-- الانتخابات المحلية في جورجيا، تأخذ بعدًا خاصًا
-- أفضل حليف للمرشحين الديمقراطيين يمكن أن يكون ... دونالد ترامب
-- يفصل الحزب الديمقراطي مقعدين للسيطرة على مجلس الشيوخ

رافائيل وارنوك هو أحد الرجال الذين، عند رؤيتهم على منصة، يقال إنهم يجذبون النور. هذا القس الأسود البالغ من العمر 51 عامًا، ذو لحية صغيرة، ونظارة رفيعة وكأنها لمفكر، يثير عاصفة من التصفيق بمجرد أن يأخذ الكلمة، حتى عندما يفعل ذلك في اجتماعات صديقه جون أوسوف، المرشح الديمقراطي الآخر لانتخابات مجلس الشيوخ في جورجيا الخامس من يناير.
   لا يتحرّج أوصوف من حضوره الطاغي، لأن القس يمنحه جرعات من النجاح الجماهيري، وفهم أن نجاحهما المشترك يتوقف على هذا البطل الاستثنائي في الاتصال الذي هو رافائيل وارنوك. إنهما تقريبا بطاقة واحدة، كما هو الحال في الانتخابات الرئاسية.
   تنظيم جولة ثانية بعد شهرين من الانتخابات لترشيح سناتورين اثنين عن ولاية جورجيا، يعود الى أنه في الثالث من نوفمبر، لم يتجاوز أي من المرشحين 50 بالمائة.

وينص قانون الانتخابات الأمريكي على أن هناك “جولة إعادة”، انتخابات جديدة.
   وهذه الانتخابات المحلية، وهي الوحيدة التي ستجرى هذا العام، تأخذ بعدًا خاصًا: بوجود 48 عضوا منتخبا في مجلس الشيوخ، يفصل الحزب الديمقراطي مقعدين عن التساوي مع الجمهوريين الذين فازوا بـ 50.

   وإذا كان الأمر كذلك، فإن نائب الرئيس كامالا هاريس، التي تشغل دستوريًا منصب رئيس مجلس الشيوخ، ستحوّل الأغلبية لصالح مؤيدي جو بايدن، وتمنع الجمهوريين، في مجلس الشيوخ، من ازعاج الرئيس الجديد من خلال الطعن، على سبيل المثال، في ترشيحاته، أو بعرقلة بعض قراراته.
ترامب أفضل حليف لهم؟

   كل هذا يتوقف على النتيجة التي سيحصل عليها القس وارنوك وزميله جون أوسوف في 5 يناير. ولن يكون الرهان يسيرا: خسر أوسوف في الجولة الأولى على يد المرشح الجمهوري المنتهية ولايته ديفيد بيرديو: 49 فاصل 7 بالمائة مقابل 47 فاصل 9 بالمائة. وإذا تقدم القس رافائيل وارنوك أمام منافسته كيلي لوفر بنسبة 32 فاصل 9 بالمائة مقابل 25 فاصل 9 بالمائة، فإن هذه الأخيرة قد تستفيد في 5 يناير من انسحاب مرشح ثالث حصل على 20 بالمائة من الأصوات.   

ومع ذلك، لا ينطلق القس مهزوما. أولاً، لأنه يستطيع الاعتماد على وضعه الاجتماعي وعلى كاريزماتيته. فهو، على غرار نموذجه، ناشط مشهور في مجال الحقوق المدنية. وفي كنيسته إبنيزر بابتيست في أتلانتا، حيث يُعتبر وريثًا لمارتن لوثر كينغ الذي كان مسؤولاً في نفس مكان العبادة هذا، تثير خطبه النارية مئات الاتباع كل أسبوع.     وأكسبه نشاطه المتشدد في ظل رئاسة ترامب إقامة في السجن لكونه من قيادات مظاهرة ضد التخفيضات في المساعدة الاجتماعية للفقراء، وخاصة السود. كما جمع حشودًا كبيرة في عاصمة جورجيا بعد اغتيال جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس.

   والغريب، أن أفضل حليف للمرشحين الديمقراطيين في جورجيا يمكن أن يكون ... دونالد ترامب. غاضبًا من الانقلاب الذي حدث في جورجيا، والذي أعطى فوزًا لمرشح رئاسي ديمقراطي لأول مرة منذ عشرين عامًا، جر ترامب بكياسته المعتادة في الوحل كاتب الدولة براد رافينسبيرغر وحاكم جورجيا، بريان كيمب، وهما جمهوريان. من خلال التشكيك في موثوقية آلات الاقتراع التي نصباها، واتهامهما بسرقة “آلاف الأصوات” منه.

   وبما أن هذه هي نفس وحدات التحكم في التصويت الإلكتروني التي سيتم استخدامها في 5 يناير، فقد دعا العديد من مسؤولي الدولة الجمهوريين ناخبيهم إلى مقاطعة الاقتراع حتى لا يكونوا شركاء في مزيد التزوير.
   لم يكن جون أوسوف والقس وارنوك يأملان فيما هو أفضل من هذا لمخالفة الأرقام... وهكذا يهديان جو بايدن أغلبية غير متوقعة في مجلس الشيوخ.