حاصبيا اللبنانية.. بلدة جنوبية تحاول النأي بنفسها عن نيران الحرب
عند الغسق، تبدأ دوريات متطوعة في بلدة حاصبيا جنوب لبنان، الواقعة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، حيث يراقب السكان الطرقات ويبلغون الشرطة بأي أنشطة مشبوهة.
البلدة، التي يقطنها دروز ومسيحيون، تواجه تحديًا مزدوجًا، منع قوات حزب الله من دخول البلدة ومنع إسرائيل من اعتبارها هدفًا عسكريًّا، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز».
الصراع بين حزب الله وإسرائيل تجاوز منطقة الحدود ليشمل مناطق شاسعة من جنوب وشرق لبنان، حيث تعرضت قرى الجنوب للقصف الإسرائيلي، في حين أطلق حزب الله صواريخه باتجاه إسرائيل.
حاصبيا، كباقي البلدات الجنوبية، تشعر بآثار هذا الصراع المستمر، إلا أنها تسعى جاهدة لحماية سكانها من تداعيات الحرب التي تشتد مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ومنذ اندلاع الاشتباكات، تواصل قادة محليون من حاصبيا مع قيادات حزب الله، طالبين منهم عدم إطلاق الصواريخ من داخل البلدة لحمايتها من الردود الإسرائيلية.
وقال غسان حلبي، نائب رئيس البلدية: “استغرق بناء هذه البلدة سنوات، ولا نريد تدميرها في دقائق. نريد حماية بلدتنا وأمن سكاننا”.
في محاولة للحفاظ على الأمن، شكلت حاصبيا “مجموعة مراقبة للأحياء” تتألف من متطوعين يساعدون الشرطة المحلية ويطبقون حظر التجول.
وقد أضافت البلدة أيضًا مجموعة على تطبيق “واتساب” لتسهيل تبادل المعلومات بين السكان حول أي أنشطة مشبوهة.
إلا أن السكان يعترفون بأن جهودهم المتواضعة لن تكون كافية إذا تصاعد الصراع وأصبحت البلدة هدفًا مباشرًا للقوات الإسرائيلية أو لغاراتها الجوية.
ومع ذلك، تأمل حاصبيا في أن تساعد هذه التدابير على تحذير السكان وتجنب وقوع البلدة تحت نيران الصراع بين حزب الله وإسرائيل.
في ظل تزايد عدد اللاجئين من المناطق المتضررة المحيطة، تُعتبر حاصبيا ملجأً مؤقتًا للبعض، مثل: محمد فارس، الذي لجأ إلى البلدة بعد هروب عائلته من غارة جوية إسرائيلية قتلت تسعة من جيرانه في بلدة شبعا المجاورة.
ومع استمرار التصعيد، بات السكان يخشون أن يكون القصف الذي تتعرض له البلدات الأخرى مؤشرًا على مصير حاصبيا، لا سيما بعد قصف بيت ضيافة في البلدة أسفر عن مقتل ثلاثة صحفيين لبنانيين، في أول ضربة ضمن حدود البلدة منذ بداية الصراع.
قال نايف الحسنية، أحد سكان حاصبيا: “نحن لا نريد سوى الاستقرار، ليس لدينا صواريخ هنا، ولا نريد مشاكل مع أحد”.
وفي كل ليلة، يشاهد الحسنية ومواطنوه من فوق منازلهم الوميض البعيد للغارات الجوية الإسرائيلية، متسائلين: “هل ستطالنا الحرب؟”