توقع تغيير خارطة موازين القوى في الغرب الليبي
تنافس محموم بين السراج وباشاغا لإرضاء أردوغان
تصاعدت وتيرة الخلافات بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا، ووصفت مصادر سياسية ليبية الصراع بين السراج وباشاغا بـ”تنافس الوكلاء على إرضاء تركيا”، متوقعة أن يصل هذا التنافس إلى تغيير خارطة موازين القوى في الغرب الليبي.
وبحسب صحف عربية عربية صادرة أمس السبت فإن دعوة السراج الوزارات والهيئات والشركات والمؤسسات التابعة لحكومته إلى رفض أوامر سابقة وجهها وزير الداخلية فتحي باشاغا إلى وزير المواصلات إلا بعد أخذ الإذن منه تكشف عن تصدع العلاقة بينهما.
صراع النفوذ
وتناولت صحيفة “العرب” اللندنية طلب السراج بمذكرة رسمية من الوزراء ورؤساء الأجهزة والمؤسسات والهيئات والمصالح والشركات العامة وما في حكمها، بعدم تنفيذ قرار وزير الداخلية، بخصوص الحصول على إذن هبوط وإقلاع وعبور الطيران الخاص منه.
ويظهر من مذكرة السراج التشديد على أن دور وزارة الداخلية يقتصر فقط على طلب أسماء الركاب أما منح أوامر الهبوط والإقلاع فهو من اختصاص رئيس الحكومة فقط، وليس من اختصاص وزارة الداخلية، مُستندا في ذلك إلى إعلان حالة الطوارئ الذي تضمنه القرار رقم 209 الصادر عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي.
وأثارت تلك الأوامر هلعاً مكتوماً داخل حكومة الوفاق، وقادة ميليشيات طرابلس التي لا تخفي غضبها من تغول ميليشيات مصراتة، باعتبارها سابقة خطيرة تهيئ المناخ لفرض واقع جديد من شأنه تحويل باشاغا إلى حاكم بأمره في علاقة بتراخيص السفر لكل الوزراء والمسؤولين في حكومة الوفاق، وكذلك قادة الميليشيات وحتى القيادات العسكرية.
وقال مراقبون للصحيفة إن هذه التطورات ستُساهم في تفاقم الصراع بين السراج وباشاغا، ولكن ضمن إطار الحسابات المُرتبطة بالأجندة الإخوانية التي تفرضها المعادلات السياسية، وإنْ كان الأمر يمس مباشرة وزير داخلية السراج خصوصاً بعد شرائه طائرة خاصة لتنقلاته.
تضارب المصالح
من جانبها تناولت صحيفة “الشرق الأوسط” نشر القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) صوراً التقطت بالأقمار الصناعية لشاحنات ومركبات مدرعة روسية مقاومة للألغام، وأسلحة روسية في ليبيا.
وصعد بيان للقيادة الأمريكية من لهجته عن أنشطة روسيا التي اعتبرها تنتهك قرار حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة في ليبيا، بما يؤجج الصراع والقتال المستمر بين الأطراف المتنازعة في ليبيا.
ويرى محللون إن “غياب استراتيجية أمريكية واضحة في ليبيا تسبب في زيادة تعميق المواجهات الدولية الخطرة في ليبيا، بما ينذر بحرب بالوكالة، وتهديد للمصالح الاقتصادية والأمنية الأمريكية، كما يسمح لروسيا بتوسيع نفوذها في منطقة البحر المتوسط، مبرزين أن وقوف واشنطن على هامش الصراع يوضح حالة عدم اليقين حول الجانب الذي تدعمه واشنطن.
وعلى الرغم من من إطلاق الخارجية الأمريكية تصريحات متوازنة، حرصت فيها على دعوة كل الأطراف إلى وقف الصراع، إلا أن الرئيس ترمب أبدى موقفاً معلناً من دعمه لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وتزامناً مع ذلك يدق بعض العسكريين الأمريكيين ناقوس الخطر بشأن عمليات النشر العسكري الروسي الجديد الذي قد يهدد الأصول البحرية الأمريكية في البحر المتوسط.
وحدة ليبيا
وتناولت صحيفة “الخليج” الإماراتية التأكيد المصري من موقفها الثابت بخصوص الأزمة الليبية، مكررة الدعوة إلى المحافظة على وحدة الأراضي الليبية وسلامتها، والسعي نحو وقف إطلاق النار؛ بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف المصري بات جلياً خلال مناقشات وزير الخارجية المصري سامح شكري، في اتصال هاتفي، مع مستشار الدولة وزير خارجية الصين وانغ يي، القضية الليبية، وتمسك القاهرة بالمحافظة على وحدة ليبيا، والعمل نحو حل سياسي للأزمة، ومساندة بناء المؤسسات الوطنية الليبية.
ونبهت الصحيفة إلى أن مصر سعت عبر “إعلان القاهرة” إلى تثبيت وقف إطلاق النار، والدفع نحو التوصل لحل سياسي للأزمة؛ عبر إيجاد توافق ليبي ليبي؛ يعكس إرادة وتطلعات الشعب، وهو الأمر الذي يتسق مع مخرجات “مؤتمر برلين”، ودعم جهود مواجهة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، والتصدي بحزم للتدخلات الأجنبية الساعية إلى فرض نفوذ خارجي على الشعب الليبي، بما أفرزته من تصعيد وتعقيد للمشهد الليبي، وتهديد للأمن والاستقرار الإقليمي.
وأوضحت الصحيفة تأكيد مصر على خطورة المشهد الراهن، لاسيما في ظل تصعيد غير مسؤول من خلال عمليات نقل للمقاتلين والإرهابيين إلى ليبيا، بهدف زعزعة الاستقرار في المنطقة واستهداف الدول العربية وأمنها القومي ومقدرات شعوبها.