جيروساليم بوست: الموساد نجح تكتيكياً وفشل استراتيجياً في تخريب نطنز
تساءلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، هل فشل جهاز الموساد أقصى ما في وسعه لإبطاء برنامج إيران النووي، باستهداف منشأة نطنز الإيرانية في الأسبوع الماضي، رغم الأضرار التي طالتها؟.
وقالت الصحيفة: “أياً كانت الجهة المخربة للبرنامج النووي الإيراني في 11 أبريل، فإنها فعلت ذلك لتحقيق هدفين، أحدهما تأخير سرعة إيران في تنفيذ وتطوير البرنامج النووي، حيث يزعم أن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم ستكون خارج الخدمة أو غير صالحة للاستعمال لمدة 9 أشهر».
أما الهدف الثاني وهو الأهم فكان “القضاء على تفوق طهران في المفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى العالمية، حتى تشعر واشنطن بضغط أقل للإسراع بالعودة إلى الاتفاق النووي 2015، والعودة إليه فقط إذا ما حصلت على تنازلات كبيرة من إيران».
واعترفت إيران، بعد نفي مبدئي، بخسارة الآلاف من أجهزة الطرد المركزي بالإضافة إلى جوانب واسعة من شبكة الكهرباء منذ الحادثة، رغم ادعائها بعد ذلك تحقيق قفزة كبيرة في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60%.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية، أن “هذه القفزة، إذا حصلت، يمكن أن تجعل المرشد الإيراني علي خامنئي، أقرب بكثير إلى امتلاك سلاح نووي، مما كان عليه قبل عملية نطنز».
ولكن المصادر المطلعة على الأمر، والتي تحدثت إلى “جيروزاليم بوست”، لا تعتقد أن خامنئي باتت يملك هذه القدرات بعد نجاح تخريب نطنز، قائلين إنها “مجرد دعاية إيرانية فارغة لحفظ ماء الوجه، ومحاولة للحفاظ على شعور زائف بالضغط على الولايات المتحدة في المفاوضات».
وعبر رئيس مخابرات الجيش الإسرائيلي السابق أهارون زئيفي فركاش، ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي ديفيد أولبرايت، عن مزيج من الشك في الكيفية التي يمكن بها لإيران تحقيق مثل هذا المستوى العالي الجديد من التخصيب بعد تعرضها لضربة شديدة في نطنز، رغم أن كلاهما قال إنه يعمل بالاعتماد على التقديرات العامة فقط.
وحديثاً، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، أن إيران حققت بالفعل مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% باستخدام أجهزة طرد مركزي جديدة ومتقدمة، على ما يبدو، لم تكن بين تلك التي خرجت عن الخدمة في 11 أبريل (نيسان).
ولفتت الصحيفة إلى أن سبب نجاة الأجهزة، ومصدر الطاقة المُستخدم في تشغيلها، لا يزال مجهولاً. وبحسب الصحيفة، جعلت عملية الموساد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرك أكثر أن “الأهمية القصوى الآن في المفاوضات باتت للسرعة، قبل أن يؤدي أي تخريب جديد إلى مزيد من الاضطرابات».
واختمت الصحيفة قائلة إن عملية 11 أبريل (نيسان) إضافة إلى رد فعل خامنئي، ربما لم تحقق أهداف سياسة إسرائيل الأوسع نطاقا، والمتمثلة في دفع الولايات المتحدة نحو أخذ وقت أطول للتوصل إلى اتفاق أكثر صرامة مع إيران.
مضيفة ورغم ذلك “ربما نجحت هذه العملية الاستخباراتية المعقدة تكتيكياً، لكنها فشلت استراتيجياً”، معتبرة أن الفترة المقبلة ستوضح “إذا كان تخريب نطنز يستحق كل هذا العناء أم لا».