جناح أفغانستان بالقرية العالمية وحكايات تراث وثقافة .. (1)

جناح أفغانستان بالقرية العالمية وحكايات تراث وثقافة .. (1)


منذ القرن الثامن عشر ومع ظهور قبائل البشتون بدأ التاريخ السياسي الحديث لأفغانستان, عندما أسس أحمد شاه الدراني الهوتاكي عام 1709 حكمها في قندهار مكونا مملكة دراني عام 1747 آخر الممالك الأفغانية والأم الشرعية لأفغانستان الحديثة فانتقلت العاصمة عام 1776 من قندهار إلى كابول تنازلت مؤقتا عن معظم أراضيها للممالك المجاورة.. وباتفاقيات مع الإنجليز وفي أواخر القرن التاسع عشر أضحت أفغانستان دولة حاجزة في لعبة الأمم بين الإمبراطوريتين الروسية والبريطانية, ففي تاريخ 19 أغسطس 1919 بعد الحرب الإنجليزية الأفغانية الثالثة استعاد البلد الاستقلالية في سياسته الخارجية من المملكة المتحدة.. ومع أواخر سبعينيات القرن العشرين عاشت أفغانستان تجربة مريرة من الحرب الأهلية الأفغانية تخللها احتلال أجنبي عام 1979 تمثل في الغزو السوفيتي ثم الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 م.

هذه هي أفغانستان التي تشارك في القرية العالمية منذ مواسمها الأولى بمنتجاتها وصناعاتها وتراثها وتحرص على المشاركة في كل موسم من مواسمها.. وفي هذا الموسم السابع والعشرون تحاول أفغانستان أن تجذب ضيوف جناحها وضيوف القرية العالمية عموما بما تعرضه من منتجاتها وصناعاتها المتجددة دائما للضيوف بإغراءات حرفية يدوية وفنية.

وفي لقاء مع مستثمر الجناح مير خان أفاد أن الجناح من الخارج صمم ليرمز الى المسجد الجامع في ولاية هرات, ويعرف بمسجد الجمعة أيضا أو الجامع الكبير.. هو أحد المساجد في مدينة هرات في ولاية هراة في شمال غرب أفغانستان بني من قبل الغوريين وبالتحديد من قبل السلطان المشهور غياث الدين محمد الغوري والذي أسسه في عام 1200م والذي جُدد في وقت لاحق من قبل العديد من الحكام.. كما تعاقب على هرات عدد من الحكام على مر العصور من التيموريين والصفويين إلى المغول والأوزبك وجميعهم دعموا المسجد, وعلى الرغم من أن العديد من البلاط المزجج تم استبداله خلال الفترات اللاحقة وأعطي الجامع الكبير في هرات شكله الحالي خلال السنوات الأخيرة من القرن الخامس عشر.. وجامع مسجد هرات الأول ويعد أول مسجد تجمعي في المدينة وبني على موقع كان فيه اثنين من أصغر معابد النار التي دمرها الزلزال والنار.

أما من الداخل فصممت ساحة التراث بوسط الجناح على غرار حديقة قصر بغمان في كابول والتي تعتبر من المعالم السياحية, ولهذا تُعرف أيضًا باسم عاصمة الحدائق في أفغانستان, وكذلك بوابة بغمان والتي أنشئت شبيهة لقوس النصر بباريس ولكنها أصغر منه عند جلاء القوات البريطانية عن أفغانستان عام 1919 والتي تعبر عن يوم الأستقلال , ونموذج لمئذنة مسجد جوهر شاد ببيغامالتي أنشئت في القرن الثالث عشر.. كانت قرية باغمان في الأصل قرية صغيرة في الجزء السفلي من هندو كوش وتحولت إلى ملاذ لقضاء العطلات مع الفيلات والشاليهات بالإضافة إلى العاصمة الصيفية. وتحتوي على أشجار الحور والجوز  التي حلقت القوس والفيلات وملعب للجولف, وكان مكانًا شهيرًاللأرستقراطيين والأثرياء لزيارته

وساحة التراث بها الجرف اليدوية ومسرح الجناح الذي صمم على غرار المسرح الموجود بحيقة بغمان والذي تقدم عليه فرقة فنية مكونة من خمسة فنانين يقدمون للضيوف الموسيقى والأغاني الفلوكلورية الأفغانية.. أما الحرف اليدوية في الساحة والتي يقدمها للضيوف أربعة حرفيين هم:

-عصمة الله.. الذي يقوم باللعب بالخشب بالحفر وصنع صناديق وعلب صغيرة لحفظ المجوهرات,
- وغلام محمد.. الذي يقوم بنقش الأواني النحاية بتصاميم قام بوضعها ويقوم بتنفيذها على الأوابني النحاسية, الى جانب أنه يقرض الشعر باللغة العربية التي يعشقها.
- وعزت الله.. الذي يقوم بصنع الأواني الخزفية الصغيرة ومن ثم نقشا وزخرفتها بتصاميم يصممها هو.
- وعبد الرحمن محمدي.. الذي يقوم بغزل السجاد يدويا بنول السجاد وبالطريقة التقليدية حسب ما يطلب منه ويقوم بأنهاء المطلوب في سرعة قياسية.

وعن المعروضات داخل الجناح يقول مير خان أنها تتنوع ما بين السجاد الأفغاني اليدوي الصنع والمعروف بأشكاله وتصميماته المتعددة, وملابس الجلود والفراء الأفغاني, والكثير من أنواع المكسرات والحلويات والعصائر والمشروبات, والسبح بأنواع وأشكال وحجارة متنوعة, والفضيات والنحاسيات المشغولة, والإكسسوارات النسائية والخواتم الرجالية والإكسسوارات الفضية والأحجار الكريمة المتنوعة التراثية منها والحديثة, والملابس والأزياء الأفغانية التراثية, والزعفران بكل أنواعه, والشبلان الصوف الرجالية والنسائية, والملابس النسائية التي ترتديها المرأة الأفغانية في حياتها اليومية, والأعشاب الطبيعية والعسل.. ولنتعرف على هذه المعروضات والمنتجات ندخل الجناح لنعرف حكايتها من العارضين ولنتعرف على أنواع هذه المعروضات.

-البداية مع عقيل أكرم.. والذي يشارك في القرية العالمية منذ 17 عام وسيظل يشارك فيها ويعرض ويبيع كل أنواع المكسرات والبهارات وأنواع متعددة من الزهور التي تستخدم مع الشاي والحلويات مثل الورد المحمدي والشاي المخلوط بالزهور المختلفة, وأهم معروضاته الزعفران الذي يزرع في مدينة حرات بأفغانستان في شهر مايو ويونيو ويتم جمعه في شهر أكتوبر وبعد جمعه تقوم السيدات بفصل شعيرات الزعفران من الزهور حيث أن كل زهرة تحتوي على ثلاث شعيرات فقط وكل مائة كيلو من الزهور تعطي حوالي 400 جرام فقط ويزرع الزعفران في العديد من الدول مثل أفغانستان وإيران التي تنتج أكثر الكميات وأسبانيا والمغرب الذي ينتجه بكميات قليلة, والزعفران أجوده النقين وهو الأفضل والأكثر طلبا ويليه البوشال ثم أبو شيبة ثم السرجل, والزعفران عموما غالي الثمن جدا لأن انتاجه قليل وكمياته قليلة دائما ويأخذ وقتا طويلا في جمعه وفصله من الزهور.

- أمجد خان.. الذي يعرض ويبيع الملابس النسائية الأفغانية بتصاميمها وأشكالها المتنوعة, والأحزمة النسائية المصنوعة يدويا من القماش والمطرزة والمطعمة بالخرز والترتر وقطع المرايا الصغيرة, وقطع خاصة من القماش المطرز التي يتم تركيبها على الثوب لتزيينه, وهذه الأثواب بتصميم قديم وتصنيع جديد ومطرزة يدويا بأشكال متنوعة وبخيوط مختلفة الألوان والفستان الواحد يستغرق تجهيزه حوالي أسبوعان وهذا الزى عبارة عن طاقم من فستان وبنطلون وشال ويعتبر الزى الرسمي لنساء أفغانستان وترتديه المرأة في حياتها اليومية, كما يعرض أيضا أنواع عديدة من الإكسسوارات النسائية بكل أنواعها سواء قديمة التصميم أوحديثة التصميم وأيضا الخواتم الرجالية المطعمة بمختلف أنواع الحجارة الكريمة, والسبح من الأحجار الكريمة .

- فاروق عسكر.. والذي يعرض ويبيع السجاد الأفغاني اليدوي وبمقاسات وتصميمات متعددة المصنوع من الصوف وتصاميمه مستوحاة من المناطق الأفغانية المختلفة حيث أن كل منطقة هناك لها سجادتها وتصميمها الخاص بها, ويتدرج السجاد الأفغاني إلى ثلاث درجات مختلفة وتختلف كل درجة عن الأخرى حسب الصوف والتصميم وعدد الفرز وأحسن أنواع السجاد هو ذو الغرزة الصغيرة, ويؤثر تصميم السجاد على أسعاره وأن التصميم الخاص يرفع ثمن السجادة, وتصاميم السجاد الذي يعرضه هي البخاري والصاروخي وهو الأشهر والموري والبلجيكي الذي يستورد صوفه من بلجيكا, وهناك أيضا الكليمات التي يتم تصنيعها بالإبرة وليس بالنول.