مهرجان أم الإمارات يستقبل العام الجديد باحتفالية مميزة وعروض الألعاب النارية
تمدد جديد في خريطة الإرهاب العالمي
فيما تُواصل السلطات الروسية التباهي بنتائج عمليتها العسكرية في سوريا، وإدعاء النصر على الإرهاب العالمي، تساءلت الكاتبة الروسية ماريانا بيلينكايا: “هل من الممكن أن تنعم موسكو بهذا الانتصار إلى الأبد، بعد أن وصل التهديد الى حدودها؟».
منطقة اهتمام أنقرة تقترب أكثر من أي وقت مضى من حدود روسيا، كما تُظهر الجولة الأخيرة من العنف في الصراع الأرميني-الأذري
وكتبت بيلينكايا، في مقال في صحيفة “موسكو تايمز”، أن موسكو انضمّت للقتال في سوريا بذريعة منع انتشار الإرهاب على أراضيها.
ومع ذلك، كانت النتيجة أن مجموعة كاملة من المتمرّدين يقتربون من حدود روسيا.
ورأت أن قرار روسيا شنّ عملية عسكرية في سوريا قبل خمس سنوات، أدى إلى تغيير جذري في دور موسكو في الشرق الأوسط، حيث أجبرت القوى الإقليمية والغربية على التعامل معها، وأحبطت عزلتها بسبب ضمّ شبه جزيرة القرم. و”لكن حان الوقت الآن، أكثر من أي وقت مضى، لإعادة التفكير في نتائج تلك العملية».
تسوية سياسية
صحيح أنه بفضل المساعدة العسكرية والديبلوماسية الروسية، تمكّنت دمشق من استعادة السيطرة على جزء كبير من أراضيها، ومع ذلك، فإن احتمالات التوصّل إلى تسوية سياسية في سوريا لا تزال بعيدة المنال. لقد ساعد ثلاثي أستانة (روسيا وتركيا وإيران) الأمم المتحدة في بدء عمل اللجنة الدستورية السورية.
ومع ذلك، يبدو أن الإصلاحات الدستورية لن تبدأ قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، والتي من المرجّح أن يخوضها الرئيس بشار الأسد.
وترى الكاتبة أن دمشق راضية تماماً عن الوضع الراهن، وليس لديها حافز للانخراط في حوار سياسي. ومع ذلك، و دون إحراز أي تقدّم نحو تسوية سياسية للصراع، ستبقى سوريا تحت العقوبات الغربية ولن تتلقى أموالًا لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب.
بدلاً من ذلك ، ستذهب كل الأموال من المانحين الغربيين وغيرهم من المانحين الخارجيين إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرة الأسد.
تقسيم سوريا
ونظراً لهذا الوضع، رجّحت بيلينكايا أن تظلّ سوريا مقسّمة إلى ثلاثة أجزاء: جزء تسيطر عليه الحكومة، وآخر تسيطر عليه تركيا وقوى المعارضة بالوكالة عنها، والثالث يسيطر عليه الأكراد وجزء من المعارضة المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن الأطراف الثلاثة توصّلوا إلى اتفاق بشأن إدلب أو مناطق فردية أخرى، رجّحت أن يقوم الغرب بإنشاء منطقة أو حتى منطقتين شبه مستقلتين، على غرار كردستان العراق.
انتفاضة ثانية
وستستغرق عملية إعادة الدمج سنوات. وسيظلّ الوضع في الأراضي التي تسيطر عليها دمشق متفجراً في غياب استثمارات كبيرة. وحتى المنطقة الجنوبية التي خضعت لسيطرة الحكومة قبل عامين تتأرجح على شفا انتفاضة ثانية. علاوة على ذلك، فإن المناطق الواقعة خارج سيطرة الأسد، ليس لديها أية فرص على الإطلاق للوصول إلى مستقبل مشرق. لم يكن أمام السوريين، الذين تستخدمهم القوى الخارجية بيادق لتنفيذ سياساتها، سوى خيار كسب عيشهم كجنود مرتزقة أولاً في ليبيا، والآن في أذربيجان.
واعتبرت بيلينكايا أن روسيا انضمت للقتال في سوريا بذريعة منع انتشار الإرهاب على أراضيها. والنتيجة هي أن مجموعة كاملة من المتمردين الذين اعتادوا منذ ذلك الحين على القتال يقتربون من حدود روسيا. لا يهمّ إذا كانوا يقاتلون من أجل المال بدلاً من الأيديولوجيا: فروسيا تتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية في وجود هذا الوضع. لقد أنقذت موسكو الأسد، لكنها أصبحت الآن رهينة نشوة الانتصار ورفضها التحلّي بالمرونة في الحوار السياسي.
إعادة الإعمار
وتأمل دمشق أن تتمكّن من الاستمرار دون استثمارات غربية، وتعتمد على تلقّي أموال كافية من روسيا وأصدقاء آخرين يرغبون في التعاون مع السلطات السورية. ولا تستطيع موسكو التخلّي عن دمشق، ولذا فهي تُحاول الاستفادة إلى أقصى حد من هذا الموقف الصعب، وتفعل كل ما في وسعها لمنع خروج الأمور عن السيطرة.
ولكن على الرغم من اهتمام موسكو بالتعاون الاقتصادي مع سوريا، فإنها لا تُريد أن تتحمّل العبء الكامل لإعادة إعمار سوريا، خاصّة أنه سيتعين عليها التعامل مع العقوبات الغربية. لهذا، تحرص الشركات الروسية التي بدأت التعاون مع سوريا، أو التي تخطط لذلك، على إبقاء اتصالاتها مع دمشق طي الكتمان.
مواجهة طموحات أنقرة
وقالت بيلينكايا إن روسيا تنسب مشاكلها في سوريا إلى العقوبات الغربية، “لكن إلى متى يمكنها استخدام هذا العذر؟”، موضحة أن استياء السوريين من السياسة الروسية يتزايد، حيث يشتبهون في أن موسكو تحمل طموحات إمبريالية وتستخدم البلاد لأهدافها الجيوسياسية.
كذلك، تجد موسكو صعوبة متزايدة في الحفاظ على توازن بين مصالح شركائها في اتفاق استانة، على الرغم من أن الاتصالات الثنائية المنفصلة بين روسيا وإيران وتركيا، قد أدت نتائجها في كل من سوريا وليبيا. لكن طموحات أنقرة الجيوسياسية تتنامى، وتجد موسكو صعوبة متزايدة في دعم مصالحها دون الخلاف مع الرئيس التركي رجب أردوغان. والأسوأ من ذلك، أن منطقة اهتمام أنقرة تقترب أكثر من أي وقت مضى من حدود روسيا، كما تُظهر الجولة الأخيرة من العنف في الصراع الأرميني-الأذري.
وختمت بيلينكايا: “كانت الحملة العسكرية الروسية في سوريا ناجحة في البداية من وجهة نظر الكرملين. ولكن كيف يمكن لروسيا الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي بالنظر إلى الوضع الجيوسياسي والاقتصادي المعقد في العالم؟».
منطقة اهتمام أنقرة تقترب أكثر من أي وقت مضى من حدود روسيا، كما تُظهر الجولة الأخيرة من العنف في الصراع الأرميني-الأذري
وكتبت بيلينكايا، في مقال في صحيفة “موسكو تايمز”، أن موسكو انضمّت للقتال في سوريا بذريعة منع انتشار الإرهاب على أراضيها.
ومع ذلك، كانت النتيجة أن مجموعة كاملة من المتمرّدين يقتربون من حدود روسيا.
ورأت أن قرار روسيا شنّ عملية عسكرية في سوريا قبل خمس سنوات، أدى إلى تغيير جذري في دور موسكو في الشرق الأوسط، حيث أجبرت القوى الإقليمية والغربية على التعامل معها، وأحبطت عزلتها بسبب ضمّ شبه جزيرة القرم. و”لكن حان الوقت الآن، أكثر من أي وقت مضى، لإعادة التفكير في نتائج تلك العملية».
تسوية سياسية
صحيح أنه بفضل المساعدة العسكرية والديبلوماسية الروسية، تمكّنت دمشق من استعادة السيطرة على جزء كبير من أراضيها، ومع ذلك، فإن احتمالات التوصّل إلى تسوية سياسية في سوريا لا تزال بعيدة المنال. لقد ساعد ثلاثي أستانة (روسيا وتركيا وإيران) الأمم المتحدة في بدء عمل اللجنة الدستورية السورية.
ومع ذلك، يبدو أن الإصلاحات الدستورية لن تبدأ قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، والتي من المرجّح أن يخوضها الرئيس بشار الأسد.
وترى الكاتبة أن دمشق راضية تماماً عن الوضع الراهن، وليس لديها حافز للانخراط في حوار سياسي. ومع ذلك، و دون إحراز أي تقدّم نحو تسوية سياسية للصراع، ستبقى سوريا تحت العقوبات الغربية ولن تتلقى أموالًا لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب.
بدلاً من ذلك ، ستذهب كل الأموال من المانحين الغربيين وغيرهم من المانحين الخارجيين إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرة الأسد.
تقسيم سوريا
ونظراً لهذا الوضع، رجّحت بيلينكايا أن تظلّ سوريا مقسّمة إلى ثلاثة أجزاء: جزء تسيطر عليه الحكومة، وآخر تسيطر عليه تركيا وقوى المعارضة بالوكالة عنها، والثالث يسيطر عليه الأكراد وجزء من المعارضة المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن الأطراف الثلاثة توصّلوا إلى اتفاق بشأن إدلب أو مناطق فردية أخرى، رجّحت أن يقوم الغرب بإنشاء منطقة أو حتى منطقتين شبه مستقلتين، على غرار كردستان العراق.
انتفاضة ثانية
وستستغرق عملية إعادة الدمج سنوات. وسيظلّ الوضع في الأراضي التي تسيطر عليها دمشق متفجراً في غياب استثمارات كبيرة. وحتى المنطقة الجنوبية التي خضعت لسيطرة الحكومة قبل عامين تتأرجح على شفا انتفاضة ثانية. علاوة على ذلك، فإن المناطق الواقعة خارج سيطرة الأسد، ليس لديها أية فرص على الإطلاق للوصول إلى مستقبل مشرق. لم يكن أمام السوريين، الذين تستخدمهم القوى الخارجية بيادق لتنفيذ سياساتها، سوى خيار كسب عيشهم كجنود مرتزقة أولاً في ليبيا، والآن في أذربيجان.
واعتبرت بيلينكايا أن روسيا انضمت للقتال في سوريا بذريعة منع انتشار الإرهاب على أراضيها. والنتيجة هي أن مجموعة كاملة من المتمردين الذين اعتادوا منذ ذلك الحين على القتال يقتربون من حدود روسيا. لا يهمّ إذا كانوا يقاتلون من أجل المال بدلاً من الأيديولوجيا: فروسيا تتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية في وجود هذا الوضع. لقد أنقذت موسكو الأسد، لكنها أصبحت الآن رهينة نشوة الانتصار ورفضها التحلّي بالمرونة في الحوار السياسي.
إعادة الإعمار
وتأمل دمشق أن تتمكّن من الاستمرار دون استثمارات غربية، وتعتمد على تلقّي أموال كافية من روسيا وأصدقاء آخرين يرغبون في التعاون مع السلطات السورية. ولا تستطيع موسكو التخلّي عن دمشق، ولذا فهي تُحاول الاستفادة إلى أقصى حد من هذا الموقف الصعب، وتفعل كل ما في وسعها لمنع خروج الأمور عن السيطرة.
ولكن على الرغم من اهتمام موسكو بالتعاون الاقتصادي مع سوريا، فإنها لا تُريد أن تتحمّل العبء الكامل لإعادة إعمار سوريا، خاصّة أنه سيتعين عليها التعامل مع العقوبات الغربية. لهذا، تحرص الشركات الروسية التي بدأت التعاون مع سوريا، أو التي تخطط لذلك، على إبقاء اتصالاتها مع دمشق طي الكتمان.
مواجهة طموحات أنقرة
وقالت بيلينكايا إن روسيا تنسب مشاكلها في سوريا إلى العقوبات الغربية، “لكن إلى متى يمكنها استخدام هذا العذر؟”، موضحة أن استياء السوريين من السياسة الروسية يتزايد، حيث يشتبهون في أن موسكو تحمل طموحات إمبريالية وتستخدم البلاد لأهدافها الجيوسياسية.
كذلك، تجد موسكو صعوبة متزايدة في الحفاظ على توازن بين مصالح شركائها في اتفاق استانة، على الرغم من أن الاتصالات الثنائية المنفصلة بين روسيا وإيران وتركيا، قد أدت نتائجها في كل من سوريا وليبيا. لكن طموحات أنقرة الجيوسياسية تتنامى، وتجد موسكو صعوبة متزايدة في دعم مصالحها دون الخلاف مع الرئيس التركي رجب أردوغان. والأسوأ من ذلك، أن منطقة اهتمام أنقرة تقترب أكثر من أي وقت مضى من حدود روسيا، كما تُظهر الجولة الأخيرة من العنف في الصراع الأرميني-الأذري.
وختمت بيلينكايا: “كانت الحملة العسكرية الروسية في سوريا ناجحة في البداية من وجهة نظر الكرملين. ولكن كيف يمكن لروسيا الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي بالنظر إلى الوضع الجيوسياسي والاقتصادي المعقد في العالم؟».