حصاد الإمارات 2025 .. أقمار صناعية ومهام فضائية طموحة من حزام الكويكبات إلى القمر
تلغراف: بوتين يشق طريقه... إلى النسيان
شبّه المحلل والكاتب في صحيفة “تلغراف” ريتشارد كيمب، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالزعيم الألماني أدولف هتلر، مشيراً إلى أنه كلما زادت سيطرة الديكتاتور، زادت الأخطاء في ساحة المعركة، ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى الدمار.
ويرى كيمب في مقال بالصحيفة البريطانية، أن “بوتين وهتلر قائدان سياسيان فعالان، لكنهما عسكريان فاشلان، ففي حين كان خطأ هتلر الأكبر إبعاد الفيرماخت عن دانكيرك في 1940، ما سمح للجيش البريطاني بالهروب، قرر بوتين غزو أوكرانيا بأعداد غير كافية».
قوات مُرهقة
وأضاف “مع انتقال قدرات روسيا القتالية من سيئ إلى أسوأ، فإن بوتين مثل هتلر يدير الأحداث في ساحة المعركة». وقال كيمب: “بينما تهاجم أوكرانيا مدناً ذات أهمية استراتيجية في الشرق والجنوب، يصر بوتين على مواصلة جيشه المرهق مهاجمة بلدة بخموت الشرقية، ما يشتت القوات التي يمكن أن تعزز الدفاعات الروسية في أماكن أخرى». وفي غضون ذلك، يضيف كيمب “كان الهجوم الأوكراني المضاد الكاسح حول خاركيف مهيناً للغاية لبوتين، حيث لم يخسر الأراضي القريبة من الحدود الروسية فحسب، بل عزز أيضاً الروح الوطنية الأوكرانية، وأعاد تنشيط الدعم المالي والعسكري الهائل من الغرب، والذي شهد أخيراً نتائج حقيقية في القدرة القتالية الأوكرانية».
ضربة استراتيجية لموسكو
وأضاف “بالطبع لا يمكن إلقاء اللوم على قلة كفاءة بوتين الاستراتيجية في هذه الكارثة، كما في النكسات السابقة، إذ أنه لجأ إلى إقالة جنرالات واستبدلهم بآخرين متملقين بشكل أكبر».
كان سقوط ليمان في دونيتسك منذ أيام، بمثابة ضربة استراتيجية وسياسية كبيرة، فرغم أن المدافعين كانوا يعلمون أنهم لا يستطيعون الصمود، إلا أن بوتين رفض السماح لهم بالانسحاب. لذلك ورد أنه قُبض على المئات، والاستيلاء على معداتهم أو تدميرها، ما أدى إلى إضعاف القوة القتالية الروسية، حسب كيمب.
وفي الجنوب، يقول المحلل: “أثار التقدم الأوكراني حول خيرسون، إحدى المقاطعات التي ضمتها لروسيا بشكل غير قانوني في الأسبوع الماضي، قلق الكرملين.
فقــــد كانت المدينـــة أول مركــــــز حضـــــري رئيسي تغزوه روسيا في الهجوم، ولها أهمية استراتيجية واقتصادية هائلة».
مخاوف في خيرسون
وتابع “لهذا السبب تنتشر أقوى قوات بوتين في الجنوب، ومن ضمنها التعزيزات المنسحبة من الشرق والتي سمحت لأوكرانيا بالنجاح حول خاركيف، ما يجعل خيرسون أكثر صعوبة في التصدع”، لافتاً إلى أنه ذلك “سيؤدي إلى معركة كبرى هناك، ستكون نتائجها خسائر واسعة النطاق واستنزاف الموارد العسكرية لأوكرانيا».
وذكر كيمب أنه “رغم النجاحات الأخيرة في ساحة المعركة، فإن الصورة الأوسع ليست وردية. إذ لا يملك الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينيسكي احتياطيات كبيرة، ويعاني نقصاً في مخزونات الذخيرة، حيث تستغرق أنظمة الصواريخ الإضافية بعيدة المدى التي تعهد بها الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي، عامين للوصول إلى خط المواجهة».
مزيد من الأخطاء
ومع ذلك، يؤكد كيمب “إذا كانت أوكرانيا قادرة على مواصلة التوغل في الجنوب والشرق، ستدفع ببوتين بشكل أعمق إلى قبوه، وستؤدي عاداته في الإدارة الدقيقة التكتيكية إلى المزيد من الأخطاء في ساحة المعركة».
لكن المحلل يعتقد أن “التحديات أمام الرئيس الروسي لا تأتي من ساحة المعركة فحسب، فقد أسيء التعامل مع تعبئته الأخيرة، وأجبرته على إنهاء تمثيلية العملية العسكرية الخاصة ما يضاعف القلق في روسيا من الإخفاقات المهينة في الحملة».
معركة متواصلة
وما دام بوتين في الكرملين، فلا خيار أمامه غير مواصلة معركته، لأنه “لا يمكنه الخسارة”. وبالمثل، ليس أمام زيلينسكي خيار سوى الدفاع عن بلاده واستعادة ما سُرق منها. وفي النهاية، لم يتبق لهتلر ما يهاجمه، لكننا لسنا الآن في النهاية، ولا يزال بوتين يفعل ذلك”، حسب كيمب.
واختتم كيمب مقاله بالقول إن “طريقة مواجهة هذا التهديد ليست البحث عن منحدر لرجل لا يستطيع إدارة عجلة القيادة، ولكن التهديد والاستعداد لعواقب وخيمة على روسيا».