تقرير: الآن ليس الوقت المناسب للتفاوض مع بوتين

تقرير: الآن ليس الوقت المناسب للتفاوض مع بوتين


مع استمرار التقدم البطيء للجيش الروسي في أوكرانيا، تزايدت الدعوات لإجراء محادثات لإنهاء الحرب، لكن المحلل الدفاعي راجان مينون يرى أنه إذا دخلت كييف في محادثات السلام، فعليها أن تفعل ذلك من موقع قوة.
ويرى مينون، وهو مدير برنامج الإستراتيجية الكبرى في أولويات الدفاع، بتقرير تحليلي في مجلة «فورين بوليسي»، أن أحدث حزمة مساعدات أمريكية، إلى جانب المساعدة العسكرية من مختلف الدول الأوروبية، ستمكن أوكرانيا من القتال حتى العام المقبل ما يقرب من نصف المدة التي استمرت فيها الحرب الآن.
ويقول الأستاذ الفخري في كلية «نيويورك سيتي» إنه: «لا يمكننا التنبؤ بما ستكون عليه هذه المدة الزمنية، ولا الفرق الذي ستحدثه أحدث دفعة من الأسلحة الغربية. tمن المهم أن نضع في اعتبارنا أنها بدأت الآن في الوصول، مع المدفعية والنسخة بعيدة المدى من نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (أتاكمس) وهي قيد الاستخدام بالفعل».
 التفاوض من موقع قوة
وتابع أن البعض يزعم أن أفضل ما يمكن أن تأمل فيه أوكرانيا هو صفقة تتضمن تقسيم البلاد، حتى لو افترضنا أن هذا التكهن صحيح، فإن طبيعة ومدى التقسيم أمر مهم للغاية. وتعتمد قدرة أوكرانيا على التفاوض بشأن «ما بعد الحرب» على أدائها العسكري خلال الأشهر الـ 18 المقبلة أو نحو ذلك. وبعبارة أخرى، فإن «التفاوض من موقع قوة مهم»، بحسب مينون.
ويشير الكاتب إلى أن الذين يقترحون إجراء محادثات بين كييف وموسكو، يميلون إلى الاعتقاد بأن أوكرانيا لا يمكن أن تحقق أي شيء يشبه النصر (مثل استعادة مساحات كبيرة من الأراضي الواقعة الآن تحت السيطرة الروسية)، وأن المقاومة المسلحة المستمرة بأوكرانيا لن تؤدي إلا إلى المزيد من الموت والدمار والخسائر الإقليمية، والتي يمكنها تجنبها من خلال التوصل إلى تسوية، وهو أمر مفهوم.
ويقول المحلل الدفاعي إنه «على الرغم من نواياهم الحسنة بشأن التفاوض، فإن سؤال حاسم لا بد أن يُطرح: من الذي سوف (أو ينبغي) أن يبدأ المحادثات؟ أحد الإجابات المحتملة: الولايات المتحدة، المورد الرئيسي للأسلحة في أوكرانيا. لكن لا توجد فرصة تقريباً لحدوث ذلك طالما ظل جو بايدن رئيساً».

أمريكا وسيط؟
ويوضح مينون وجهة نظره قائلاً إنه «لا شيء قاله بايدن أو فعله هو أو أعضاء إدارته للسياسة الخارجية والأمن القومي، يشير إلى أنهم يخططون لتسليح كييف بقوة للتوصل إلى تسوية مع موسكو».
وتهدف المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها 42 مليار دولار، وهي جزء من الدفعة الأخيرة من المساعدات الأمريكية، إلى إبقاء أوكرانيا في المعركة وستظل حتى عام 2025، حتى لو فاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بنوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وأضاف أنه ربما يتوقع الذين يدافعون عن المفاوضات أن تستنتج كييف أن الاستمرار في القتال سيؤدي إلى نتيجة أسوأ، ويسعون، بناء على هذا المنطق، إلى حل وسط مع موسكو. لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يشر لاتخاذ هذه الخطوة ليس منذ فشل المحادثات التي عقدت في بيلاروسيا وتركيا بعد فترة وجيزة من بدء الحرب.
ويبقى هدف زيلينسكي استعادة جميع الأراضي التي خسرتها روسيا منذ عام 2014، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. لكن مينون يرى أن «هذا الهدف ليس مكتوباً على الحجر ويمكن أن يتغير إذا تغيرت الحقائق على الأرض»، ولكن حتى الآن لم يحدث ذلك.

المساومة مع روسيا
وربما يتوقع الذين يوصون بالمفاوضات، أن تعب الأوكرانيين من الحرب سيدفع زيلينسكي إلى المساومة مع روسيا. هذا ممكن، لكن مواطني أوكرانيا في الوقت الحالي يعارضون التوصل إلى اتفاق مع موسكو على الأقل بقدر ما يعارضه قادتها.
ويقول الكاتب «سألت مراراً العديد من الأوكرانيين من المدنيين والمسؤولين السابقين والحاليين، والجنود في الخطوط الأمامية عن معاناتهم من الحرب، وما إذا كانوا يريدون مفاوضات مع موسكو، والإجابة: لم يقل شخص واحد نعم. في الواقع، كلما زادت القوة النارية التي يوجهها بوتين إلى أوكرانيا، أصبحت كراهية الأوكرانيين لروسيا أكبر، ومعها عزمهم على الاستمرار في المقاومة». ويبدو أن مؤيدي التوصل إلى اتفاق مع بوتين واثقون من قدرتهم على التكهن بخاتمة الحرب: انتصار روسي، على سبيل المثال السيطرة على دونباس، وخيرسون، وزابوريجيا وخضوع أوكرانيا. مع ذلك، فإن مثل هذه التأكيدات المؤكدة تفتقر إلى أساس إثباتي. فلا أحد يستطيع أن يتأكد من كيفية انتهاء هذه الحرب، ويجب أن يكون المتنبئون أكثر تواضعاً بالنظر إلى أن كل تنبؤ ظهر حتى الآن قد ثبت تقريباً أنه غير صحيح.

خسائر موسكو
وميدانياً، تظهر البيانات أن روسا فقدت ما يقرب من 16 ألف قطعة من المعدات، بما في ذلك أكثر من 3 آلاف دبابة بالإضافة إلى أكثر من 5 آلاف ناقلة جند مدرعة، ومركبات قتال مدرعة ومركبات قتال مشاة.
كما تعرض ثلث سفن وغواصات أسطول البحر الأسود للتلف أو التدمير. وكان هناك الكثير من الجدل حول أرقام الضحايا في هذه الحرب، حيث تقدر وزارة الدفاع البريطانية أن إجمالي القتلى والجرحى في روسيا يبلغ 465 ألف جندي. ومع ذلك، حتى لو كان العدد الحقيقي هو ثلث ذلك فقط، فإن خسائر روسيا، ضد خصم أضعف بكثير، لا تزال كبيرة.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن «التوقعات الخطية الواثقة التي تعلن أن روسيا أصبحت قوة طاغية، وأن أوكرانيا يجب أن ترفع دعوى من أجل السلام قريباً أمر مشكوك فيه».

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot