جناح سيراليون يعرض مقتنيات لرموز بشرية من الحجر والخشب منها الرجل القارئ في أكسبو 2020
تحت شعار بداية جديدة شارك جناح سيراليون في أكسبو 2020، وتزامنا مع الشعار الرسمي ’تواصل العقول وصنع المستقبل" يأخذ الجناح زواره في رحلة بين مواردها الطبيعة الغنية بالوجهات المميزة في غرب أفريقيا، ولأن الجناح يقع في منطقة الاستدامة بين دول أفريقية وأوروبية فالتصميم الخارجي له اعتمد على وجوه من الشعب السيراليوني وقمة الالجناح عبارة عن ستارة مجدولة بترتيب منتظم، أما المدخل فبين صور متعددة لوجوه رجال وشباب وفتيات تعكس بشاشة الوجوه والتصالح مع الطبيعة والحياة.
تبدأ الرحلة داخل جناح سيراليون بمشاهدة تصميم داخلي عبارة عن تقسيم متساوي لجدران فاصلة عليها ملصقات تضم معلومات عن التاريخ والثقافة والتراث، بالإضافة شاشات عرض مرئية تسهم في توصيل المضمون، وبصدارة الضلع المقابل وضع صندوق زجاجي به واحد من التماثيل الحجرية أو الخشبية، ومنها ما نوه إليها باللغة الإنجليزية فقط، ومن بين هذه التماثيل منحوتة بعنوان الرجل القارئ، رجل منحوت من الخشب يجلس وبين يديه كتاب مفتوح ملاصق له تماما واستغنى الفنان عن الجسد واكتفى بالراس واليدين والرجلين، وكأنها اشارة منه بأن المهم هو العقل في اختزال كل العلوم والمعرفة، وأضيف لها تعريف باللغة العربية والإنجليزية "ينصب تركيزنا على تنمية راس المال البشري الذي اكسبنا القدرة على الارتقاء بكل ما اوتيت بلادنا نت موارد" وهى كلمة تشير إلى أن سيراليون تحرص على الاستثمار في القدرات البشرية لتنمية القدرات والذات المؤهلة أبناء البلاد للتقدم والتطوير المستدام، وأشارت ثلاث منحوتات من الحجر الجيري إلى أنها من 17 ألف عام ما يدل على أن البلاد تاريخها ممتد في عمق الزمان.
وفي غرفة بالجناح يقبع تمثال من الخشب لرجل اشارت التعريف له بأنه " باي بوريه هو الحاكم والخبير الاستراتيجي العسكري الذي قاد انتفاضة تيملي ضد البريطانيين عام 1898 اثناء حروب ضرائب الأكواخ المشينة، حيث حشد المحاربين في مختلف ولايات ليمي تحت قيادته إلى جانب عدد من مقاتلي لوكو وسوسو وليما، ونفاه البريطانيون في ساحل الذهب "غانا"لكنهم اعادوه سنة 1905 وعينوه حاكما لمدينة كاسة" وتخليدا لهذه الشخصية وضعت منحوته له من الخشب في الجناح لتضاف إلى التاريخ السيراليوني.
واستعرض جناح سيراليون في أكسبو 2020 العديد من اللوحات الدالة على الفنون والموسيقى التقليدية، وعرض صور لعازفي الايقاع بالطبول المحلية الفلكلورية، قضلا عن عرض جدريات تحمل معلومات عن جبال ليون جاء فيها أن الاوروبيين هم أول من وصلوا إلى أرض سيراليون ابان القرن السادس عشر، بعد رسم المكتشف البرتغالي بيدرو دي سنترا خريطة للبلاد، حيث اطلق على هذه المرتفعات اسم سيرا دا ليوا جبال انثى الأسد التى اطلق منها اسم الحالي للدولة ووفقا لما جاء على لسان البروفسور قابل أن المؤرخين أخطأوا في تأويل أصل التسمية أي ان الاسم كان موجود قبل وصول المستكشف إلى البلاد من الأساس" وهذا ما رمت إليه الجدارية المهمة في سبب تسمية دولة سيراليون بهذا الاسم.
ويأخذ الجناح زواره إلى جدارية أخرى ترصد جزيرة بونس التى جاء في تحليلها وتاريخها الثقافي أنها كانت مراكز تجارة الرقيق الرئيسية والمناطق الافريقية المنخفضة التابعة للمستعمرين، بالاضافة إلى الجزر البحرية حيث تطورت زراعة الأرز في تلك المناطق التى وصلت إلى ليبيريا اليوم، ويعتبر جناح سيراليون غني جدا بالتاريخ والفنون التشكيلة المتمثلة في المنحوتات الخشبية والحجر الجيري والفنون الموسيقية والإرث الثقافي، ووضع الشخصيات الاعتبارية من الشعب يعتبر عرفانا لمكانتهم في المجتمع السيراليوني، فحرص الجناح على اتاحة الزائر فرصة للتعرف على البلاد، كما كانت هناك دعوة للاستثمار في سيراليون وكيفية تأسيس شركة تجارية والإجراءات الميسرة لذلك، كما دعى الجمهور إلى اكتشاف قصة ماس سيراليون والرمز البشري، وحرص الجناح أيضا على تبادل الخبرات مع الدول المشاركة وعقد اتفاقيات اقتصادية تشكل جزء كبير من الدخل القومي للبلاد، وحرص الجناح أن يكون فيه ركن خاص للاطفال يمكنهم من اللعب بموضوعات العلم والتقاليد والأزياء الوطنية.