جناح الإمارات وحكايات معروضاته بالقرية العالمية بدبي .. (1)
دولة الإمارات العربية المتحدة.. الدولة الفتية التي سبقت الدول المعاصرة لها بعشرات السنين, الدولة الحاضنة للقرية العالمية والتي أنشأتها إمارة دبي لتكون عنوانا سياحيا وثقافيا وترويحيا وتجاريا لدولة الإمارات كلها, ووجود القرية العالمية فيها يعطيها بعدا كبيرا ومتميزا حيث لا توجد قرية مثلها رفي أي دولة على المستوى الإقليمي والعربي والدولي.. ودولة الإمارات مشاركتها السنوية لابد منها لأنها كما يقولون صاحبة البيت والدار وفي كل موسم تفاجئ ضيوف القرية العالمية بجناح متميز يعبر عن هويتها وتراثها ومنتجاتها وثقافتها وفنونها. إن واجهة جناح الإمارات في كل موسم يتم تصميمها لتظهر مكنون تراثها وحضارتها, وفي هذا الموسم السابع والعشرين صممت الواجهة لتعبر عن مدينة دبي ماضيها وحاضرها وأستخدم في الواجهة كل ما يعبر عن ذلك.. ففي وسط واجهة الجناح تم الرمز الى أسواق دبي القديمة المتعددة والمتنوعة وبكل تفاصيلها الدقيقة, والتي تعتبر سيمفونية تناغم تتيح خيارات تسوق مثيرة لكل قاطني دبي وما حولها أو للسياح القادمين لدبي والذين يبهرهم التراث الأماراتي والذي تعتبر الأسواق القديمة جزءاً منه..
وتم إضافة بعض الأنوار بديكوراتها القديمة في الواجهة لتضفي على الواجهة سمة التراث الإماراتي.. كما أضيف رمز المباني القديمة بدبي بإضافة الأبواب والشبابيك الخاصة بالمباني القديمة, وكذلك بعض الزخارف التقليدية, وللتعمق في التراث الإماراتي تم إضافة البرجيل على يمين ويسار الواجهة من أعلى والذي كان يستخدم لتبريد الهواء قديما بدلا من مكيفات هذه الأيام, ولم ينس المصمم الجال التي تمثل ثروة الأمارات الحيوانية والتقليدية التي أفردت لها سباقات فريدة.. وأما مظاهر دبي الحديثة فقد تمثلت في الواجهة برمزين هما أبراج دبي اللذان يحيطان ببوابة الجناح الرئيسية بإرتفاعهما الشامخ, وفي أعلى الواجهة عجلة عين دبي المتواجدة في دبي والتي تعتنبر أعلى عجلة ترفيهية في العالم.. والجناح مساحته 3458 مترا مربعا ويضم 117 محلا تعرض معروضات ومنتجات وصناعات إماراتية مختلفة ومتعددة وتمثل كل أنواع منتجات الدولة دون استثناء سواء التقليدية التراثية أو الحديثة, وهي تتنوع ما بين كل ما يخطر على البال وكل ما يحتاجه ضيوف القرية العالمية من منتجات إماراتية تحاكي في جودتها منتجات الدول العالمية المشهورة.
وأما من الداخل فيتوسط الجناح ساحة التراث التي تتواجد فيها الدكة الإماراتية القديمة وأيضا الجلسات الإماراتية القديمة داخل بيوت الشعر وبيوت جريد النخيل, وعددا من الحرف الرجالية والنسائية والذين يروون تاريخ هذه الحرف اليدوية للضيوف المتجمعين حولهم, وهذه الحرف وهؤلاء الحرفيين والحرفيات هم كالتالي: - راشد مبارك.. الذي يقوم أمام ضيوف الجناح بغزل وصناعة وصيانة شباك صيد السمك حيث لكل حجم من الأسماك شباك خاصة بها.
- عيسى عايل.. الذي يقدم حرفة السدو "صناعة السجاجيد" التي تتم من صوف الأغنام بعد عمله على شكل خيوك غليظة ثم توضع على انوال السدو لغزلها وعمل السجاجيد والأكلمة. - وفيصل رحيم.. الذي يزاول حرفة الفخار لصناعة الأواني التي كانت تستخد قديما مثل القدور والأباريق وأطباق الأكل والخبز والحلوى والمباخر وغير ذلك مذكرا الكبار من الضيوف المتحلقين حوله بأيام الزمن الأول والآباء والأجداد والصغار منهم بالحياة القديمة في سابق الزمان.
- خديجة الزعابي.. والتي تقوم بتصنيع وعمل التلي الذي كانت الجدات والأمهات في سابق الزمن يستخدمنه في تزيين أزيائهن.
- ليلى الزعابي.. التي تقوم بنسج الرباط الخاص ببرقع المرأة الإماراتية والذي تغيرت مادته الأن.
- فاطمة الزعابي.. التي تقوم بعمل البرقع كاملا والذي كانت المرأة الإماراتية في السابق تستخدمه في ستر وجهها بدلا من النقاب والذي مازال إلى الآن تحافظ على استخدامة بعض النساء كبيرات السن. - محمد أكرم.. ومعروضات تراثية تحكي حكاية البضائع التي كانت سابقا في دكان تم بناؤه بطرية البناء القديمة ويضم العديد من الأدوات التي كانت تستخدم في الزم السابق والتي كان يحرص الأجداد على تواجها في بيوتهم مثل العصا الخشبية أو الخيزران التي كان يحملها الرجال الأوائل بكل أشكالها وألوانها, والمباخر والمرشات ودلات القهوة, ونماذج للسيوف والخناجر وجرامافون وراديوهات قديمة, وفوانيس الأضاءة القديمة, وبعض أنواع براقع المرأة الإماراتية, وسلال ومراجين من سعف النخيل, وأباريق الشاي المعدنية وورق اللعب وغيرها.
وفي الساحة أيضا تؤدي فيها فرقة أبو مروان الفنية وهي فرقة إماراتية تؤدي فنونها الشعبية التراثية على مسرح جناح الإمارات بقيادة الفنان عماد سبت تتألف من 30 فنانا ولكن عشرة منهم فقط يقدمون في جناح الإمارات, وتأسست الفرقة عام 2006 عندما توقفت الفرقة الفنية الشعبية التي كانوا يعملون بها واتفق عماد مع 5 من أعضائها وكلهم أقارب لتأسيس فرقة فنية شعبية خاصة بهم ,ثم تواصل عماد مع بعض الفنانين العاملين بالفرق الأخرى واستجاب البعض لهم وانضموا للفرقة وأصبح عددهم 30 فنانا.. قدموا فنونهم الشعبية في البداية في الأفراح والمناسبات الوطنية للدولة وسمعت عنهم جمعية أم القيوين للفنون الشعبية وشاهدت عروضهم فعرضت عليهم الانضمام إليها قتم ذلك..
وبعدها قدموا عروضهم من خلال الجمعية التي تعلموا فيها أيضا بعض أنواع الفنون الشعبية مثل ألعياله والليوه والمديمة والآهال والفن البحري والبري وما شابه ذلك, وبدأوا بتقديم عروضهم في كافة المجالات وكانوا يقدمون اللوحات الفنية حسب ما يطلب منهم وحسب المناسبة, وشاركوا في مهرجان الشارقة التراثي بقرية التراث,.. كما قاموا بإحياء الأعياد الوطنية للبحرين وعمان والسعودية وعرضوا أيضا في جامعات الإمارات في مناسبات عديدة وفي معظم الدوائر الحكومية في كل الإمارات وأيضا في الاحتفالات الخاصة لبعض المؤسسات مثل البنوك.. وهم الآن أثناء مشاركتهم في القرية العالمية في جناح الإمارات ومنذ عام 2011 وحتى الآن يقدمون فنونهم التراثية لضيوف القرية, علما بأنهم شاركوا قي أحد المواسم في جناح النمسا حيث أنهم شاهدوا عروضهم وأعجبوا بها وطلبوا منهم تقديم عروضهم في جناح النمسا, ويقدمون عروضهم في القرية العالمية للضيوف الذين يعجبون بعروضهن ومن كل الجنسيات على أنغام الأغاني المشهورة لفن الليوة اسمها "اسمع ونين غبيشة فوق الغرفة" وغيرها مستخدمين المزمار والطبل الكبير "المستيدو" والطبلة ذات الوجهين "الجبوة" والكاسر وآلة البيب.. والضيوف معجبون ومستمتعون بكل هذا ويقومون بتصوير عروضهم دليل إعجابهم بما يشاهدوه مما يخلق عالما مليء بذكريات عطرة وإحتغالا معهم بكل الروعة.