جناح الكويت والحياة البحرية للخليج العربي .. «1»

جناح الكويت والحياة البحرية للخليج العربي .. «1»


دولة الكويت هي دولة عربية تقع في الشرق الأوسط من جنوب غرب القارة الآسيوية وتحديدًا في الركن الشمالي الغربي, وتبلغ مساحتها الإجمالية 17,818 كيلومتر مربع.. وجاءت تسمية الكويت إلى تصغير لفظ "كوت" والذي يعني الحصن أو القلعة.. وفي القرن السابع عشر ميلادي تأسست مدينة الكويت عام 1613وتولى الحكم فيها أسرة آل صباح ، وكان أغلب سكان الكويت منذ تأسيسها يمتهنون الغوص على اللؤلؤ والتجارة البحرية بين الهند وشبه الجزيرة العربية الأمر الذي ساعد على تحويل الكويت إلى مركز تجاري في شمال الخليج العربي وجعلها ميناء رئيسياً لكل من شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين.. وظلت مهنة الغوص على اللؤلؤ العصب الأساسي للاقتصاد الكويتي حتى عام 1946 حينما بدأت الحقبة النفطية بتصدير أول شحنة نفط..

وحافظت إمارة الكويت على استقلالها الداخلي عن الدولة العثمانية من خلال حكم أسرة آل صباح وهو الوضع الذي استمر حتى عهد الشيخ مبارك الصباح والذي أصبحت الكويت في عهده تحت الحماية البريطانية وذلك بعد توقيع اتفاقية الحماية مع الإمبراطورية البريطانية في 23 يناير عام 1899, واستغل الكويتيون هذه المعاهدة في بناء وتدعيم وإرساء قواعد الدولة الحديثة حيث وفرت تلك المعاهدة للكويت الاستقرار السياسي الخارجي إلى حد كبير, لكن في 19 يونيو سنة 1961 ألغيت هذه الحماية البريطانية وتم إعلان استقلال دولة الكويت.. والكويت من الدول التي تحرص في كل موسم على تواجدها بالقرية العالمية لأنها تدرك أن القرية العالمية أصبحت فعالية خليجية مهمة في الكثير من المجالات.

وأسهم الموقع البحري لدولة الكويت وبشكل فاعل في تكوين شخصية المجتمع الكويتي ارتباطا بالحرفة وأسلوب المعيشة حيث اعتمد الكويتيون قديما على البحر كمصدر رئيسي مـن مصادر الدخل القومي.. فالغوص على اللؤلؤ والتجارة البحرية كانا أساسا الاقتصاد الكويتي في الماضي, وتأتى أهمية الملاحة البحرية بالنسبة للكويت لوقوعها بالقرب من البحر وموقعها الجغرافي الجيد, وأدى ارتباط الكويت بالبحر إلى ضرورة وجود صناعة السفن الخشبية.. إن كثرة المزاولة لهذه المهنة جعلت الكويت تتصدر دول المنطقة في إتقان واحتراف صناعة السفن ففي فصل الصيف هناك الغوص وتجارة اللؤلؤ وفى الشتاء للأسفار والملاحة البحرية فقد عبر الكويتيون البحار والمحيطات بسفنهم..

وكان البحر بالنسبة للكويتيين قديما المصدر الرئيسي للعيش, وتصدرت مهنة الغوص على اللؤلؤ المهن السائدة في الكويت قديما وبلغت أوجها منذ أكثر من ستين عاما.. وكانت مدينة الكويت تملك 461 سفينة في عام 1904م لاستخراج اللؤلؤ, ويعد صيد اللؤلؤ أحد الحرف المهمة التي مارسها أهل الكويت قديماً.. وكان صيد اللؤلؤ رغم مخاطره وعنائه أهم نشاط بحري في الكويت لما يدره من أرباح طائلة حيث استقطب عددا كبيرا من سكان المدينة وذلك بهدف الغوص على اللؤلؤ فى مياه الخليج لاستخراج المحار منه.. ثم النقل البحري أو التجارة بين موانئ الخليج العربي أو إلى موانئ أخرى كالهند والسواحل الأفريقية, ثم سفن صيد الأسماك وسفن النقل الساحلي وأخيرا سفن نقل الماء العذب من شط العرب إلى الكويت, ولقد اختلف تصميم كل سفينة من هذه السفن حسب وظيفة كل منها فسفن الغوص تميزت بصغر حجمها قياسا إلى سفن النقل البحريكما أنها ذات تصاميم مختلفة تجعلها مناسبة لعملها داخل مياه الخليج والتي تتطلب السرعة والمقدرة على البحار ضد اتجاه الريح والتنقل من مكان لآخر بسرعة وبسهولة.. كما أن سفن النقل البحري والتي اعتمدت على الأشرعة أو المجاديف خلافا لما كانت عليه السفن البحرية والتي اعتمدت على الأشرعة فقط والتي بنيت لكي تتصدى للرياح العاتية.

وهناك أنواع مختلفة من السفن منها: الشوعي من سفن الغوص المعروفة قديما تختلف أحجام الشوعي ويستخدم لصيد السمك قرب السواحل.. والجالبوت من سفن الغوص المعروفة قديما ومقدمتها زاوية قائمة على البيص ومؤخرته اشبه مربع وتستخدم في الخليج للغوص قديما ويكثر هذا النوع في الكويت وجالبوت كلمة إنجليزية تعني قارب النزهة.. والبوم من السفن الشراعية المعروفة قديما حاد المقدمة والمؤخرة ويستخدم الصغير منها في الغوص ويستخدم المتوسط منها للقطاعه أما الكبير منها فيستخدم في رحلات التجارة لقطع المحيطات إلى الهند وأفريقيا

ولهذا فقد تم تصميم جناح الكويت بالقرية العالمية كما يقول محمد الدهان مستثمر الجناح ليعبر عن الحياة البحرية الكويتية القديمة حيث عرف الكويتي البحر منذ نشأته وصنع الأوائل الأنواع المختلفة من السفن والمراكب وبأشكال متعددة.. وعمل الكويتيون منذ القدم في صيد الأسماك وفي الغوص لإستخراج اللؤلؤ ومحاراته, ولقد لعبت هاتان المهنتان دورا مهما في في الحياة الأقصلدية للكويت لهذا تعد الحياة البحرية جانبا مهما في ثقافة الكويت وعاداتها وتقاليدها.. وكان لا بد من إظهار الحياة البحرية الكويتية على جناحها في القرية العالمية بما يمثلها فتم وضع السفينة التي تعتبر رمزا مهما لتاريخ الكويت حيث وضعتها في شعارها الرسمي, فالواجهة تمثل نموذجا قديما للسفينة.. بالإضافة الى بعض عناصر مثيرة للإهتمام مشتقة من الحياة البحرية القديمة التي تصور تقاليد الصيد والغوص وتاريخ الكويت, لذا توجد على الواجهة عناصر فريدة ومتكاملة بصريا لتصوير واجهة جذابة موحدة تعكس الكويت في نهج معماري مثير للإهتمام. وأما من الداخل فقد صممت محلات الجناح لترمز لسوق المباركية وهو سوق كويتي يقع في منطقة القبلة وهو سوق تراثي موسمي نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح ويتميز بتصميمه الذي يشبه الأسواق القديمة وهو من المعالم التراثية لدولة الكويت وهذا السوق يزخر بأنواع وفيرة من اللحوم والاسماك والمواد الغذائية والاستهلاكية والحلويات الشعبية والتمور والعسل ومحلات العطارة والملبوسات الرجالية والنسائية إضافة إلى مجموعة من محلات أكسسوارات والسلع التراثية والتحف والخزفيات والتذكارات وكلها بأسعار مناسبة

كما يوجد به سوق لبيع وشراء المصوغات الذهبية والمجوهرات كما يوجد داخل السوق العديد من المقاهي الشعبية والاستراحات والمطاعم صممت على طراز القديم وتقدم مأكولات ومشروبات شعبية.. ويتوسط الجناح ساحة الحرف اليدوية مثل غزل شباك صيد الأسماك, ونقش الحناء.. وفي آخر الجناح يوجد مسرح الجناح الذي تقدم عليه فرقة الحان الفلوكلور الكويتي والخليجي التراثي, والأغاني الطربية الخليجية لمطربي الكويت والخليج.. كما توجد بالساحة كافتيريا تقدم للضيوف ما يرغبونه من المشرةبات الساخنة والباردة والعصائر اوالمياه والمشروبات الغازية والوجبات الخفيف.. أما  الحرف اليدوية بساحة التراث هي: = صناعة شباك الصيد وعبد العزيز سالم المعمري, الذي يقوم أما الضيوف بغزل الشباك وحسب أنواع الأسماك وحجمها, مثل الليخ العشاري للسمك الكبير, وشبك شية للسمك الصغير.. كما لديه أنواع من الأصداف البحرية مثل صدفة الؤلؤ الدانة وصدفة العكوز الكبيرة, ولديه نماذج للسفن الكويتية القديمة.

= ونقش الحناء وجيهان عبد الباقي الحاج, التي تقوم بنقش الحناء على أيادي من ترغب من ضيفات الجناح حيث تختار التصميم الذي يروق لها, وهذه النقوش من تصميم جيهان ووالدتها وهي نقوش إماراتية أو سودانية, وتقبل عليها الضيفات من كل الجنسيات التي تفد على الجناح.