تقرير إسرائيلي: السلطة الفلسطينية تسقط ببطء

تقرير إسرائيلي: السلطة الفلسطينية تسقط ببطء


ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أنه لا أفق بعد لعملية “كاسر الأمواج” رغم الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى أن التنظيمات المُسلحة تقوم بالتحريض على شبكات التواصل الاجتماعي وتقدم الأموال للشباب.
وفي تحليل نشرته “يسرائيل هيوم” تحت عنوان “السلطة تسقط ببطء.. سجل التوتر في الضفة الغربية”، جاء أن الجيش الإسرائيلي متشائم بالفعل بشأن إنهاء عملية كاسر الأمواج قريباً، على الرغم من تحقيق إنجازات مُهمة خلال العام الماضي، كان من أهمها تفكيك تنظيم “عرين الأسود” المُسلح، إلا أن هناك عدداً من العوامل الأخرى التي تشجع الهجمات المُسلحة.
أضافت الصحيفة، أنه على الرغم من احتجاج السلطة الفلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي يواصل نشاطه المُكثف، ويظهر ذلك في ارتفاع عدد القتلى في يناير -كانون الثاني، حيث وصل إلى 35 فلسطينياً، 95% منهم مُسلحون، وإذا استمرت  العملية هذه انسنة، سينتهي عام 2023 بحصيلة قتلى أكبر  من العام الماضي، الذي سجل رقماً قياسياً منذ الانتفاضة الثانية.
وفقاً للصحيفة، لا يهتم الجيش الإسرائيلي بتوسيع عملية كاسر الأمواج، ومع ذلك قد يفعل ذلك حال حدوث هجمات مُسلحة إضافية، والخوف من ذلك كبير، لأن رغبة الشباب الفلسطيني في الانخراط في هجمات مُسلحة لم تتراجع  في الآونة الأخيرة.
 
عمليات في الداخل الإسرائيلي
ويدرك الجيش الإسرائيلي أن هناك عناصر ترغب في تنفيذ عمليات مُسلحة داخل المدن الإسرائيلية، وخلافاً لما كان عليه الحال في الماضي، يمكن اليوم العثور على جميع المعلومات الخاصة بتنفيذ هجمات على الإنترنت، لذلك، هناك حاجة إلى الكثير من المعلومات الاستخباراتية والقدرات المتقدمة لإحباط المُسلحين.
ولفتت “يسرائيل هيوم” إلى أن عملية جنين تعتبر دليلاً على أن الجيش الإسرائيلي مستعد للعمل حتى في قلب مخيم اللاجئين في وضح النهار عند الضرورة، لكن المؤسسة الأمنية تعلم أن النجاح هناك ليس بنسبة 100٪..
 وتابعت: “يمكن رؤية مثال على ذلك في العملية التي جرت في نهاية الأسبوع في مخيم للاجئين في أريحا، حيث تم إلقاء القبض على المـشـــــــتبه بهم، لكن المسلحين الذين نفذوا محاولــــــــــة الهجــوم على مفرق ألموغ منذ حوالي أسبوع لا يزالون فارين».
 
أموال حماس
في غضون ذلك، تعمل حماس والجهاد الإسلامي على تأجيج المنطقة من خلال التحريض عبر الإنترنت، ودفع المال للفلسطينيين لتنفيذ عمليات إطلاق نار.
بحسب الصحيفة، تتراوح المبالغ التي تدفعها حماس بين 2000 و 10000 شيكل، ومع ذلك، يركز الجيش الإسرائيلي على جنين ونابلس بينما يسود الهدوء النسبي باقي المدن الفلسطينية، ويعمل الجيش باستمرار على تحسين السياج الأمني ​​في الضفة، والهدف هو استكمال جزء كبير من الجدار بنهاية العام، ما سيسمح بنقل القوات إلى مهام إضافية.

انتشار الأسلحة
وتقول الصحيفة إنه رغم الاستيلاء على ما يقرب من ألف قطعة سلاح في الضفة الغربية، إلا أن المنطقة لا تزال مليئة بالأسلحة، فكل منزل فلسطيني تقريباً يضم أسلحة، وبالتالي يمكن للمُسلحين وضع أيديهم عليها بسهولة وتنفيذ عمليات قتل، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يشعر بالقلق من تورط بعض عناصر جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية في اعتداءات مُسلحة.
 
تدني الروح المعنوية
وعلى هذه الخلفية، كشف عضو في جهاز الأمن الفلسطيني تحدث إلى “يسرائيل هيوم” أن هناك تدني في الروح المعنوية بين القوات، وهو اتجاه ازداد قوة في الآونة الأخيرة، بالتزامن مع ضعف السلطة والتصعيد في الميدان. وقال المسؤول: “عندما أقاموا آليات الأمن الفلسطينية، كان ذلك جزءاً من خطة كبيرة ستؤدي في النهاية إلى قيام دولة، وكان سبب وجود السلطة الفلسطينية في المقام الأول هو إقامة دولة فلسطينية، وبعد كل هذه السنوات، بات هناك سلطة لكن بلا دولة، فلماذا نحن موجودون، لنحصل على رواتب ونعتني بمصالح أبو مازن ونكون عملاء لإسرائيل؟ لقد أصبحنا مقاولين من الباطن».

سقوط السلطة
وأكد مصدر فلسطيني آخر تحدث إلى الصحيفة: أن “الناس الذين يعملون في الآليات الأمنية يشعرون أن لا معنى لما يفعلونه، وأن السلطة تتساقط ببطء”، مضيفاً: “إذا كانت إسرائيل والشاباك وجهاز الأمن الإسرائيلي تحكم على أي حال، فمن الأفضل عدم وجود سلطة، وإيجاد طرق أخرى لإدارة الشؤون، وأن تهتم إسرائيل بالخدمات البلدية.»