رغم محاولة «نسفها» عشية التصويت
تونس: سفينة حكومة المشيشي تعبر المضيق...!
لم يمنع استياء النواب وغضب أحزابهم هشام المشيشي من الحصول على الثقة. وقد صادق البرلمان في الساعات الأولى من فجر أمس الأربعاء على منح الثقة لحكومة هشام المشيشي المقترحة.
وحظيت الحكومة المقترحة بموافقة 134 نائبا ومعارضة 67 نائبا ودون احتفاظ أي نائب بصوته.
ولقيت حكومة المشيشي المقترحة منذ اعلان الاخير عن قراره تشكيل حكومة كفاءات مستقلة عديد التحفظات خاصة من حركة النهضة التي طالبت بحكومة سياسية تأخذ نتائج الانتخابات والتوازنات الحزبية بعين الاعتبار.
هشام المشيشي حقق إنجازا يتمثل في حصوله على أصوات أكثر من سلفه، 134 مقابل 129، رغم انه قطع طريق السلطة التنفيذية عن الأحزاب. وتشي الساعات الإحدى عشرة التي تحدث خلالها النواب بحجم عدم الرضا العام.
وفي كل الأحوال سيتعين عليه الآن التعامل مع برلمان، لئن منحه ثقته، فلن يمنحه أي هدية سياسية. ويذكر أن هشام المشيشي أعلن في كلمة ألقاها بمجلس نواب الشعب عن برنامج عمل حكومته المقترحة مشيرا إلى أن حكومته ستعمل على إيقاف نزيف المالية العمومية من خلال تطوير الموارد الذاتية للدولة فضلا عن العمل على إصلاح القطاع العمومي وتكريس خيار الرقمنة.
يشار الى ان حكومة المشيشي هي الحكومة الثالثة التي يتم تشكيلها وعرضها على البرلمان منذ الانتخابات التشريعية في شهر اكتوبر 2019 بعد سقوط حكومة الجملي يوم 11 يناير 2020 واستقالة حكومة الفخفاخ بسبب شبهة تضارب مصالح في 15 يوليو الماضي.
مناورة الساعات الأخيرة
وأغرب ما سبق منح الثقة مناورة القصر الأخيرة كما جاء في تصريحات قيادات حزبية وتناقلته صحف محلية، ان الرئيس التونسي الذي كلف شخصية لتشكيل حكومة جديدة من خارج اقتراح الأحزاب دعا ليلة التصويت على الثقة الأحزاب التي شكلت الائتلاف الحكومي لإلياس الفخفاح وطالبها بإسقاط مرشحه هشام المشيشي والإبقاء على الحكومة الحالية مع تغيير رئيسها.
ويرى محللون، إن مرور الحكومة وما حدث خلال جلسة منح الثقة للحكومة، أثبت أن للبرلمان وجود كسلطة عليا في البلاد، مقابل إرادة رئاسية كانت واضحة لتحجيم دوره ودور الاحزاب. وتساءلوا عن نوع العلاقة التي ستكون بين الرئاستين في ظل توتر العلاقة بينهما؟
الا ان رئيس الحكومة هشام المشيشي نفى وجود أي خلافات بينــــه وبــــين الرئيس قيس سعيد.
ودعا في تصريح عقب جلسة التصويت لمنح الثقة لحكومته، التونسيين إلى “الهدوء” و”فسح مجال لإيجاد متنفس” بعيدا عن الاتهامات الباطلة والأخبار المُؤججة للتوتر والتي اعتبر أنها أصبحت “مُمّلة” لدى التونسيين.
وبخصوص علاقة حكومته مع مجلس نواب الشعب، قال المشيشي إنّ حكومته ستعمل على دعم الثقة في علاقتها مع البرلمان من خلال التفاعل والتشاور مع النواب حول مشاغل الشعب.