تعزيزات أمنية في سريلانكا عقب احتجاجات
انتشرت قوات الأمن في العاصمة السريلانكية أمس الجمعة غداة محاولة مئات المحتجين الغاضبين اقتحام منزل الرئيس غوتابايا راجاباكسا احتجاجاً على طريقة إدارة حكومته للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في البلاد منذ سبعة عقود.
وتواجه الدولة الواقعة في جنوب آسيا والبالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة نقصًا كبيرا في السلع الأساسية وارتفاعًا حادًا في الأسعار، تفاقمه الديون الهائلة.
وأعلنت الشرطة في كولومبو اعتقال 45 شخصا عقب الاضطرابات التي وقعت ليل الخميس وأصيب فيها رجل بجروح خطيرة.
ورُفع حظر تجول فرض ليلا في وقت مبكر من صباح الجمعة، لكن تم تعزيز انتشار الجيش والشرطة في أنحاء المدينة حيث كان هيكل حافلة متفحمة لا يزال يسد الطريق المؤدي إلى منزل الرئيس.
وقال مكتب الرئيس أمس الجمعة إن المتظاهرين أرادوا خلق “فوضى”، في إشارة إلى التظاهرات التي عمت دولا في الشرق الأوسط احتجاجا على الفساد والصعوبات الاقتصادية منذ أكثر من عقد.
وجاء في بيان مقتضب لمكتب الرئيس أن “التظاهرة ليل الخميس قادتها قوى متطرفة تدعو إلى عدم استقرار في بلدنا».ليل الخميس أغلق متظاهرون بالإطارات المشتعلة طريقا رئيسيا يؤدي إلى العاصمة.وسار مئات المتظاهرين، بعد انتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، باتجاه منزل راجاباكسا للمطالبة باستقالته.
وأشعل المتظاهرون النار في حافلتين للجيش وسيارة للشرطة في حي ميريانا السكني حيث منزل الرئيس، كما هدموا جداراً قريباً واستخدموا حجارته لرشق عناصر الشرطة والجيش.
وأطلقت قوات الأمن النار لتفريق الحشود، من دون أن يتّضح على الفور ما إذا كانت استخدمت الرصاص الحيّ أو الرصاص المطاطي. كما لجأت إلى قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.
وقالت مصادر رسمية لوكالة فرانس برس إنّ راجاباكسا لم يكن في منزله خلال هذه المواجهات، لكن كبار المسؤولين العسكريين سارعوا لمناقشة الأزمة.
وتوقفت تغطية مباشرة للتظاهرة كانت تبثها شبكة تلفزيونية خاصة، بعد ما قال صحفيون إنه ضغط من الحكومة.
غير أن تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت منها وكالة فرانس برس، أظهرت نساء ورجالا يطلقون هتافات تقول “أيها المجنون ارحل” ومطالبين بتنحي جميع أفراد عائلة راجاباكسا القوية.
وشقيق الرئيس ماهيندا الذي يكبره سنا، يتولى رئاسة الحكومة فيما الأصغر باسيل، يتولى حقيبة المال. أما شقيقه الأكبر شامال، فهو وزير الزراعة فيما ابنه شقيقه نامال يتولى وزارة الرياضة.
وتفجر الغضب بسبب أزمة اقتصادية غير مسبوقة في البلاد منذ سبعة عقود.واعترفت الحكومة بأن الأزمة الحالية هي الأسوأ منذ استقلال البلاد عام 1948. ففي السنوات الأخيرة تعرضت البلاد التي خرجت من عقود من الحرب الأهلية عام 2009 لسلسلة كوارث وأحداث مؤلمة.
وعانت الزراعة جفافاً كارثياً في 2016، وقضت هجمات نفذها إرهابيون على السياحة في أحد عيد الفصح عام 2019 عندما أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 279 شخصًا. ثم جففت جائحة كوفيد-19 التحويلات التي يرسلها السريلانكيون العاملون في الخارج.
تشكل السياحة وتحويلات المغتربين المصدر الأساس للعملات الأجنبية التي تحتاجها البلاد لسداد كلفة الواردات وخدمة الدين الخارجي البالغ 51 مليار دولار.