تكريزة رمضان..عادة دمشقية لإرواء المحبة وإعانة المحتاج

تكريزة رمضان..عادة دمشقية لإرواء المحبة وإعانة المحتاج

ما زال الدمشقيون يواظبون، منذ مئات السنين، على "تكريزة رمضان"؛ وهي "السيران" الذي يسبق بداية الشهر الفضيل، وتجتمع فيه عائلة أو مجموعة عائلات في إحدى مناطق الغوطة أو منطقة الربوة، يأكلون ويمرحون، ليكون ذلك توديعة لشهر شعبان، واستعدادًا للدخول في أجواء رمضان. ويرى بعض الباحثين أن جذور "التكريزة" لغويًا تعود إلى الفعل "كَرَّزَ" بمعنى دَخَل، أو "كَرَّزَ إليه" الذي يعني التَجَأَ ومَالَ؛ أي أن التكريزة هي تهيئة للدخول في الشهر المبارك، ويكون شعارها المحبة والتواصل، وإعانة المحتاج بالخفاء، وميزتها اجتماع الناس على المحبة، وإنهاء الخلافات بين الأهل والأصدقاء.
يقول الباحث منير كيال، في إحدى مقالاته، إن تكريزة رمضان من العادات القديمة التي جرى عليها الكثير من الدمشقيين أيام زمان، ذلك أنه قبل حلول شهر رمضان بيوم أو أيام، يقومون بنزهات عائلية، أو على شكل جماعات من الأهل والجوار، إلى أفياء الغوطة الشرقية أو مناطق الربوة والمقسم والنشار والشادروان والفياض، مما يروي ولع الدمشقيين بالخضرة والظلال، وأفانين الجمال.
وأضاف: وهكذا كنت ترى كل جماعة قد افترشت لها مكانًا مطلاً على مناظر الخضرة والماء، وإمعانًا بالحرمة كانت كل جماعة تحجب نفسها عن أعين الغرباء والحشريين بحواجز قماشية شدّت بين شجرتين أو أكثر، لا تحجب عنهم التمتع بالنسيم العليل والماء المنساب بين الأشجار.
وأوضح كيال أنه حين تنهمك النسوة بإعداد الطعام من أنواع مقالي البطاطا والباذنجان والزهرة (القرنبيط) أو الشواء مع السلطات المرافقة لذلك الطعام، يساعد بعضهم النسوة في إعداد الطعام، في حين يقضي آخرون الوقت بتدخين الأرجيلة ولعب ورق الشدّة، وطاولة الزهر، ومن الشباب المرافقين بهذا السيران من يتحلّقون حول شاب يغني الميجانا، والعتابا، وأبو الزلف، أو بعض المنولوجات الشعبية، إلى جانب العزف على العود والطبلة.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot