الانتصارات الانتخابية المحلية للمعارضة في اسطنبول وأنقرة مؤشر أمل

تقرير أمريكي: قمع أردوغان يتصاعد...على واشنطن التوقف عن دعم حكمه

تقرير أمريكي: قمع أردوغان يتصاعد...على واشنطن التوقف عن دعم حكمه


استهل المسؤول السابق في البنتاغون مايكل روبين مقاله في مجلة “واشنطن إكزامينر” بالإشارة إلى أن أبريل(نيسان) الماضي، كان سيئاً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
 ويذهب أبعد من ذلك فيكتب أن مسار تركيا إجمالاً كان سيئاً طوال 17 عاماً. لكن أبريل (نيسان) الماضي، كان الشهر الأسوأ على الذين تمنى الرئيس التركي أن يجعلهم كباش فداء لأخطائه. فبعدما كذب حول حصانة تركيا ضد فيروس كورونا في الأسابيع الأولى، يسعى أردوغان ومستشاروه لتوجيه الانتباه واللوم إلى مكان آخر.

سجل فظيع..
تحت حكم أردوغان كان سجل تركيا في حرية الصحافة فظيعاً. في التقرير السنوي لمنظمة مراسلين بلا حدود في 2002، قبل وصوله رسمياً إلى السلطة، حلت تركيا في المرتبة 100 على لائحة حرية الصحافة، بالقرب من إسرائيل وفي مرتبة أعلى من دول مثل روسيا، أو بيلاروسيا وأفغانستان. هذه السنة، تحل تركيا في مرتبة أدنى من مراتب الدول المذكورة ويبدو أنها مصممة على الانضمام إلى إيران، والسودان، والصومال، في العام المقبل.

غرامات اعتباطية
كما وصف أردوغان الانقلاب الفاشل في 2016 بأنه “هدية من الله” لأنه مكنه من إعلان الطوارئ وسجن معارضيه، واستغل أردوغان أزمة فيروس كورونـــا لقمع ما تبقى من إعلام.
وحين قابلت محطة تلفزيونية معارضة بروفسوراً متخصصاً في الأمراض المُعدية، لكنها أخطأت بتقديمه بروفيسور صحة عامة، فغرمتها الحكومة بمبلغ قارب 1000 دولار.
وفي الأثناء، تروج القنوات الموالية لأردوغان لنظريات مؤامراتية دون أي وقائع حقيقية، ودون مواجهة أي غرامة.
 ثم حظرت الحكومة مُعلقاً آخر وحاكمته بتهمة إهانة الدين لتساؤله عن سبب الذي إطلاق مديرية الشؤون الدينية ضحايا فيروس كورونا صفة “الشهداء”، بلا أي سابقة قانونية أو دينية.

اتهام جاهز بالإرهاب
بعدما ذكرت في تقريرها أن المتحدث الإعلامي باسم الرئاسة التركية بنى غرفاً إضافية لمنزله على أراضٍ عامة، قمعت الحكومة صحيفة جمهورييت، التي سبق لأردوغان أن قاضى محررها السابق لكشفه تسليح تركيا كل المجموعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا.
تجاهل أردوغان والقضاء الذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية خرق قوانين تقسيم الأراضي واستملاكها واتهما صحيفة جمهورييت بالإرهاب لأنها “كشفت أين كان يعيش مسؤول رفيع المستوى، مظهرة إياه هدفاً للإرهابيين».
لكن الصحيفة لم تظهر عنوان المنزل بل حي المدينة فقط. ثم اعتقلت القوى الأمنية مختار الحي الذي ينتمي إلى المعارضة لتصويره المنزل. وعندما دافعت عنه رئيسة حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول، أطلقت الحكومة تحقيقاً حول سلوكها لإشادتها بجرم جنائي، كما قالت.

يفضل المافيات
 على الأكاديميين
تتجاوز ضغينة أردوغان المتزايدة حدود الصحافة. وأطلق سراح آلاف السجناء، من محتالين ومغتصبين، وقتلة، ومنتمين لمافيات، من السجون التركية لتخفيف الاكتظاظ في مواجهة الفيروس.
لكنه لم يكتفِ بإبقاء الديبلوماسيين والموظفين المدنيين والأكاديميين الذين أطاح بهم سابقاً داخل سجونهم وحسب، بل رفض السماح لهم بالتفرق قليلاً داخل مجمعات السجون لتخفيف الاكتظاظ المحلي. ويرى روبين أن أردوغان سيتعاطف مع مجرمين مافيويين مدانين مثل سيدات بيكير، لكنه سيعمل على تسريع موت الذين يتحدونه فكرياً.

كسل متزايد
يرى ديبلوماسيون ومحللون أن الانتصارات الانتخابية المحلية التي حققتها المعارضة في اسطنبول وأنقرة، هي مؤشر أمل على إمكانية إلحاق الهزيمة الانتخابية بأردوغان.
لكن الكاتب يظهر أن هؤلاء يتجاهلون ازدراء أردوغان للديموقراطية. لا يتمثل جوابه على الخسارة المحلية بتصحيح مساره بل بمعاقبة الذين تجرأوا على التصويت ضده.
لقد فاز أساساً بالسلطة لأن حزب العدالة والتنمية برع في تقديم الخدمات على مستوى الدوائر الانتخابية أين كانت الأحزاب الموالية غير مهتمة أو غير مبالية. لكنه يضيف أن حزب العدالة والتنمية أصبح اليوم كسولاً بشكل متزايد لأنه مع تشديد أردوغان قبضته على السلطة والحزب، يفهم موظفو حزب العدالة والتنمية أن مستقبلهم في إرضاء أردوغان عوضاً عن خدمة الجمهور.

ازدواجية
حتى قبل انتشار فيروس كورونا، كان الاقتصاد التركي مترنحاً. مع ازدياد الحاجات المحلية، سعت أحزاب اليسار العلمانية مثل حزب الشعب الجمهوري إلى الإنقاذ.
ولكن حكومة أردوغان منعت المدن التي تسيطر عليها المعارضة مثل اسطنبول وأنقرة من تقديم الطعام الإضافي، أو الأقنعة، أو المساعدات المالية.
وكان التفسير الرسمي أن في البلاد حكومة واحدة تحت إشراف أردوغان وأنه “لا يمكننا السماح بعمليات موازية” أو “حكومة موازية».
ولكن عملياً، وفيما كانت الشرطة التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية تمنع الأعمال الخيرية لدى الأحزاب المعارضة، سمحت للحزب الحاكم وحلفائه بخوض هذه النشاطات بحرية.

المشكلة في أردوغان
وأكد روبين أن تركيا في حالة محزنة، إذ أن أردوغان قرر الرد على الأزمة ليس بمساعدة الأتراك بل بمضاعفة القمع. وهذا يظهر أن المشكلة في الرئيس التركي، لا في الأمريكيين. ودعا الولايات المتحدة إلى الامتناع عن أي عمل يدعم أو يتعاطف أو يعزز قيادة أردوغان في تركيا.

    
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot