جناح مصر المحروسة بالقرية العالمية رحلة عبر الحضارة ... «1»

جناح مصر المحروسة بالقرية العالمية رحلة عبر الحضارة ... «1»


مصر المحروسة.. مصر كنانة الله في أرضه.. مصر أم الدنيا السباقة بالحضارات.. مصر الحضارة الخالدة العريقة.. مصر الحضارات الأسطورية التي بدأت منذ آلاف السنين وأمتدت حتى الآن سبقت بها العالم بأسره وعلمته معنى الحضارة.. الحضارة التي حاول الكثير من الغزاة طمسها ومحوها بدأ من الهكسوس وما تلاهم.. حضارة يتمنى كل من سمع ومن لم يسمع بها أن يرها ويتمنى معرفتها والتعرف عليها ومشاهدتها.

مصر التي تكرس دائما كل جهدها على إن يكون لها جناحا مميزا في القرية العالمية منذ نشأتها وبداياتها وفي كل موسم.. ومنذ البداية وهي حريصة على إن يكون تصميم جناحها سواء من الخارج أو من الداخل معبرا عن حضارة مصر الفرعونية والإسلامية لان مصر دائما محط أنظار العالم العربي بل العالم كله.. والكل مهتم بتاريخ مصر وحضارات مصر لماذا ؟.. لان مصر هي الرائدة لكل العرب ومفتاح أمنهم.. وكلهم حريصين على أن تكون بخير واذا ألم بها مكروه أو تعرضت لأي اعتداء يتكاتفوا جميعا معها والتاريخ شاهد على ذلك.. وفي القرية العالمية تجد دائما الضيوف من كل الجنسيات حريصون على زيارة جناح مصر لذي تبلغ مسحته 3500 مترا مربعا ويضم 64 محلا  للتعرف على حضاراتها وتاريخها من خلال تصميم الجناح ومن خلال الفعاليات التاريخية الشيقة التي يقدمها لهم الجناح, وللتعرف على منتجاتها وصناعاتها وبضائعها المختلفة والمميزة والمشهورة عالميا المعروضة داخل محلات الجناح,    

   وفي كل موسم تحرص مصر على أن يكون جناحها بالقرية العالمية سواء من الخارج أو الداخل جزءا من حضاراتها سواء الفرعونية أو الإسلامية حتى يتعرف ضيوف الجناح بل ضيوف القرية العالمية على هذه الحضارات المبهرة.. وفي هذا الموسم كما يقول مستثمر الجناح النشط والذي يحب بلده مصر المحروسة بلا حدود إبراهيم جابر أنه حرص على أن تكون واجهة الجناح المصري نسخة طبق الأصل من معبد أبو سمبل وذلك لتميزه كمعلم فرعوني متميز من آثار مصر المتفردة, هذا المعبد الجميل الذي يعتبر من أكثر المواقع السياحية الخلابة في مصر, وتم نقل صورة طبق الأصل منه على واجهة الجناح بحجمه الضخم والنقوش التي تعرض للضيوف مشاهد تاريخية من العصورالفرعونية الأسطورية, وأبو سمبل هو موقع أثري يقع على الضفة الغربية لبحيرة ناصر نحو 290 كم جنوب غرب أسوان وهو أحد مواقع آثار النوبة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي والتي تبدأ من اتجاه جريان النهر من أبو سمبل إلى فيلة بالقرب من اسوان..

والمعابد المزدوجة كانت أصلا منحوتة من الجبال في عهد الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد كنصب دائم له وللملكة نفرتاري للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش.. ومع ذلك ففي 1960 تم نقل مجمع المنشآت كليا لمكان آخر على تلة اصطناعية مصنوعة من هيكل القبة وفوق خزان السد العالي في أسوان, كان من الضروري نقل المعابد لتجنب تعرضها للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر التي تشكل خزان المياه الاصطناعي الضخم بعد بناء السد العالي في أسوان على نهر النيل, ولا زالت أبو سمبل واحدة من أفضل المناطق لجذب السياحة في مصر.. وشرع رمسيس الثاني خلال فترة حكمه في برنامج بناء واسع النطاق في جميع أنحاء مصر والنوبة والتي سيطرت عليها مصر, وبنى رمسيس العديد من المعابد الكبرى هناك من أجل إبهار النوبيين بقوة مصر وتمصيرهم, وأشهر المعابد هي المعابد المنحوتة في الصخر بالقرب من قرية أبو سمبل الحديثة,  وعند شلال النيل الثاني على الحدود بين النوبة السفلى والنوبة العليا يوجد معبدان المعبد الكبير المخصص لرمسيس الثاني نفسه, والمعبد الصغير المخصص لزوجته الرئيسية الملكة نفرتاري, وبدأ بناء مجمع المعابد في حوالي عام 1264 قبل الميلاد واستمر حوالي 20 عامًا حتى عام 1244 قبل الميلاد. وكان يعرف باسم "معبد رمسيس المحبوب من آمون".. كما تم إضافة مسلتان ضخمتان على جانبي الواجهة.

وأما من الداخل فقد صمم الجناح بطراز الأعمدة التي تأخذ الطابع الزخرفي المصري القديم وعليها شكل قرص الشمس المجنح.. وفي وسط الجناح يوجد المسرح الذي صممت خليفته طبقا لأعمدة معبد الكرنك وتم إحضار فرقة الأهرام المصرية للفنون الشعبية لتقدم عليه عروضها اليومية من الفولكلور المصري الشعبي والتراثي, ويوجد أيضا كافتيريا تقدم للضيوف ما يحبونه من المشروبات والعصائر المصرية التي يحبها الضيوف وكذلك المشروبات الساخنة والمعجنات والساندوتشات الخفيفة..  وتم عمل متحف فرعوني يحوى على العديد من القطع طبق الأصل للكثير من الآثار الفرعونية.. كما يوجد إثنان من الحرفيين المهرة اللذان يقدمان فنونهما للضيوف وهما:
- الأول محمد نصر الذي يقوم بكتابة من يرغب من الضيوف بالحروف الهيروغليفية على أوراق البردى التي تحوي رسومات فرعونية شيقة وأقبال الضيوف عليه كبيرا لأنه يقوم بعمله بكل حرفية وتمكن.
- الثاني إبراهيم فاروق الذي يقوم بتعبئة الرمل الملون داخل الزجاجات ورسم الأشكال التراثية بالرمل داخلها والتي يتم إختيارها من الضيوف وحسب رغبتهم وأذواقهم.
وفي الساحة يوجد مسرح الجناح تقدم عليه فرقة متمرسة في الفن الشعبي المصري بكل أنواعه هي فرقة الأهرام المصرية للفنون الشعبية بقيادة الفنان الفدير محمدي فتحي لتؤدي وتقدم لوحات رائعة مستوحاة من التراث المصري الشعبي من محافظات مصر المحروسة من مرسى مطروح وحتى أسوان وهنا في القرية العالمية بدبي تبهر الضيوف بما تقدمه من فن مصري أصيل على مسرح الجناح وعلى مسرح القرية الرئيسي, هذا الفن الذي يقدمه سبعة من الفنانات والفنانين المتمكنين والذين يقدمون اللوحات بطريقة مميزة تنال إعجاب وتصفيق الضيوف المشاهدين, تصفيق يلهب حماس الفنانين فيزدادوا عطاءا وإبهارا, ويقومون جميعهم بتصوير وتسجيل هذه اللوحات على هواتفهم الخاصة, وهؤلاء الفنانين هم الفنانة غادة حافظ, والفنانة يارا خميس, والفنانة آية عادل, والفنان أحمد السعيد الذي يقدم لوحة التنورة, والفنان محمد السيد, والفنان نور الدين محمد, والفنان محمد الشبراوي عازف المزمار البلدي الذي ورث فن العزف على المزمار من جده ووالده اللذان كانا عازفان ويصنعان المزامير البلدي.

وتقدم الفرقة تسع لوحلت فنية من خلال عروضا يومية على المسرح, فرقة يتشارك كل أعضاءها معا في تقديم اللوحات الجماعية الجميلة التالية ويؤدونها بكل مهارة وحرفية وإبهار وحرفية فنية رائعة وبصورة مميزة تثبت تمكنهم من تقديم كل أنواع الفنون المصرية الشعبية العريقة.. يقدمون لوحة الأسواني المستوحاة من أسوان وتمثل الزى الخاص بالنوبيين وطريقتهم في تقديم الفولكلور الخاص بهم.. ولوحة السمسمية المستوحاة من بورسعيد ومدن القناة وتعتبر فلوكلور قوي لمنطقة القناة التي يتغنون بها وتقدم في كل المناسبات الرسمية والخاصة.. ولوحة الغزالة الرايقة المستوحاة من الفن الشعبي المصري..  ولوحة العصا الصعيدي المستوحاة من سوهاج بصعيد مصر تعبر عن من الشجاعة والرجولة وتقدم طريقة الآداء الصعيدي للفولكلور الصعيدي والذي يختلف من محافظة لأخرى والأزياء الصعيدية الرجالية والنسائية وتقدم أيضا لعبة التحطيب المنتشرة في الصعيد وطريقة أداءها..

ولوحة البدوية المستوحاة من محافظة مرسى مطروح وتبين طريقة رقصهم المتأثر بالرقص الليبي القريبة منهم وأيضا طريقة معيشتهم وأزيائهم التي يرتدونها عند ممارستهم للفلوكلور الشعبي.. ولوحة صميدة ومحمدين المستوحاة من قنا بصعيد مصر..  وأخيرا لوحة التنورة اللوحة الروحانية المشهورة والمستوحاة من الصوفية والصوفيين وهيلوحة معروفة وتؤدى في العديد من الدول وأشهرها مصر وتركيا وهي رقصة تعبر عن التحلق نحو للسماء ويقدمها الفنان المتميز والمتمكن من أداءه لهذه اللوحة الصعبة الفنان أحمد السعيد وهذه اللوحة تختلف في أداءها من دولة لأخرى ولكن الأداء الأجمل هو في مصر التي طورتها وأخرجتها في صورة فنية رائعة مبهرة.

وعن المعروضات داخل الجناح يقول منسق الجناح محمود القماطي أننا تتنوع ما بين القطنيات مثل الجلاليب والغيارات الداخلية والملابس للسيدات والرجال والأطفال بكل أشكالها وموديلاتها وأنواعها, جلاليب كرداسة النسائية بكل ألوانها وتصميماتها وزخارفها وتطريزاتها, ومنتجات خان الخليلي بكل أشكالها وأنواعها المتعددة, ومنتجات الألومنيوم والفخاريات للوازم المطبخ وغيرة, والتسالي المصرية المشهورة في كل مكان, والمفروشات المصرية.