكيين الذي بدأ أعماله في ميريلاند إلى منبر لبعض الأصوات اليمينية المتطرفة في الحزب الجمهوري الداعية إلى وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
وكتب مراسل صحيفة “غارديان” البريطانية ديفيد سميث أن النائبة اليمينية المتطرفة عن الحزب الجمهوري مارجوري تايلور غريني دعت إلى وقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، لتضيف صوتاً آخر إلى ثورة على مستوى القاعدة الجمهورية، تهدد بإستمرار دعم الحزبين للحرب ضد روسيا.

وبرزت النائبة عن ولاية جورجيا كصوت بارز في مجلس النواب، بعدما أقامت صلة مع رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، الذي تعهد بأن الجمهوريين لن يكتبوا “شيكاً على بياض” لأوكرانيا.

«حرب عالمية ثالثة»
وقالت غريني لـ”الغارديان” إن الرئيس جو بايدن “يخاطر بأخذ العالم بكامله إلى حرب عالمية ثالثة”، وهو رأي سائد على نطاق واسع في أوساط مؤتمر العمل السياسي، الذي يعتبر التجمع السياسي الأكبر للمحافظين في الولايات المتحدة.
وأعلنت غريني أمام المؤتمر: “أعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تدفع نحو السلام في أوكرانيا عوض تمويل حرب يبدو أنها تتصاعد وتعرض العالم كله لحرب عالمية ثالثة».
ودعت إلى وقف فوري للتمويل الأمريكي، مؤكدة أنها ستصوت إلى جانب قرار يدعم الشعب الأوكراني ويندد بالغزو الروسي و”أعتقد إننا نسرّع الحرب هناك”. وأضافت: “يجب أن نعزز السلام. ويجب أن يحل السلام في أوروبا وأن تقوم الولايات المتحدة بما يتوجب عليها. إن أوكرانيا ليست عضواً في الناتو وجو بايدن قال في البداية، إنه لن يدافع عن أوكرانيا لأنها ليست عضواً في الناتو. هذا غير منطقي والشعب الأمريكي لا يدعمه».

113 مليار دولار
وبعد سنة على الغزو الروسي، قدمت الولايات المتحدة أربع دفعات من المساعدات لأوكرانيا، بما مجموعه 113 مليار دولار، وذهب قسم من التمويل لتجديد أعتدة عسكرية أمريكية تم إرسالها إلى الخطوط الأمامية.
وأبدى المتنافسان الرئيسيان على ترشيح الحزب الجمهوري للإنتخابات الرئاسية عام 2024، الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس، تشكيكاً حيال القضية الأوكرانية. وتظهر استطلاعات الرأي تآكلاً في الدعم الشعبي.
وكان النزاع غائباً إلى حد كبير عن الخطابات التي ألقيت في مؤتمر العمل السياسي، الذي كان ذات مرة معقلاً للمقاتل في الحرب الباردة رونالد ريغان لكنه اليوم عبارة عن معقل للإنعزاليين وجناح “أمريكا أولاً” في الحزب الجمهوري. وأعطى كل من السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي التي أعلنت ترشحها للإنتخابات الرئاسية، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو الذي يفكر في الترشح، الموضوع حيزاً واسعاً في خطابيهما.

«التعب الأوكراني»
وانتقد الإعلامي اليميني وكبير المستشارين الإستراتيجيين السابق في البيت الأبيض ستيف بانون مراراً الحرب في أوكرانيا أمام جمهور صاخب من المؤيدين. وانضم إليه الجمعة النائب عن ولاية فلوريدت مات غايتز الذي قدم مؤخراً قراراً في المجلس بعنوان “التعب الأوكراني”. وحذر غايتز من أخطار الترسانة النووية الروسية والتهديد بحرب عالمية ثالثة قائلاً إن “الحماس الجديد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتماشى مباشرة مع الجمهوريين الذين يشكلون الغالبية في مجلس النواب”. وأضاف أن كل جمهوري يدعم هذه الحرب القاتلة في أوكرانيا يجب طرده».
وفي مقابلات، أبدى أكثر من 12 مشاركاً في المؤتمر آراءً مشابهة، وفي بعض الحالات عبروا عن تعاطف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي تكرار لوجهة نظر الكرملين حول أن سكان منطقة الدونباس يريدون التحرر من أوكرانيا، قال مدرب خيول يبلغ من العمر 67 عاماً من ريف فيرجينيا: “كلا، يجب ألا نعطيهم المزيد من المال، ويجب أن لا نتورط معهم. ويجب أن لا يكونوا جزءاً من الناتو».

إسفين في الانتخابات التمهيدية
إن أوكرانيا في طريقها للتحول كأسفين في الإنتخابات التمهيدية المقبلة داخل الحزب الجمهوري. ودعا ترامب الذي أعلن ترشحه في تشرين الثاني، مراراً إلى وقف العمال العدائية وزعم أنه إذا ما عاد إلى المكتب البيضوي، فإن في إمكانه إنهاء الحرب “في غضون 24 ساعة». وديسانتس المنافس المحتمل لترامب، كان ينظر إليه على أنه من الصقور، ويتحدث بلغة متشددة ضد بوتين عندما كان عضواً في الكونغرس. لكنه بدأ يتبنى على نحوٍ متزايدٍ لغة مشابهة في محاولة لجذب القاعدة الشعبوية لترامب. ومع ذلك، فإنه لم يحضر مؤتمر العمل السياسي.
لكن نائب الرئيس السابق مايك بنس، الذي من المتوقع أن يطلق حملته للترشح للرئاسة في الأشهر المقبلة، فقد دعا واشنطن إلى تكثيف الدعم لأوكرانيا وأكد أنه “لا يمكن أن يكون هناك مكان في قيادة الحزب الجمهوري للمدافعين عن بوتين”. وهذا الرأي يتشارك به مع زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وآخرين في مؤسسة الحزب.
ولم يحضر بنس ولا ماكونيل المؤتمر، الذي يجادل بعض المنتقدين، بأنه بدأ يفقد صلته بالواقع بعدما أخفق في التخلص من ترامب.