جناح المغرب بالقرية العالمية مشاركة وحكايات وحضارة عريقة.. (1)
المملكة المغربية تقع في أقصى غرب شمال قارة أفريقيا.. عاصمتها الرباط وأكبر مدنها الدار البيضاء التي تعتبر العاصمة الاقتصادية.. ومن أهم مدنها سلا وفاس ومراكش ومكناس وطنجة وأغادير وتطوان ووجدة غيرها.. ويعد مفهوم كلمة الحضارة اشتقاق من الحضر.. ويقصد بها كل ما يتعلق بحياة المدينة كالمعيشة والإقامة والحرف والأزياء والطرق غيرها, لذا تعتبر حضارة المغرب من أعرق الحضارات التي أسستها الإمبراطوريات التي تعاقبت على المغرب كالبربرية والأمازيغية والتي جعلت من المغرب قبلة للسياح من كل دول العالم ولكل مستشرق عاشق للحضارات القديمة التي يزخر بها الشرق العربي.. ويعنى مفهوم الحضارة المغربية في مختلف المجالات الحياتية من عدة نواح, منه مثلا: الزى التقليدي واللباس حيث لكل منطقة ومدينة أزياؤها الشعبية التقليدية الخاصة بها والتي كانت هي هوية التعريف, وكان الزى المغربي التقليدي هو طابعا ومرآة لأهل المغرب, والقفطان هو أهم قطع الملابس للمرأة المغربية والمؤلف من قطعتين من القماش الفاخر المزركش بتطريزات كثيرة تتناغم في تصاميمها وأشكالها.. والمملكة المغربية حريصة على المشاركة في القرية العالمية في كل موسم ومنذ بداياتها.
وعن تصميم الجناح وواجهته حسب ما يؤكده محمد الدهان مستثمر الجناح بأن تصميم واجهة الجناح لترمز إلى معلمين كبيرين في المغرب بالإضافة لوجود تمثال في وسط الواجهة للرحالة المغربي المشهور والذي يعتبر شيخ الرحالة.. وأول هذان المعلمان جامعة القرويين العريقة بكل هندستها المعمارية وديكوراتها وزخارفها المذهلة والموجودة في كل زاوية فيها, وتعتبرتها موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأنها أقدم مؤسسة تعليمية في العالم وأول جامعة تمنح إجازة في الطب في العالم وهي ما زالت تُدرَّس حتى الآن دون انقطاعٍ, ومنشئت هذه الجامعة في مدينة فاس هي فاطمة بنت محمد الفهري القرشي عام 850 والتي أصبحت فيما بعد واحدًة من المراكز الروحية والتعليمية الرائدة في العصر الذهبي للعالم الإسلامي, وبدأت الجامعة التدريس بعد بناء الجامع مباشرةً على شكل دروس وحلقات علم تعقد فيها, ولكن بعض المؤرخين يعتقدون أنها لم تُصبح جامعة إلا في العهد المرابطي أو المريني, تُعدّ جامعة القرويين أيضًا أول مؤسسة علمية اخترعت الكراسي العلمية المتخصصة والدرجات العلمية في العالم, وُدمجت في نظام الجامعات الحكومية الحديث في المغرب في عام 1963 م,
وتصميم وطراز الجامعة يمثل العمارة المغربية والإسلامية التاريخية التي تضم زخارف متنوعة عديدة لفترات مُختلفة من التاريخ المغربي. أما المعلم الثاني هو مئذنة جامع الكتبية في مدينة مراكش, والمئذنة ترتفع سبعون مترا وتعد أعلى مئذنة في مراكش ويكن رؤيتها من أي زاوية في مراكش, وتعد المئذنة من أروع المآذن الموحدية وأجملها تخطيطاً وبناء وزخرفة فهي النموذج الذي اتخذته المآذن المغربية مثالاً له, والمئذنة بشكلها ومظهرها الأخاذ ما زالت قائمة حتى اليوم تحكي تاريخ بناتها وتترجم عبقرية الفنان المغربي المسلم الذي أبدع فيها وطوّر أساليب البناء والزخرفة معاً ليخرج هذه الروائع المعمارية الخالدة في صور جديدة خلّدت مسيرة التاريخ الفني, وشهد تاريخ بناء المئذنة ثلاث مراحل متتالية شملت فترة حكم الخلفاء الثلاثة الأوائل إذ بدأت أعمال البناء على عهد مؤسس الدولة عبد المؤمن بن علي عام 1153 م واستمرت تلك الأعمال في فترة حكم أبي يعقوب يوسف وتمت أشغال البناء نهائياً أيام أبي يوسف يعقوب المنصور الذي أكمل القسم الأعلى من المئذنة,أقيمت المئذنة في الركن الشمالي الشرقي من الجامع الكتبية فهي تقع ما بين الجامع القديم والجامع الحالي.
وتم تصميم الجناح من الداخل فتقول سكينة علي مديرة الجناح أنه صمم ليتماشى مع التراث المغربي ويقدم لضيوف القرية العالمية صورة عن هذا التراث العريق.. ويوسط الجناح مسرح الجناح وحوله مجموعة من الحرف الدوية وكافتيريا.. والمسرح تقدم عليه فرقة حب الوطن المغربية فنون المغرب العريق.. وأما الحرف اليدوية التقليدية فهناك خمس حرفيين يقدومون أمام ضيوف القرية العالمية المتوافدين على الجناح هذه الحرف وطريقة آداءها وهم:
= فتيحة الإدريسي.. .. والتي تقوم يدويا بتحضير زيت الأرجان من بذور شجر الأرجان الذي لا ينمو إلا في جنوب المغرب, وكذلك تحضير الأملو من اللوز المغربي بعد تحميره كل هذا أمام الضيوف على ماكينتين أحداهما للأرجان بطحنه ثم عجنه لاستخراج الزيت, والأخرى لاستخراج الآملو من اللوز المحمر والذي يتم وضعه في الماكينة ويضاف إليه زيت الأرجان والعسل ويستخدم للأكل في الصباح.
- رضوان أبو المجد.. الذي يقوم بتصنيع الأحذية الرجالية والنسائية المغربية التقليدية والمسماة البلغة يدويا من الجلد الطبيعي الأصلي أمام ضيوف القرية والجناح.. وتعتبر البلغة من الأحذية المغربية والخاصة بهم فقط ويرتديها العروسان إجباريا وترتدى أيضا في الأعياد الدينية.. ويقوم ابراهيم بأخذ مقاسات من يريد من الضيوف اقتناءها ثم يقوم بعملها يدويا وتسليمها لهم.
- إدريس الموفق.. الذي يقوم بالنقش على النحاس بطريقة الدق والطرق وتعلم هذا الفن عندما كان صغيرا في مدينته فاس على يد أحد ممارسى هذا الفن هناك والذي كان قريبا من بيته وقد لفت نظره في البداية كهواية ثم تحول الى حرفة, وفي المغرب يقوم بالنقش على النحاس للشركات الكبيرة وأصبح مشهورا ومعروفا بهذه المهنة في فاس.. وشارك في الكثير من المعارض الفنية الخاصة بأعمال النقش على النحاس.. وفي جناح المغرب بالقرية الغالمية يقوم بمزاولة هذا الفن أمام ضيوف الجناح.
- عبد الغني دياب.. الذي يقوم بعمل اللأشكال المختلفة من سعف النخيل مثل القفف الملونة وإطارات المرايا والبرانيط وأطباق الخبز والفواكه وصواني الملاعق وثريات الإضاءة وحوامل الزهور, تعلم هذه الحرفة من والده وأجداده منذ حوالي 16 عاما.
- يوسف شهبان.. الني يلعب بالخشب ليصنع منه العلب التي يقوم بهانها وتصديفها مثل العلب والوراقات وألأكواب وطاجين الأكل الصغير والعلب ذات الأدراج والتي تفتح بتدويرها وهي لحفظ المجوهرات والأشياء الثمينة وكذلك الهاون وقواعد أكواب الشاي.
هذه هي حكاية جناح المغرب وما ترمز اليه واجهته, وحكاية الحرف اليدوية المغربية, والفرقة الفنية التي تقدم على مسرح الجناح الفلوكلور المغربي.. وإلى لقاء آخر في الجزء الثاني.