تقرير: إسرائيل تخطط لاستخدام دولة أوروبية في الهجوم على إيران

تقرير: إسرائيل تخطط لاستخدام دولة أوروبية في الهجوم على إيران


تصاعد توتر العلاقات بين إيران وأذربيجان بشكل كبير، في الآونة الأخيرة، بعد اتهام طهران جارتها بتسليم إسرائيل السيطرة على حدودها، وذكرت تقارير أنه في حال تنفيذ هجوم إسرائيلي على إيران، فإن مطارات أذربيجان ستسهل مهمة سلاح الجو الإسرائيلي.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية، مؤخراً، رسماً كاريكاتيرياً أظهر رئيس أذربيجان إلهام علييف بـ”أنف يهودي” ضخم بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وذكر موقع “ماكور ريشون” الإسرائيلي، أن هذا الرسم يعد الأحدث في سلسلة الانتقادات الإيرانية على أذربيجان خلال الأشهر الأخيرة، والتي بلغت ذروتها مع افتتاح سفارة أذربيجان في تل أبيب.
 
شبكات تجسس
رافائيل نابيزادا، الناشط الأذري والطالب في الدراسات الأمنية والدبلوماسية بجامعة تل أبيب الإسرائيلية، يرى أن إيران تشكل تهديداً لأذربيجان منذ فترة طويلة. ووفقا له، فقد اعتقلت وزارة الداخلية وجهاز الأمن الأذري في الأشهر الأخيرة شبكة تجسس إيرانية جمعت معلومات حيوية حول منشآت أمنية ومعدات عسكرية في أذربيجان، وقامت بنشر معلومات مُضللة، ودعاية لحركة “حسينيون” الموالية لإيران في البلاد. ووفقاً لما نقله الموقع الإسرائيلي عن نابيزادا، فإن “اعتقال شبكة التجسس جاء رداً على الهجوم الإرهابي على السفارة الأذرية في طهران يناير (كانون الثاني) الماضي، والذي نظمته الحكومة الإيرانية بلا شك، عندما دخل شخص بسلاح كلاشينكوف مبنى السفارة، وقتل رئيس الجهاز الأمني​​، وأصيب حارس آخر بجروح خطيرة خلال المواجهة مع الإرهابي».

الاحتكاك ليس جديد
وأضاف الموقع الإسرائيلي، أن هذه الظاهرة ليست بجديدة، لأن الاحتكاك بين إيران وأذربيجان تصاعد بشكل كبير منذ سيطرة باكو على  طول الحدود مع إيران في عام 2020 بعد معارك ناغورنو كاراباخ، ورداً على ذلك أجرت إيران عدة مناورات عسكرية بالقرب من الحدود، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2021، زادت التوترات بين البلدين بشكل أكبر، عندما اتهمت طهران جاترها أذربيجان بأنها سلمت السيطرة على جزء من حدودها مع إيران لوفد عسكري إسرائيلي.
 
تواجد عسكري إسرائيلي
وفي بداية عام 2022، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن إسرائيل حصلت على إذن باستخدام 4 قواعد جوية أذربيجانية مهجورة تعود إلى الحقبة السوفيتية بالقرب من الحدود مع إيران.
ونقلت المجلة عن 3 دبلوماسيين وضباط استخبارات أن إسرائيل تعتزم استخدام القواعد لهبوط طائراتها بعد هجوم مفترض على المفاعلات النووية الإيرانية، أو الإقلاع من تلك القواعد لمهام هجومية في إيران، مشيرة إلى أن مسؤول استخباراتي أمريكي كبير قال إنه لا يعتقد أن هناك اتفاقية موقعة بين إسرائيل وأذربيجان بشأن استخدام المطارات “ولكن ليس لدي شك أنه إذا أرادت الطائرات الإسرائيلية الهبوط في القواعد الأذرية بعد الهجوم، فإنها ستفعل ذلك”. وعلى الجانب الآخر، فإن الحكومة في باكو نقت بشدة الاتهامات الإيرانية.
الناشط الأذري نابيزادا أشار أيضاً إلى أن اعتقال العملاء الإيرانيين جاء رداً على موقف السلطات الإيرانية تجاه أذربيجان، بعدما  ادعى عضو في مجلس الشورى  الإيراني عدم وجود دافع إرهابي وراء الهجوم على السفارة في طهران، وذلك بعد الهجوم مباشرة، بالإضافة إلى ما أعلنته وزارة الإعلام الإيرانية بأنه على الدول المجاورة لإيران “توخي الحذر في علاقاتها مع النظام الصهيوني».
وفي رأيه، منذ تدهور العلاقات مع إيران “قررت أذربيجان أن لا جدوى من الاستمرار في اتباع نهج منضبط تجاه جارتها العدوانية، وهناك احتمالات أن تكشف الأجهزة الأمنية الأذرية في الأسابيع المقبلة عن شبكة تجسس إيرانية كانت تعلم منذ فترة بنشاطها، لكن باكو فضلت عدم لفت الأنظار  إليها لئلا تؤدي إلى تفاقم الصراع مع طهران».
 
إعدام للجواسيس
نابيزادا خلص إلى أن “الهجوم الإرهابي على السفارة أحبط أذربيجان، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في الخطاب المعادي لإيران على الشبكات الاجتماعية”. وقال: “في أذربيجان، لا يعتقدون أن إيران ستجري تحقيقاً شفافاً في الحادث، وإذا استمرت العلاقات في التدهور، يمكن حتى توقع إعدام الجواسيس الإيرانيين في أذربيجان الأسابيع المقبلة.
 
استهداف أصفهان
ولفت نابيزادا إلى أن طهران ألقت باللوم على أذربيجان في هجوم الطائرات بدون طيار على منشآتها الأمنية في أصفهان في نهاية يناير (كانون الثاني) من هذا العام، لذلك من المحتمل أن يكون المزيد من التصعيد أمراً لا مفر منه. ولفت الناشط إلى أنه على الرغم من الإرهاب والتهديد الإيراني فإن العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل تتوسع أكثر فأكثر.
 
توريد الأسلحة
لفت “ماكور ريشون” إلى أن نظام الأمن الإسرائيلي كان أحد الموردين الرئيسيين للأسلحة لأذربيجان منذ 20 عاماً.
وفي عام 2018، قام رئيس الأركان الأذري بزيارة إسرائيل لأول مرة والتقى برئيس الأركان آنذاك غادي آيزنكوت وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، لتشتري إسرائيل ما يقرب من 40٪ من إمداداتها النفطية السنوية من أذربيجان.
 
النشاط الإيراني بالمنطقة
وصرح وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق أيوب قرا، الذي يحافظ على علاقات وثيقة مع النظام في باكو، لـ”ماكور ريشون”، أن “الإيرانيين يفعلون الكثير الآن للتأثير على المنطقة بأكملها، إنهم يشعرون أكثر فأكثر، بأنهم يفقدون نفوذهم في المنطقة، ويقومون بأعمال مختلفة للتأثير على أذربيجان ولكن باكو، على الرغم من أن غالبية سكانها من الشيعة، ليست دولة فارسية ولا يحكمها الملالي، إنهم يقدرون حقوق الإنسان والحرية والحياة الليبرالية، أنا سعيد لأن أذربيجان تقوي طابعها الغربي كل يوم وتبتعد عن الأصوليين الذين يحاولون السيطرة على المنطقة بأسرها».