يدعم جميع المبادرات الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية

جايير بولسونارو أغواه نجم الشمال، دونالد ترامب...!

جايير بولسونارو أغواه نجم الشمال، دونالد ترامب...!

-- يدرك دونالد ترامب ميول «نظيره» البرازيلي وضعفه تجاهه
-- من المفارقات أن الرئيس البرازيلي قبل بشكل من أشكال التبعية من منطلقات قومية
-- أصبحت البرازيل الآن حليفًا متميزًا خارج الناتو للولايات المتحدة منذ أغسطس 2019
-- يكرّس بولسونارو دبلوماسية يجهلها سبق أن اخترعها رئيس كولومبي قبل قرن
-- يساهم في محاصرة نظام مادورو، ورفض إدانة الحصار الذي تفرضه واشنطن على كوبا في الأمم المتحدة


قام جايير بولسونارو برحلته الرابعة إلى الولايات المتحدة في 7 مارس خلال أكثر من عام بقليل. مكرّسا، بحماس وقناعة، دبلوماسية يجهلها، دبلوماسية “نجم الشمال”، التي اخترعها رئيس كولومبي قبل قرن.
كانت مقاطعة بنما قد انتُزعت من كولومبيا التي رفضت التخلي عن سيادتها، عبر التنازل عن جزء من أراضيها للولايات المتحدة الراغبة في بناء قناة عبر المحيط. ولطالما اعتقد جايير بولسونارو أنه يجب على البرازيل أن تنظر شمالًا، تجاه النجم القطبي، ليس بدافع الضرورة، كما كان الحال بالنسبة لسلفه الكولومبي البعيد، ولكن بسبب قناعة دينية تقريبًا.

وبدافع التعاطف مع الولايات المتحدة، أذن ببيع الشركة المصنعة للطائرات البرازيلية امبراير لشركة بوينغ .. كما قام أيضًا بفتح قاعدة ألكانتارا الفضائية، القريبة من الإكوادور، للولايات المتحدة، بمنحها، من خلال اتفاقية الضمانات التكنولوجية، التي دخلت حيز التنفيذ في 16 ديسمبر 2019، حقوق التعدي على السيادة البرازيلية.

ثم أعاد، عشية رحلته إلى فلوريدا في 6 مارس، تنشيط اللجنة المشتركة للتعاون العلمي والتكنولوجي المجمدة منذ 2015. وكان قد نقل المكتب التجاري للسفارة البرازيلية إلى القدس، ويدعم جميع المبادرات الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وأفغانستان وإيران.
وفي أمريكا اللاتينية، انضم إلى سياسات العــــزل والعقوبات، التي تم تجميعها بنـــــاءً على طلب الولايات المتحدة في مجموعة ليما من أجل محاصرة النظام الفنزويلي نيكولاس مادورو. وأخيرًا، رفض، عام 2019، إدانة الحصار أحادي الجانب الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا في الأمم المتحدة.

  اتصالات جايير بولسونارو اللاحقة مع السياسيين الجمهوريين بفلوريدا، ماركو روبيو، ممثل أكثر الفصائل تطرفًا في معارضة النظـــــــام الكوبـــــــــي، والسـيناتور المتشــــكك في المنـــاخ ريــــــك ســــــكوت، وزيارتــــه للقيادة العسكرية الجنوبيـــة الأمريكية مرفوقــــا بالعديد من الجنرالات البرازيليين، تؤكـــد جميعها صورة زيارة تتنزل في صميــــم المعتقـدات البولسونارية.

   يدرك دونالد ترامب ميول “نظيره” البرازيلي وضعفه تجاهه. لذلك استجاب بشكل إيجابي لطلبه إجراء اللقاء، ذاهبا أبعد من ذلك، على ما يبدو، بما انه دعاه لتناول الغداء في أحد منتجعات بالم بيتش، وهو مار-لاغو.

لذلك، لم يتم استقبال جايير بولسونارو في البيت الأبيض، ولكن في منزل خاص، على ملك رئيس في حملة من أجل إعادة انتخابه..وفي مكان استراتيجي ومتنازع عليه، فلوريدا. حيث الآلاف من الناخبين من أصل كوبي، المناهضون لكاسترو، ولكن أيضًا من 200 إلى 300 ألف برازيلي... لقد خدع دونالد ترامب، كلاعب بوكر ماهر، “صديقه».

  وكأمير طيب، أكد ترامب بعض الاشارات دون عواقب ضارة على الاقتصاد الامريكي. وتم تأجيل القضايا التجارية، وفقا للبيان الصحفي الذي نشر يوم 8 مارس بعد الاجتماع، إلى تاريخ غير معلوم لـ “مفاوضات مستقبلية ... هدفها تكثيف التعاون الاقتصادي».

    اعترف دونالد ترامب أيضًا، وفقًا للبيان الصحفي، بالطابع الديمقراطي لنموذج نصف الكرة الغربي، أي أمريكا اللاتينية في مصطلحات أمريكا الشمالية، للديمقراطية البرازيلية، بعد بضعة أيام من دعوة الرئيس بولسونارو للتظاهر في الشارع ضد برلمانه.
   البرازيل، وفقا للبيان الرسمي، شريكة في مسؤولية “استعادة الديمقراطية في فنزويلا”، من خلال دعم خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا، وإجراء “انتخابات حرة ونزيهة” في بوليفيا، وستدعم واشنطن مسعى البرازيل للانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقد أصبحت البرازيل الآن حليفًا متميزًا خارج الناتو للولايات المتحدة منذ 1 أغسطس 2019.

   أبعد من ذلك، فيما يتعلق بالموضوعات الاساسية والمتعثرة، ولا سيما الصادرات البرازيلية إلى الولايات المتحدة، لا يوجد شيء ملموس في البيان الصحفي المشترك، رغم ان البرازيليين قلقون. كان دونالد ترامب قد أعلن، في ديسمبر 2019، فرض ضرائب على الصلب البرازيلي المصدّر للولايات المتحدة. ولم تعد البرازيل تعتبر دولة تحمل علامة متمرد لمنظمة التجارة العالمية في مجال التجارة. كل هذا في وقت تؤثر فيه أزمة كورونا فيروس على حجم وقيمة الصادرات البرازيلية من المواد الخام والنفط.

   لقد أثّر تشظي الدعم المحلي لجايير بولسونارو على القرارات. اذ منعته قطاعات التصدير من إطلاق عدة رصاصات في قدم البرازيل. وكانت الولايات المتحدة ودونالد ترامب تتوقعان المزيد في عديد الملفات، لكن الذهاب ابعد في اتجاه إسرائيل، والابتعاد عن الصين، أو حتى الأرجنتين، يرقى إلى مستوى تجفيف ثلاثة أسواق خارجية رئيسية للبرازيل، العالم العربي والصين والأرجنتين.
  والمهزلة الأخيرة لرئيسين يناهضان سياسة المناخ، ان الإعلان المشترك، ينتهي بالالتزام، بحلول عام 2050، بـ “زراعة ثلاثة ملايين شجرة”، وبـ “مكافحة التدهور” (دون تحديد هذا التدهور).