ظهرت حليقة الشعر تضامنا مع مرض والدتها

جويل حاتم: شعرتُ بالإهانة، ولكنني لن أنكسر

جويل حاتم: شعرتُ بالإهانة، ولكنني لن أنكسر

أطلت اللبنانية جويل حاتم، طليقة الفنان جورج الراسي وأم ابنه حليقةَ الرأس، تَضامُناً مع والدتها المصابة بالسرطان، ووجهت رسالة لوم وعتب إلى مَن تخلّوا عنها وبينهم طليقها الراسي.عن مرض والدتها وابنها فيكان مع جويل  الحوار الآتي:

• ما الأسباب التي دفعتْك لنشر صورة لك على (تيك توك) و(إنستغرام) وانت حليقه الرأس وشكوتِ مَن تَخَلّوا عنك في وقت الشدة؟
- يهمّني أن أشير أولاً إلى أنه لا توجد لديّ حسابات على (تيك توك) و(إنستغرام) و(فيسبوك) لأنني أقفلتُها، بل نشرتُ الصورة على (إنستا - واتساب).
ولدي 5000 شخص على قائمة الاتصالات، وربما انتشر الخبر على بقية مواقع التواصل الاجتماعي عبر أحد هؤلاء الأشخاص، ولا أعرف إذا كان هناك مَن يستخدم اسمي على تلك المواقع.

• هل يمكن أن نعرف شيئاً عن التفاصيل المؤلمة التي شكوتِ منها؟
- سأشرح القصة من البداية، والغلطة التي ارتكبتُها. يُعرف عني أنني أتكلم بالسياسة وأهاجم كثيراً (حزب الله). وقبل شهرين وصلتْني الكثير من التهديدات عبر التلفون، وكنت يومها استخدم (الإنستا)، فغضبتْ والدتي مني كثيراً وضربتْني.
التهديدات لم تكن من الحزب، ومن المعيب أن أتهمهم لأنهم سألوا عني. وبسبب جنوني نتيجة ضرب أمي لي نشرتُ الفيديو (عن الحزب) على (الإنستا).
تلقيتُ مجدداً اتصالات عبر الهاتف فردت والدتي عليهم وقالت (ابنتي خوتة ومجنونة). ثم دخلتُ المستشفى وبقيت فيه أسبوعاً وتلقيت علاجاً نفسياً، وعدت إلى البيت شخصاً مختلفاً تماماً.

• لماذا دخلتِ المستشفى؟
- كنت منهارة. الكل يعرف الأوضاع التي يمر بها لبنان والتي أثّرت علينا جميعاً. كنت قد ظهرت على شاشات التلفزيون وتصرفتُ بطريقة غبية، وكذلك عبر (السوشيال ميديا)، ولم أكن سعيدة بكل ما قلته.
ولن أكذب أن ابني مصاب بمرض Neurofibromatosis (الورم الليفي العصبي)، وهذا الأمر أعلن عنه للمرة الأولى، وقد عرفنا إصابته بهذا المرض قبل 3 أعوام، وهو مرض نادر.
تبين أن هناك ورماً في رأسه، والحمدلله أنه لم يكبر. والدي طبيب واستطعنا اكتشافه في مرحلة البدايات، وهو يستعين حالياً بـ(كورسيه) (مشد).
وبعد عودتي إلى البيت من المستشفى، علمنا أن والدتي مصابة بمرض السرطان في الرئتين، فشعرتُ بأنني السبب في مرضها، ولكن الطبيب النفسي أكد لي أن لا علاقة لي بالموضوع. هي خضعت لعملية جراحية وتم استئصال إحدى رئتيها، وخلال العملية اكتشفوا وجود ورم آخر خبيث بجانب الرئتين، ولذلك كان يجب أن تقص شعرها بسبب العلاج، ولكنها رفضت وقالت أفضّل الموت على العذاب وقص شعري ومعرفة الناس بمرضي، خصوصاً أن نظرة الناس لا ترحم. فما كان مني إلا أن قصدتُ حلاقاً رجالياً في اليوم الثاني وحلقتُ شعري، مع أنني أحبه كثيراً، وقلتُ لأمي إنني سأكمل حياتي اليومية وأنا حليقة الرأس، وسنكون معاً يداً بيد.

• أي أنك حاولتِ تشجيع والدتك على حلق شعرها؟
- نعم. ليس عيباً أن نكون حليقي الرأس. الكل يعرف أنني أحب شعري وأهتم به كثيراً، والشعر لا يلبث أن ينبت.

• لا نحسب أنك تعرفين أن الفنانة شيرين عبدالوهاب ظهرت في أول حفل لها وهي حليقة الشعر؟
- نعم. والدتي أجنبية والمجتمع الذي نعيش فيه لا يتقبل هذا الأمر. وأنا حاولتُ أن أؤكد أن هذا الأمر ليس عيباً.

• لمَن وجهتِ اللوم والعتاب؟
- لبعض الأصدقاء الذين كانوا يلازمونني دائماً واختفوا كلهم فجأة. أنا كنت أشتم حزب الله، ولكنني توقّفتُ، وكثيرون ممن يؤيدون الحزب سألوا عن والدتي وتمنوا لها الشفاء. ولذلك، قررتُ عدم التصويت في الانتخابات النيابية ولا أريد تعاطي السياسة، لأن أحداً لم يسأل عني.
مثلاً، جورج الراسي لم يتصل بي و(بعدو عاملي بلوك)، بل اكتفى بالاتصال ببيت أهلي. اتصل على الهاتف الأرضي وقال لي (إذا كنتِ بحاجة للمساعدة تواصلي معي). وأنا شعرتُ بالإهانة. ولكنني لن أنكسر. حتى لو أنني عشت معه عاماً واحداً كان يفترض أن يتصرف بطريقة مختلفة. حتى أهله لم يتصلوا بي، مع أنني أنجبت حفيدهم. أنا أتمنى له كل الخير ولكن يكفي. لن أهتم لشيء.

• وكيف هو وضع والدتك؟
- علينا أن نتكل على الرب. يجب أن تخضع للعلاج مرة كل أسبوعين. ويجب أن أكون قوية كي أمدها بالقوة.

• وهل وضع ابنك جيد؟
- الحمد لله. هو يرتدي (كورسيه)، إلى أن يبلغ الـ14 من عمره، وبعدها سنعرف إذا كان بحاجة إلى عملية جراحية في الظهر أم لا. هو يتابع دراسته بشكل عادي ويلعب مع رفاقه.

• وهل ابنك يعيش معك؟
- طبعاً! ولكنني أرسلته إلى بيت شقيقتي كي لا يتأثر بالأجواء التي نمرّ بها حالياً في البيت.

• ما الرسالة التي ترغبين في توجيهها إلى الناس؟
- (الضربة اللي ما بتقتلك بتقوّيك). ما دمنا على قيد الحياة، هناك أمل.