توترات جديدة في النزاع الحدودي بين البيرو وكولومبيا
ألقت الشرطة البيروفية القبض على مسّاحَين كولومبيَين في جزيرة متنازع عليها في نهر الأمازون، الأمر الذي وصفته بوغاتا أمس الأول الأربعاء بأنّه غير قانوني، ما أعاد إشعال النزاع الحدود بين البلدين.
وفي خضم ذلك، أعلن مكتب المدعي العام البيروفي فتح تحقيق يستهدف المسّاحَين بتهمة “الاعتداء على السيادة الوطنية”.
ويدور نزاع تاريخي بين البلدين بشأن ترسيم حدود أراضيهما على طول نهر الأمازون الذي يتغيّر مساره بشكل متكرّر، ما يؤدي إلى ظهور جزر جديدة.
ووفق الشرطة البيروفية، كان المسّاحان اللذان أوقفا الثلاثاء يحملان معدات تحديد مواقع جغرافية عبر الأقمار الاصطناعية، من دون الحصول على ترخيص من البيرو.
من جهته، وصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو التوقيـــــف الأربعاء عبر منصة إكس بأنّه “غير قانوني”، معتبرا أنّه “اختطاف”.
وقال المدعي العام البيروفي رودولفو سيفوينتس فارغاس في بيان إنّ توقيفهما جاء بناء على شكوك في محاولتهما تقديم “جزء من الأراضي الوطنية على أنّها تنتمي إلى كولومبيا”.
وأكدت وزارة النقل الكولومبية أنّهما كانا يعملان مع شركات على توسيع رصيف في ليتيسيا عاصمة مقاطعة الأمازون الكولومبية.
وتعدّ هذه الحادثة جزءا من سلسلة توترات بدأت الخميس، عندما طعن بيترو في سيادة البيرو على جزيرة سانتا روزا الواقعة على الحدود الثلاثية بين البرازيل وكولومبيا والبيرو. وفي اليوم ذاته، حلّقت طائرة عسكرية كولومبية فوق الجزيرة الصغيرة.
والاثنين، قام المرشح الرئاسي الكولومبي ورئيس بلدية ميديين السابق دانيال كوينتيرو، بغرس علم بلاده في الجزيرة، قبل أن تقوم السلطات البيروفية بإزالته.
في تموز-يوليو، أقرّت البيرو رسميا إنشاء مقاطعة سانتا روزا وأرسلت مسؤولين إليها. ويبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي 30 ألف نسمة. ومن المقرر أن تعقد وفود دبلوماسية من البيرو وكولومبيا اجتماعا فنيا ثنائيا في 11 و12 أيلول-سبتمبر في ليما لمعالجة قضايا الحدود.