سيستقبل قريبًا مستأجرا جديدا: قطة

جو بايدن وتحديات رئيس «عادي»...!

جو بايدن وتحديات رئيس «عادي»...!

-- بعد رئاسة جميع التجاوزات، قد يواجه الديمقراطي صعوبة في جذب الانتباه
-- على عكس أسلافه، لم يعقد أي مؤتمر صحفي كبير خلال أسابيعه الأولى في البيت الأبيض
-- أراد إحداث التباين بينه وبين سلفه بإصدار عشرات المراسيم
-- ستستمر رئاسة ترامب وآثارها في التأثير على فترة ولايته


   قد تكون العودة إلى حالة طبيعية ما مخيفة وتعطي انطباعًا بالفراغ. من خلال خلافة رئيس متهور وغير منتظم ومندفع رفض الاعتراف بهزيمته، يجلب جو بايدن بعض الصفاء إلى واشنطن. فلا تغريدات عدوانية، ولا رؤوس ترقص بوتيرة محمومة: يمكن للصحفيين والمسؤولين المنتخبين والمسؤولين الآن أن يأملوا في الاستمتاع بعطلات نهاية الأسبوع، دون الحاجة إلى مراقبة تويتر حيث غالبًا ما يتحدث دونالد ترامب بأحرف كبيرة.

لكن بالنسبة لجو بايدن، فإن خطر عدم جلب الاهتمام، والظهور بلا طعم، أصبح فجأة موجودًا. وفي حين صنع دونالد ترامب التاريخ كأول رئيس أمريكي يتعرض مرتين للمساءلة، يمكن للديمقراطي أن يتباهى أيضًا بأولى: في سن 78، هو الأكبر سنًا الذي يتولى المنصب... خصوصية يسعى إلى أن يُنسي الناس فيها.

عودة الإحاطة الصباحية
   منذ اليوم الأول لرئاسته، كان الديمقراطي مفرط النشاط، وعازمًا على طي صفحة ترامب. أراد إحداث التباين بإصدار عشرات المراسيم. وكانت أولى أولوياته بعد ذلك زيادة خطته التحفيزية إلى 1900 مليار دولار للتخفيف من عواقب الوباء. ومنذ يوم الأربعاء، تم إنجاز ذلك، نجاح تشريعي يمكنه التباهي به. كما أن أجندته لم تهتز الا قليلاً بسبب محاكمة عزل ترامب، التي أغلقها مجلس الشيوخ في غضون أسبوع قصير.
   يعرض جو بايدن أولوياته، ويحدد المواعيد والوعود بالحصول على جرعات من اللقاح لجميع الأمريكيين بحلول نهاية مايو. كما أعاد التواصل بالموجز اليومي للرئيس الصباحي، وأخذ كلابه معه إلى البيت الأبيض -حتى حادثة العضة الأخيرة -وسيستقبل قريبًا مستأجرا جديدا: قطة... غير انه يقود رئاسته كما قاد حملته: دون بريق حقيقي أو جرأة. الانضباط وضبط النفس -أيضًا وسيلة لتجنب الأخطاء الفادحة -يميز جو بايدن، هل هذا عيب؟
    يريد غالبية الأمريكان أن يكون رئيسهم “رئاسياً”، خاصة في أوقات الأزمات التاريخية المتعددة. الزعامة والكفاءة والكرامة والتعاطف، كلها خصائص الرؤساء الأمريكيين “العاديين” وبالتأكيد أقواها.

   يمتلك الرئيس بايدن كل سمات الشخصية هذه، وترصّع نماذج منها قصة حياته التي تتسم بالتواضع والمأساة، إلى جانب خبرته الواسعة ومعرفته بالحكومة”، تعلق باربرا أ. بيري، الخبيرة في الرئاسة والمحكمة العليا للولايات المتحدة، وكاتبة السيرة الذاتية لعائلة كينيدي، ورئيسة مركز الدراسات الرئاسية في جامعة فيرجينيا. بالنسبة لها، سبق ان كان جو بايدن قادرًا على وضع وتنفيذ سياسات فعالة وموجهة جيدًا.
   إلا أن الأستاذة تُذكّر بالتحديات التي تنتظره: استعادة المعايير الرئاسية التي دمرها ترامب، والعمل مع مجلس الشيوخ المنقسم، ومواجهة حزب جمهوري معيق، وإيجاد حلول وسط مع الجناح الأكثر تقدمية في حزبه. ولكن أيضا “محاربة نظريات المؤامرة المدمرة، ودحر العناصر المتمردة العنيفة التي سيطرت على مبنى الكابيتول في 6 يناير».

   ستستمر رئاسة ترامب وآثارها في التأثير على فترة ولايته، “لكن الشعب الأمريكي صوّت بأغلبية ساحقة لمقاربة مختلفة، لكنها تقليدية، للرئاسة، بعد الفشل الذريع للرئيس الخامس والأربعين في التعامل مع أسوأ الكوارث التي حلت بالولايات المتحدة منذ الحرب الأهلية الأمريكية في سنوات 1860”، تُذكّر باربرا أ. بيري.

غياب مؤتمر صحفي كبير
   يعمل جو بايدن الآن مع كونغرس يحتل فيه الديمقراطيين الأغلبية في المجلسين. لكن هذه الأغلبية هشة للغاية. يتألف مجلس الشيوخ، المسؤول بشكل خاص عن المصادقة على التعيينات المهمة، من 50 سيناتورا من الجمهوريين و50 من الديمقراطيين، وفي حال التعادل، فإن التصويت المرجّح لنائب الرئيس كامالا هاريس، يرجّح كفة الميزان. وقد اضطر جو بايدن إلى التنازل عن تعيين نيرا تاندين، التي كان ينوي أن تكون رئيسة لميزانية البيت الأبيض لأن ديموقراطي أعلن أنه لن يصوت لها.
   إن جو بايدن رئيس بلا ضجة وضبط النفس بشكل دائم؟ غير نمطي أيضًا. وقد قامت سي ان ان بعملية حسابية: إنه الوحيد من بين آخر 15 رئيسًا للولايات المتحدة لم يعقد مؤتمرًا صحفيًا منفردًا في الشهر الأول من رئاسته. ما السبب الذي قدمه مدير الاتصال في البيت الأبيض؟ كان هدفه هو انتظار الكونجرس حتى يصادق على حزمة التحفيز العملاقة البالغة 1.9 تريليون دولار، وان يتلقى الأمريكيون المتأثرون بـ “كوفيد-”19 شيكاتهم الأولى... هل ستبدأ حقبة بايدن الجديدة بعد ذلك؟ ربما.