تكتيك روسي جديد.. جنود بملابس مدنية يتسللون إلى أوكرانيا

تكتيك روسي جديد.. جنود بملابس مدنية يتسللون إلى أوكرانيا


رصدت تقارير، اتباع روسيا لتكتيك جديد في سعيها للسيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية، عبر إرسال جنود متنكّرين بزي مدني، كما حدث مؤخراً في وسط مدينة بوكروفسك، شرقي البلاد. 
ومنذ أسابيع، لم يتعرض هؤلاء الجنود الأوكرانيون المنهكون من الحرب والمتمركزون في المدينة لهجمات طائرات روسية مُسيّرة فحسب، بل أيضًا لهجمات قوات فلاديمير بوتين المُتنكرة بزي مدنيين، بحسب تقرير لصحيفة «التيليغراف» البريطانية. وتظهر صورة تمّت مشاركتها في دردشة جماعية، رجلين يرتديان ملابس مدنية يخرجان من منزل في وسط مدينة بوكروفسك، مع رسالة تحذيرية «انتبهوا، هؤلاء روس». وتستخدم القوات الروسية هذا التكتيك الجديد للتسلل إلى بوكروفسك، وهو مركز لوجستي رئيس، ومهاجمة الجنود الأوكرانيين من الداخل، كما أظهرت صور نشرتها «التيليغراف».
وتتزايد جهود روسيا للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض، وقد اخترقت وحدات الاستطلاع الدفاعات المكشوفة قرب دوبروبيليا في دونيتسك، وقطعت مسافة تصل إلى ستة أميال خلف خط المواجهة في غضون 48 ساعة فقط، وفقًا لتقارير ميدانية.
ويهدف الروس إلى عزل بوكروفسك ومدينة كراماتورسك، وهي معقل حيوي آخر في دونباس لا يزال تحت سيطرة أوكرانيا. ومع ذلك، يرفض الجنود الأوكرانيون الاستسلام في بوكروفسك، التي تشهد حالياً أعنف معارك الحرب. 
وقال إيليا بيترينا، نائب قائد «هنا يختبئ الجنود الروس بملابس مدنية بين السكان»، كما لفت إلى أنهم يرتدون أيضاً الزي العسكري الأوكراني.
وأضاف أن مهمة الروس المتسللين الرئيسة تتمثل في مهاجمة مجموعات المشاة أو المركبات المدرعة الخفيفة وتعطيل اللوجستيات الأوكرانية، أما مهمتهم الثانوية فهي التواصل مع السكان المحليين ونشر معلومات مضللة. 
وأشار بذلك إلى أن المتسليين «يخبرونهم أن 500 روسي قد دخلوا بوكروفسك بالفعل، لإقناعهم بعدم مساعدة الأوكرانيين بعد الآن». وترجّح بعض التقارير أن المتسللين هم من مجموعات التحويل والاستطلاع الروسية، وهي نوع من القوات الخاصة. 
وتم التعرف على ما لا يقل عن 28 جندياً روسياً في النصف الثاني من الشهر الماضي، وتقول مصادر أوكرانية إن موجة المتسللين رُصدت لأول مرة في 18 يوليو-تموز عندما حدّ سوء الأحوال الجوية من عمليات الطائرات المسيرة، وأتاح للقوات الروسية فرصة التسلل إلى المدينة دون أن يُكتشف أمرها. وتحرّك المتسللون في مجموعات من ثلاثة أو أربعة أفراد، واحتلوا منازل مهجورة، مرتدين أي ملابس مدنية يجدونها، وفي إحدى الحالات، عُثر على جندي روسي، وهو آخر ناجٍ من وحدته، يرتدي قميص «أوكربوشتا»، وهو الزي الرسمي لهيئة البريد الأوكرانية.
في مقطع فيديو، يُظهر هاتف محمول استُعيد من جندي روسي خريطة لما يبدو أنه بوكروفسك، إذ إن الخريطة مُعلّمة بأرقام مُرمّزة بالألوان، وطرق، ومسارات، وممرات آمنة استخدمتها القوات الروسية للتسلل إلى المدينة.
وساعد مدنيون في بوكروفسك القوات الأوكرانية في تحديد هوية المتسللين، إذ يُظهر أحد الفيديوهات اثنين من السكان المسنين يوجهان طائرة مسيرة نحو منزل يختبئ فيه جنود روس. كانت المرأة متكئة على عصاها وهي تفتح البوابة لمرور الطائرة المسيرة وقتل الجنود بداخلها.
ورغم ذلك، بحسب تقرير «التيليغراف»، فإن وجود المتسللين يُعقّد الأمور أيضاً، فهناك حالات يتردد فيها الجنود الأوكرانيون في التمييز بين الصديق والعدو. ولأن  أوكرانيا لا تفرض عمليات إخلاء من المدن المحاصرة، يضطر الجنود باستمرار إلى تحديد من هو المدني ومن قد يكون المتنكر.