حرص جناح أرمينيا في اكسبو 2020 على أن يستقبل زواره بمجموعة من صور شخصيات وطنية ساهمت بالابتكار العلمي وتطوير الفنون على مدار التاريخ، فالتصميم الخارجي للجناح الذي يقع في منطقة الفرص تزين بتلك الصور بالإضافة لبعض الوجوه من الشعب الارميني وفن العمارة المتميز للبلاد، والنصف العلوي جاء متدرج باشكال مختلفة مستوحى من الجبال حيث ان الدولة من البلاد الحبيسة التى لا تطل على مجرى مائي أو ميناء.

كما يدعو جناح أرمينيا الجمهور أن يشاهد ماضيها والتاريخ الغني وواقعها الحديث كونها واحدة من أكبر الدول مزودي الموارد الفكرية ومنتجات التنمية التقنية، ومع بداية الرحلة سيكتشف الزائر أن التصميم الداخلي اعطى مساحة كبيرة للتجول لكن جعل في منتصف الجناح ممر بشكل عكسي يتدلى من السقف شرائط من القماش الملون بشكل متداخل وعلى جانبية قطع ومقتنيات تعبر عن ثقافة أرمينيا وتعرض نماذج من تراثها وقطع فنية قديمة تعود إلى عصور قبل الميلاد، كما تمضي قدماً نحو تحقيق تطلعاتها في مجال التكنولوجيا استناداً لتقاليد ماضيها من خلال الربط بين التراث والتاريخ والانجازات التى تم تحقيقها خلال السنوات الماضية واهتمامها بالذكاء الاصطناعي.

يكتشف الزائر اثناء التجوال داخل جناح أرمينيا أن المصمم ركز على عرض المقتنيات التاريخية بالتسلسل الزمني، حيث تم وضع القطع الأثرية في صناديق زجاجية للحفاظ عليها ولأهميتها الكبيرة، فعلى سبيل المثال يقف الزائر أمام كتاب في الرياضيات يعود للقرن الميلادي السابع ”همرغوتيون“، وتمثال طائر حديدي صغير يعود إلى العصر البرونزي، وأوان على شكل رأس عجل ورأس ثور استخدمت بين القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد للتعاويذ السرية للخصوبة والتناسل، وكل هذه المقتنيات تجذب الزوار وتحثهم على أهمية هذه القطع، إضافة إلى وجود صحنًا يحمل نموذجًا رمزيًا للمنظومة الشمسية تم صناعته كما ورد في المعلومة التعريفية له بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر قبل الميلاد، ووجود كأساً فضية وجدت في قرية ”كاراشامب“ الأرمينية وتعود للقرن الثاتي والعشرين قبل الميلاد، كما يوجد تمثال برونزي لثلاث طيور يعود للقرن الخامس عشر قبل الميلاد، وكتاب أرمني حول علم الفلك ومخطوطة يدوية يعودان إلى القرن الثامن عشر، مما يؤرخ لتاريخ أرمينيا ووجودها في العالم بحضارتها القديمة.

ومن بين المقتنيات التى قدمها جناح أرمينيا لزوار أكسبو، مجسم "شجرة تفاعلية مضيئة" صنعت يدوياً، وكما جاء في التعريف المضاف للشجرة أنها نمثل رمزاً دينياً لشجرة الحياة وبقاء أرمينيا على مر القرون، حيث رسمت قديماً على جدران القلاع،ونحتت على دروع المحاربين، وقد حققت الهدف من وجودها حيث جذبت الجمهور الذي حرص على التقاط الصور التذكارية بجوارها، ولم يكتفي الجناح بعرض هذه المقتنيات الثمينة بل وضع جدارية تضم صوراً لشخصيات وطنية ساهمت في الابتكار العلمي والتطوير والتنمية المستدامة والفنون المختلفة، كما وضعت ضمن كوكبة من الصور لأهم المباني الأثرية من كنائس وأديرة وصروح ثقافية، حملتها جدارية عُلقت في أحد أرجاء الجناح، من بينها معبد «غارني» الشهير ، وأشارت الكلمات التعريفية إلى العالم الأرميني المخترع آرثر بويوليان الذي تمكن من تركيب اعضاء اصطناعية للوجه، وكانت طفرة علمية شهد لها العالم بالتطور والتقدم.

وشارك جناح أرمينيا زواره تجارب الواقع المعزز والواقع الافتراضي الذي أثبت أن أرمينا تمضي قدما نحو التقدم، وذلك من خلال استخدام تقنية الواقع الافتراضي للسفر إلى البلاد والتجول بين معالمها، وذلك بهدف جذب السياحة والاستثمار في المشروعات الحيوية في أرمينيا، كما عرض الجناح منتجات محلية للجمهور الحرية في اقتنائها كتذكير بالدولة، وتضم هذه المنتجات الملابس التقليدية والمشغولات اليدوية والحرف التقليدية ومنها الزخارف وأواني المائدة والزينة، بالإضافة إلى مجموعة من المجوهرات المصنوعة من الأحجار الكريمة، كما حرص الزوار على ختم جواز سفر أكسبو بختم جناح أرمينيا ليكون ذكرى لكل من يمر على الجناح