تحت شعار حماية القديم واحتضان الجديد دعى جناح بابوا غينيا الجديدة في أكسبو 2020 ، زواره إلى اكتشاف كيف يعيش ما يقرب من 40% من السكان نمط حياة طبيعية ذاتي الاستدامة، ورؤية الفرص التجارية والاستثمارية في الدولة والاستمتاع بمشاهدة كيفية صيد الأسماك وأشهر المعادن والطاقة المستدامة، بالإضافة إلى اكتشاف ثالث أكبر مساحة من الغابات الاستوائية الممطرة على كوكب الأرض، معلنة من جناحها على أنها دولة متنوعة تفتح أبوابها للتجارة والاستثمار المستدام، كما أنها تقع في جنوب غرب المحيط الهادئ، وتعتبر واحدة من أكثر بلدان العالم تنوعا من حيث الثقافة، و مشجعة للاستثمار في مجال الزراعة والمعادن الطبيعية.

يسلط جناح بابوا غينيا الجديدة في أكسبو 2020 الضوء على مناخ الدولة وطبيعتها الخلابة، والفرص المتعددة للاستثمار خاصة وأنها تتمتع ببحيرات وأنهار وتنوع في التركيبة السكانية وتعتبر من أقدم الحضارات البشرية، وجاء التصميم الخارجي مواكباً لطبيعتها حيث شكل المنظر الخارجي للطبيعة ووجوه السكان الأصليين، واعتمد على أنها تعد أرض العجائب أو هكذا اشتهرت عبر التاريخ، وقد استمد هذا الوصف لكونها من الأراضي التى نبتت فيها أنواع كثيرة من النباتات ولم تجرى عليها لهذا الوقت أي دراسة ولم يطلق عليها أسماء تعرفها، بالإضافة إلى وجود أنواع مألوفة من الأشجار مثل المانغروف والسحلبيات والزنابق، والنخيل، والأشجار النادرة، مثل الكويلا والأرز وغيرهما، ما يشكل الغطاء الأخضر الذي يكسو أرضها من جميع الاتجاهات، وتعتبر من المناطق التى لا تعاني من الاحتباس الحراري أو التغير المناخي لكثافة أشجارها وتنوع نبتاتها.

ومع دخول الجناح من الداخل يكتشف الزائر أن الجناح قد صمم على شكل غرف من ثلاث أضلع وكل ضلع احتوى على لوحات وجدريات طعمت بالبيانات للتعريف بالثقافة والعادات والتقاليد والحضارة القديمة، وما تسعى لتحقيقه في المستقبل، وكل غرفة من تلك الغرف لها عنوان يتماشى مع مرحلة من مراحل تطورها، فمنها ما عنون بأرض التنوع والفرص واشتملت على مناظر طبيعية لشواطئ المحيط، واخرى كتب عليها جنة يجب حمايتها، وجاء في جدارية بأن بابوا غينيا الجديدة تضم كل ما تجود به الطبيعة من جبال وسهول وغابات مستنقعية واستوائية وجز وبحار، فأقل ما توصف به أنها جنة في الأرض تمتد من أعلى الجبال إلى الجزر الصغيرة التى تخلب الباب كل من تقع عليها عيناه، كما تتميز بطبيعة جغرافية تتسم بالتنوع والوافر وبالوعورة الشديدة في بعض الأماكن، علاوة على وجود أنهار مثل سيبيك وفلاي يصنعان بحيرات ومنظومات بيئية عديدة ومتنوعة.

ويعرض الجناح في احد الغرف لوحة للمحيط دون عليها بالعربي والانجليزي، أن المحيط يستحق أن يحظى ببعض الاهتمام لما يحتويه من تنوع بيئي هائل، وقد فازت بابوا غينيا الجديدة بجوائز عالمية من خلال الكم الهائل من الصور الفوتوغراف الملتقطة تحت الكاء التى اشتهرت باسم جنة التصوير تحت الماء، خاصة وأن في الأعماق أكثر من ضعفي الكائنات البحرية التى يمكن أن نجدها في البحر الاحمر.

يستقطب جناح بابوا غينيا الجديدة المستثمرين ورجال الأعمال للشراكة والتعاون والاستثمار فيها، حيث أنها أرض بكر في حاجة إلى بنية تحتية، وتأسيس مطارات للاتصال جوي لكافة الوجهات العالمية الرئيسية، ومازلت تحتاج إلى طرق بالإضافة إلى اتصال بالشبكة الدولية للاتصال. لذلك تحتاج إلى مستثمرين وخبراء يساعدوها في تخطيط وتقديم نظام بطريقة مستدامة، لتحقيق مكاسب متبادلة كما تحتاج إلى خطط تحترم وتدعم الحفاظ على البيئة حتى تتمكن من الاستمرار في السلام والتعايش في توازن مع الطبيعة كجزء من جدول الأعمال العالمي لإنقاذ كوكب الأرض من التدمير الذاتي، والتصدي للتغير المناخي الذي يسعى العالم لتفاديه وإعادة التوازن البيئي لمساره الصحيح.

كما تروج بابوا غينيا نفسها عبر جناحها بأكسبو كدولة واعدة، لها رؤية لتصبح في مصاف الدول الغنية والمستدامة، وذلك من خلال نبذة عن فيلم يوثق أول رحلة بحرية من نوعها في العالم بشكل تقليدي بهدف ذكر الموروث الثقافي وترسيخ مفهوم الحضارة، مع تحديد ركن خاص للمشغولات اليدوية والصناعات الحرفية المتنوعة ذات الطابع المحلي والمصنعة من الخامات الطبيعية التى تعود إلى البيئة الخضراء