تعرف على مخاطر الإدمان على الأكل بشراهة
رغم أنها ليست بشهرة اضطراب ضعف الشهية أو حتى النهام العصبي، إلا أن اضطرابات عدم التعامل السليم مع الطعام لها الحصة الأكبر من المصابين، الذين لا يستطيعون التفكير بشيء آخر غير الطعام حين يشعرون بالجوع.
لا يهم ما هو في متناول يده، سواء أكانت معجنات أو حلويات أو سندويشات؛ كل ما يهمه هو تناول كميات كبيرة من الأكل. هكذا هي حال المصاب باضطراب نوبة الدقر أي الأكل بشراهة. ساندرا مثلاً سرعان ما تلتهم آلاف السعرات الحرارية في غضون دقائق معدودة حين تنتابها نوبة الدقر، سواء أكانت جائعة أم لا. فهي تستمر بالأكل إلى أن تمتلئ معدتها تماماً، حينها فقط تشعر بالتحسن. إلا أن مدة هذا التحسن لا تدوم طويلاً، إذ لا تلبث أن تنتابها نوبة جديدة، لتسارع إلى محلات الأطعمة لتهدئة نوبتها. ويسمى الاضطراب الغذائي في هذه الحالة " Binge Eating Disorder".
تبلغ نسبة المصابين بهذا النوع من الاضطراب حوالي 15% من جميع المضطربين غذائياً. ورغم عدم شهرته مقارنة باضطراب قلة الشهية أو عدمها، إلا أن الأسباب غالباً ما تتشابه، إذ يربط المصابون بهذه الإضطرابات الأكل بالمشاعر. و يحاولون من خلال تناولهم الطعام أو عدمه القضاء على همومهم وضغوطاتهم وملء الفراغ الداخلي الذي يشعرون به. وخلافاً للمصابين باضطراب النهام العصبي وقلة الشهية، لا يحاول مضطربو الدقر التقيؤ أو ممارسة الرياضة. ويعاني هؤلاء من نوبات تصيبهم بالعادة عدة مرات في الأسبوع الواحد، حيث يلتهمون فيها كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير لعدم سيطرتهم على أكلهم.
لذا، فإن مصابي اضطراب الدقر يدمنون الأكل. وليس للجوع أو الشهية أو المتعة دور في هذا، فتوضح ساندرا: "ما نشعر به هو أشبه بدفعة قوية، بعضنا يسارع لشرب الجعة، في حين أتوجه أنا إلى الثلاجة. أعجز أحياناً عن معرفة السبب، فهو أشبه بإدمان المخدرات، حين يصرخ الجسد فجأة برغبته دون سبب واضح ولا يهدأ إلا بعد إشباع هذه الرغبة".
الدوران في حلقة مفرغة
ما إن تشبع هذه الرغبة حتى يسود الهدوء ولا يتبقى سوى الإحساس بالذنب و الندم واليأس. وبما أن الأمر خارج عن إرادتهم وللقضاء على هذه المشاعر السلبية، يعودون إلى التهام المزيد من الطعام وهكذا. وفي هذه الحلقة المفرغة يدور مضطربو الدقر، وهنا تكمن المعضلة. انقاص الوزن وحده ليس بحلٍ، فعدم السيطرة على الذات و النهم الظاهر غالباً ما يشير إلى مشاكل نفسية، وفقاً لأندريا هيليسيك، رئيسة قسم الاضطرابات الغذائية في راين كلينيك بادهونيف، وتقول: "يعد هذا الاضطراب كغيره من الاضطرابات سلوك تعويضي في الأصل، إذ يحاول المصاب من خلاله كبت شيء آخر لا يعيه غالباً، وله في الغالب صلة بنظرته وتقييمه لذاته. قد يكون أيضاً لتاريخه وأحداث ماضيه المكبوته أثراً في هذا الاضطراب أيضاً".
الدكتورة هيليسيك تعالج ساندرا منذ أكثر من عامين، وتقول ساندرا "لم أتعلم يوماً كيفية التعامل السليم مع الطعام وإن كابوساً من أيام طفولتي ألقت بظلالها على اضطراب سلوكي الغذائي، والآن يجب تصحيح ذلك".
حوالي 40% من مضطربي الدقر بدينون، لكن ليس كل بدين مصاب باضطراب الدقر. العلامة الواضحة على هذا النوع من الاضطرابات هي نوبات الأكل المتكررة لدى المصابين، إضافة إلى تصور سلبي جداً لأجسادهم وانتقائهم لمحيطهم الإجتماعي واضطرابات نفسية كالاكتئاب. وتؤكد ساندرا على تأثير هذا الاضطراب على حياتها اليومية، فهي تزن 134 كيلوغراماً ولهذا تبعات، إذ تقول:" ما إن أنتهي من تنظيف المنزل، حتى أرمي بنفسي على الأريكة ليؤلمني وقع ارتطامي بالأريكة لثقل وزني. لكني غير قادرة على ممارسة الرياضة". ومن التبعات الصحية الممكنة لهذا الاضطراب: السكري وارتفاع ضغط الدم والربو.
ربط المعدة ليس حلاً
الآن وبعد انقضاء عامين على معالجتها نفسياً، تود ساندرا معالجة مشكلة وزنها الزائد. إلا أن عدم قدرتها على ممارسة الرياضة لإنقاص الوزن، دعاها للموافقة على عملية ربط المعدة. ويتم من خلال هذه العملية قص ثلاثة أرباع المعدة، ليتبع هذه الخطوة إعادة تشكيل الربع الأخير من المعدة ليصبح كالأنبوب، مما يدفع المصاب إلى الشعور بالشبع أسرع ولمدة أطول. إلا أن الدكتور مين سيوب سون، الطبيب في مستشفى يوهانيتر في بون، يؤكد مناسبة هذه العملية لمعالجة الوزن الزائد، لا الاضطراب ذاته. ويوضح لمريضته ساندرا التي ستخضع للعملية في غضون خمسة أشهر قائلاً: "العملية ليست علاجاً لاضطراب الدقر، بل تقتصر فعاليتها على السمنة، التي هي من تبعات اضطراب الدقر. لكن حل الاضطراب ذاته هو العلاج النفسي. ولذا فلا بد من متابعة الأخير حتى بعد عملية ربط المعدة". إذا ما استمرت ساندرا بتلقي العلاج النفسي وإرفاقه بالإلتزام بالتعاليم الغذائية، فإن فرصتها بتجاوز اضطرابها وتحقيق حياة أفضل كبيرة. فمجرد التفكير بفترة ما بعد العملية تسعدها، إذ لم يكن من السهل الوصول إلى هذه المرحلة من العلاج؛ وفكرة العودة إلى نشاطها وحيويتها تثير السعادة في نفسها. من أجل ذلك، لا بد لساندرا حتى تلك اللحظة تعلم حل مشاكلها بالتعبير عنها، بدل التهام الطعام.
لا يهم ما هو في متناول يده، سواء أكانت معجنات أو حلويات أو سندويشات؛ كل ما يهمه هو تناول كميات كبيرة من الأكل. هكذا هي حال المصاب باضطراب نوبة الدقر أي الأكل بشراهة. ساندرا مثلاً سرعان ما تلتهم آلاف السعرات الحرارية في غضون دقائق معدودة حين تنتابها نوبة الدقر، سواء أكانت جائعة أم لا. فهي تستمر بالأكل إلى أن تمتلئ معدتها تماماً، حينها فقط تشعر بالتحسن. إلا أن مدة هذا التحسن لا تدوم طويلاً، إذ لا تلبث أن تنتابها نوبة جديدة، لتسارع إلى محلات الأطعمة لتهدئة نوبتها. ويسمى الاضطراب الغذائي في هذه الحالة " Binge Eating Disorder".
تبلغ نسبة المصابين بهذا النوع من الاضطراب حوالي 15% من جميع المضطربين غذائياً. ورغم عدم شهرته مقارنة باضطراب قلة الشهية أو عدمها، إلا أن الأسباب غالباً ما تتشابه، إذ يربط المصابون بهذه الإضطرابات الأكل بالمشاعر. و يحاولون من خلال تناولهم الطعام أو عدمه القضاء على همومهم وضغوطاتهم وملء الفراغ الداخلي الذي يشعرون به. وخلافاً للمصابين باضطراب النهام العصبي وقلة الشهية، لا يحاول مضطربو الدقر التقيؤ أو ممارسة الرياضة. ويعاني هؤلاء من نوبات تصيبهم بالعادة عدة مرات في الأسبوع الواحد، حيث يلتهمون فيها كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير لعدم سيطرتهم على أكلهم.
لذا، فإن مصابي اضطراب الدقر يدمنون الأكل. وليس للجوع أو الشهية أو المتعة دور في هذا، فتوضح ساندرا: "ما نشعر به هو أشبه بدفعة قوية، بعضنا يسارع لشرب الجعة، في حين أتوجه أنا إلى الثلاجة. أعجز أحياناً عن معرفة السبب، فهو أشبه بإدمان المخدرات، حين يصرخ الجسد فجأة برغبته دون سبب واضح ولا يهدأ إلا بعد إشباع هذه الرغبة".
الدوران في حلقة مفرغة
ما إن تشبع هذه الرغبة حتى يسود الهدوء ولا يتبقى سوى الإحساس بالذنب و الندم واليأس. وبما أن الأمر خارج عن إرادتهم وللقضاء على هذه المشاعر السلبية، يعودون إلى التهام المزيد من الطعام وهكذا. وفي هذه الحلقة المفرغة يدور مضطربو الدقر، وهنا تكمن المعضلة. انقاص الوزن وحده ليس بحلٍ، فعدم السيطرة على الذات و النهم الظاهر غالباً ما يشير إلى مشاكل نفسية، وفقاً لأندريا هيليسيك، رئيسة قسم الاضطرابات الغذائية في راين كلينيك بادهونيف، وتقول: "يعد هذا الاضطراب كغيره من الاضطرابات سلوك تعويضي في الأصل، إذ يحاول المصاب من خلاله كبت شيء آخر لا يعيه غالباً، وله في الغالب صلة بنظرته وتقييمه لذاته. قد يكون أيضاً لتاريخه وأحداث ماضيه المكبوته أثراً في هذا الاضطراب أيضاً".
الدكتورة هيليسيك تعالج ساندرا منذ أكثر من عامين، وتقول ساندرا "لم أتعلم يوماً كيفية التعامل السليم مع الطعام وإن كابوساً من أيام طفولتي ألقت بظلالها على اضطراب سلوكي الغذائي، والآن يجب تصحيح ذلك".
حوالي 40% من مضطربي الدقر بدينون، لكن ليس كل بدين مصاب باضطراب الدقر. العلامة الواضحة على هذا النوع من الاضطرابات هي نوبات الأكل المتكررة لدى المصابين، إضافة إلى تصور سلبي جداً لأجسادهم وانتقائهم لمحيطهم الإجتماعي واضطرابات نفسية كالاكتئاب. وتؤكد ساندرا على تأثير هذا الاضطراب على حياتها اليومية، فهي تزن 134 كيلوغراماً ولهذا تبعات، إذ تقول:" ما إن أنتهي من تنظيف المنزل، حتى أرمي بنفسي على الأريكة ليؤلمني وقع ارتطامي بالأريكة لثقل وزني. لكني غير قادرة على ممارسة الرياضة". ومن التبعات الصحية الممكنة لهذا الاضطراب: السكري وارتفاع ضغط الدم والربو.
ربط المعدة ليس حلاً
الآن وبعد انقضاء عامين على معالجتها نفسياً، تود ساندرا معالجة مشكلة وزنها الزائد. إلا أن عدم قدرتها على ممارسة الرياضة لإنقاص الوزن، دعاها للموافقة على عملية ربط المعدة. ويتم من خلال هذه العملية قص ثلاثة أرباع المعدة، ليتبع هذه الخطوة إعادة تشكيل الربع الأخير من المعدة ليصبح كالأنبوب، مما يدفع المصاب إلى الشعور بالشبع أسرع ولمدة أطول. إلا أن الدكتور مين سيوب سون، الطبيب في مستشفى يوهانيتر في بون، يؤكد مناسبة هذه العملية لمعالجة الوزن الزائد، لا الاضطراب ذاته. ويوضح لمريضته ساندرا التي ستخضع للعملية في غضون خمسة أشهر قائلاً: "العملية ليست علاجاً لاضطراب الدقر، بل تقتصر فعاليتها على السمنة، التي هي من تبعات اضطراب الدقر. لكن حل الاضطراب ذاته هو العلاج النفسي. ولذا فلا بد من متابعة الأخير حتى بعد عملية ربط المعدة". إذا ما استمرت ساندرا بتلقي العلاج النفسي وإرفاقه بالإلتزام بالتعاليم الغذائية، فإن فرصتها بتجاوز اضطرابها وتحقيق حياة أفضل كبيرة. فمجرد التفكير بفترة ما بعد العملية تسعدها، إذ لم يكن من السهل الوصول إلى هذه المرحلة من العلاج؛ وفكرة العودة إلى نشاطها وحيويتها تثير السعادة في نفسها. من أجل ذلك، لا بد لساندرا حتى تلك اللحظة تعلم حل مشاكلها بالتعبير عنها، بدل التهام الطعام.