جاءت دولة جزر سليمان أكسبو ٢٠٢٠ لتعلن عن نفسها وتسلط الضوء على تاريخا وثقافتها العريقة وعاداتها وتقاليدها، وتبرز مكوناتها الاقتصادية وما تمتلكه من أليات تمكنها من البقاء على الخريطة الدولية، فمع انها مجموعة جزر في المحيط الهادئ إلا أن جناحها في أكسبو يعبر عن تفاصيل حياة شعبها الذي يبلغ نصف مليون نسمة ويتحدث أكثر من سبعون لغة، وهذا الأمر يدل على التنوع البيولوجي للتركيبة السكانية، كما تزخر هذه الدولة بقدرات بشرية هائلة حيث أن الإنسان فيها هو الأداة المحركة لكل شئ بالتنمية الذاتية ونقل الخبرات والمعرفة.

يبرز جناح جزر سليمان في منطقة الفرص بالمعرض الدولي أكسبو، الدور الحيوي الذي تلعبه الدولة في حل قضية التغير المناخي، فالجزر هى أكثر المناطق تأثرا بهذا التغيير، حيث ان درجة الحرارة عندا ترتفع ستنهار الجبال الثلجية مما يزيد من منسوب المياه ويعرضها للفناء، لذلك تسعى جزر سليمان لحل هذه القضية والتعامل معها بناءا على التقنية الحديثة والاستعانة بالخبرات الدولية، ويعتبر جناح جزر سليمان من الأجنحة التى أهتمت بفن النحت وعرض نماذج من التماثيل الخشبية والجيرية التى تعبر عن الإبداع والابتكار والتصاق الحياة العامة للفرد بمجتمعه وترجمة معتقداته وقناعاته بالفنون عامة وفن النحت بصفة خاصة.

 يأخذ جناح جزر سليمان الزائر في رحلة إلى عالم مليء بالتشويق والفنون، فمنذ دخول الجناح وعلى الجانب الأيمن سيجد معلقة ترحيب وخريطة لموقع الجزر في المحيط الهادئ، ونبذة عن الدولة، وفي المدخل يقف تمثالين كحراس للمقتنيات الموجودة بالجناح، وتعبر أيضا عن شعارها الذي يدعو العالم لإقامة الشراكات لتحقيق النمو المستدام، من حيث الاستثمار في السياحة وصيد الأسماك والزراعة، فالجزر تتمتع بكونها تعتمد على الزراعة كسلة غذائية والاستثمار في صناعة الاسماك وغيرها من التعدين، فجزر سليمان غنية بالاستثمار المتنوع وبمواردها الطبيعية.

ويجد الزائر لوحة تضم بعض المعالم ونبذة تقول ان جزر سليمان دولة تتميز بالجمال الذي يأسر الأنظار، ويشمل تنوعها الحيوي واسع النطاق آلاف الأنواع النباتية والحيوانية والبحرية، تمثل التجارة والاستثمار والسياحة المستدامة محور تركيزها الرئيسي في الوقت الحالي، كما يدعو الجناح زواره إلى الاستمتاع بأرض حافلة بالغابات المطيرة المزدهرة والشواطئ ذات الأحجار المرجانية والبراكين المشتعلة، وأنها فرصة للاستثمار في قطاعات الزراعة ومصايد الأسماك والغابات والتعدين والسياحة، ولاكتشاف كيف تعالج جزر سليمان القضية الحيوية لتغير المناخ على اعتبار أنها من أهم القضايا التى تشغل العالم. ويعرض جناح جزر سليمان مجموعة من المقتنيات داخل صناديق زجاجية وتبدو أنها مشغولات يدوية ولكنها في الواقع تعتبر مجموعة من العملات ومنها أشكال تتزين بها الفتيات في أعراسهم، وهذه العملات يتم التعامل بها في جميع الأمور الاقتصادية كشراء الأراضي والمقايضة، فالعملة تعادل قيمتها المادية وتستخدم حتى اليوم في انحاء كثيرة من مناطق الجزر سليمان، ومن بين هذه العملات عملة من الصدف وهذه الخامات تعد من البيئة المحيطة بالشعب في جزر سليمان، والنساء هن من يصنعن هذه العملات بدقة متناهية وبإبداع منقطع النظير.

يبرز جناح جزر سليمان في أكسبو الأدوات القديمة التى تستخدم في الزراعة والحرث ونموذج لمركب صيد، وقد خصص ركن في الجناح للمشغولات اليدوية والحرف المحلية التى اشتهرت به الجزر، ومجموعة كبيرة من التماثيل المصنوعة من الخشب الموجود في الغابات المحيطة بالجزر، وتبنى الجناح فكرة تقديم التراث بما تحمله الكلمة من معنى، لتحقيق الهدف من المشاركة في أكسبو وهو جذب الاستثمار للجزر والتعريف بثقافتها وتاريخها وتراثها العريق.