يجذب جناح الجابون في منطقة الاستدامة باكسبو 2020، زواره بشعار مستوحى من تاريخه وثقافته وموقعه الجغرافي، مناظر طبيعية خلابة، وثقافة طبيعية، وحياة برية وافرة، بالإضافة لعرض مجسم لمنزل مستدام، وتصميم خارجي يكشف عن وجوه السكان الأصليين وتراثهم، حيث  يعتبر موطن لمجموعة كبيرة من أنواع الحياة البرية، من الغوريلات وفيلة الغابات، إلى السلاحف البحرية وثلاثة أنواع من التماسيح المختلفة، وبه نسبة كبيرة من أرضه كمتنزه وطني له مورديه والسياح الذين يوفدون إليه من جميع أنحاء العالم، خاصة المهتمين برياضة المغامرات واكتشاف المناظر البكر التى لم تطأها قدم، نظرا لكونها الجزء الساحر في غرب أفريقيا.

يبدأ الزائر رحلته داخل جناح الجابون في اكسبو 2020، بلوحة ترحيبية وتصميم داخلي مستوحى من الطبيعة ، حيث يقدم للزوار مجموعة من الأقنعة الخشبية المتنوعة للذكور والإناث، وقد وضعت في ركن مجمع على حوامل بقاعدة خشبية وكل قناع له اسم وتعريف من خلال نبذة مبسطة عنه، مضيفاً بأن الأقنعة تعود إلى الفن الأفريقي الأصيل الذي تأثر به الغرب وصار ضمن ثقافتهم، فالأقنعة منها المكعب والمربع والتعبيري، وكل من هذه الأقنعة يعود إلى قبيلة وخصية منفردة ومهمة تعرف بين الشعب الجابوني، ومن هذه الاسماء " موي، موكوجي، ميودي وإكو، كيدوما، ، موهانز واوسو" وهذه الأقنعة تعتبر من أهم المظاهر الاجتماعية التى تجسد الطقوس والاحتفالات الخاصة بالزواج، والمآتم، وأوقات السلم والحرب، وغيرها من الأغراض المتنوعة وجميعها يعود إلى قبائل محلية أصيلة في الجابون، علاوة على أن هذه الأقنعة تم صناعتها بحرفية دقيقة جداً وبإبداع وبأيد المواطن الجابوني، مما يدل على وجود فنون وثقافة وتاريخ يرصد هذا الإرث الكبير من ثقافة الدولة.

يؤكد جناح الجابون في أكسبو ٢٠٢٠ أن الدولة التى تقع في وسط افريقيا والتى تعد جزءا رئيسيا من حوض الكنغو تعد الرئة الثانية لكوكب الأرض بعد الأمازون حيث تتضمن أراضيها أكثر من ثمانون في المائة من الغابات، بالإضافة إلى مرور نهر الجابون من اراضيها، وبهذا الشكل تعتبر الجابون من الدول الداعمة للبيئة النظيفة والمحاربة للتغير المناخي، وهذا ما يكتشفه الجمهور عند زيارتهم للجناح.

 تتطلع الجابون من خلال مشاركتها في اكسبو إلى تعزيز العلاقات بشكل أكبر على المستوى الاقتصادي، واستعراض القطاعات المهمة في المجالات الاستثمارية، وأن الجابون تتيح العديد من المزايا والتسهيلات التي تؤهلها لاستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية التي ستشكل جزءاً مهماً من المسيرة التنموية التي تنتهجها وتتمحور حول الاستدامة وحماية البيئة، بهدف بناء اقتصادها الوطني وطرح رؤيتها المستقبلية حول المشروعات التي تستهدفها، كما تروج الجابون بشكل أساسي لخمسة قطاعات استثمارية، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والزراعة، والتعدين، والسياحة البيئية، فضلاً عن الغابات وصناعة الخشب، والمشروعات التي تراعي المعايير البيئية، حيث جاء في المعلومات المدونة على اللوحات الارشادية بالجناح عن حجم الاستثمارات الأجنبية التى وصلت إلى أكثر من ملياري دولار خلال العامين الماضين، مع خطط لزيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية في الفترة المقبلة.

وأهتم جناح الجابون بالأعمال الخشبية ووضعها في أماكن مميزة لسهولة رؤيتها، مع وضع البيت الملهم والتقليدي ضمن الجناح، وتصميم ركن المتجر الذي يعرض فيه كل المشغولات اليدوية والحرف التقليدية التى تعبر عن الفن الحرفي عند المواطن الجابوني وقدرته على الحفاظ على التراث ونقله من جيل إلى جيل.