وصفته بالمتغطرس إلى حد لا يصدق

تلغراف: بايدن الرئيس الأمريكي الوحيد الذي أضرّ بالعلاقات مع لندن

تلغراف: بايدن الرئيس الأمريكي الوحيد الذي أضرّ بالعلاقات مع لندن

يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى لندن اليوم في زيارة قصيرة إلى المملكة المتحدة قبل التوجه إلى فيلنيوس لحضور قمة الناتو، يليها اجتماع لقادة دول الشمال في هلسنكي.
بالتزامن مع هذه الزيارة نشرت صحيفة “تلغراف” البريطانية مقالاَ لاذعاً ضد بايدن، معتبرة أنه يقوّض العلاقات الخاصة بين لندن وواشنطن. 
وكتب نيل غاردينر هو مدير مركز مارغريت تاتشر للحرية في مؤسســـــــــة هيريتيج في واشنطن أن بيان البيت الأبيض عن “زيارة دولـــــة مصغرة”  مضلل، وأن هذه محطة متواضعة قبل أن يلتقي الرئيس الأمريكي بقادة الناتو في ليتوانيا.
 
وكانت زيارة الدولة الرسمية لدونالـد ترامب إلى المملكـة المتحدة في يونــــــيو (حزيران) 2019  أهم  بكثير ، امتدت على مــــــــدى ثلاثـــــة أيـــــــام ، وقامت الملكة إليزابيث الثانية بدور المضيف.
 
طعن مخز
ويقول غاردنر إن لا رئيس في التاريخ الأمريكي الحديث قام بأكثر من بايدن لتقويض الشراكة مع المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن طعنه المخزي لترشيح وزير الدفاع بن والاس لمنصب الأمين العام المقبل لحلف الناتو بمثابة قسوة كلاسيكية من السيد بايدن الذي بالكاد يستطيع إخفاء كراهيته المطلقة لبريطانيا و”بريكست” والتاريخ البريطاني.
ويذكر الكاتب أن بايدن كان جزءاً من الطبقة السياسية الحاكمة في واشنطن لأكثر من نصف قرن، ودخل مجلس الشيوخ عام 1973 ممثلاً لولاية ديلاوير. وبنى سمعة جيدة كواحد من أكثر السياسيين فظاظة ونرجسية ووقاحة في عصرنا.
 وقد كُشف هذا النهج بدقة في تعاملاته مع بريطانيا، وتنمره على الحكومة البريطانية بشأن بروتوكول إيرلندا الشمالية، وإفشال صفقة تجارية مع المملكة المتحدة بعد عدة جولات من المفاوضات في ظل إدارة ترامب، وتجاهله تتويج الملك تشارلز وإرساله زوجته جيل بايدن مكانه.
 
قصير النظر
وفي رأيه أن بايدن رئيس متغطرس إلى حد لا يصدق  وأظهر فهماً محدوداً للعديد من قضايا السياسة الخارجية. وإلى جانب سلسلة من الزلات المحرجة، كانت رئاسته كارثة هائلة على  المسرح العالمي، من الانسحاب الكارثي من أفغانستان إلى تذلله الوقح حيال الصين الشيوعية.
ورأى أن دعم إدارة بايدن لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لمنصب الأمين العام للناتو قصير النظر، وإذا تم تطبيقه سيضعف المنظمة الأطلسية، ويشجع نخب الاتحاد الأوروبي الوهمية التي ترغب في إنشاء جيش الاتحاد الأوروبي ويعزز دور ألمانيا الضعيفة في قلب التحالف.
ويدعو الكاتب ريشي سوناك كرئيس للوزراء أن يقف في مواجهة بايدن بشأن مستقبل حلف الناتو، ويدفع باتجاه صفقة تجارية بين لندن وواشنطن، ويطلب منبايدن أن يهتم بشؤونه الخاصة بشأن بريكست وإيرلندا الشمالية. ولكنه يستدرك: “علينا ألا نتوقع الكثير بعدما فشل سوناك في القيام بذلك في زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض، وفيما يعتبر أنصار بايدن أن الالتفاف على رئيس الوزراء الحالي أسهل بكثير مقارنة بسلفيه بوريس جونسون وليز تراس».
وخلص الكاتب إلى أن الأمر قد يستغرق سنوات أو حتى عقودا ًلإصلاح الضرر الذي أحدثه جو بايدن للعلاقة الخاصة، محذراً من أن نهـــــج بايــــدن يأتــــــي بنتائـــــج عكســـــية بشكل كبير.
 سيتم مد السجادة الحمراء لرئيس الولايات المتحــــــــــدة في لندن يومي الأحد والاثنين ، لكن في نظر ملايين البريطانيين، فهو ليس صديقـــــــًا للشعب البريطاني».