يعيش نحو مليون شخص في مجاعة

حرب النخب على الغذاء العالمي.. أمر جائر

حرب النخب على الغذاء العالمي.. أمر جائر


منذ بضعة أشهر، شاعَت أنباء عن اندلاع حرائق “مشبوهة” في مصانع إنتاج الأغذية. وفحوى الأنباء أن هذه المواقع تعرّضت للتخريب لتعطيل إمداد الأغذية. والأرجح أن هذه القصة خطأ. لكنّ هذا لا يعني أن لا جهود مبذولة من النخبة في الغرب هدفها إفقار الفلاحين.

فقد عَرَضَت غالبية وسائل الإعلام تقارير عن مسؤولين هولنديين يغلقون نحو 3 آلاف مزرعة في هولندا التي تُعدُّ ثاني أكبر دولة مُصدِّرَة للمنتجات الزراعية من حيث القيمة، ولو أنها أكبر بقليل من ولاية ميريلاند من حيث المساحة، لإلزامها بالامتثال لقوانين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المعمول بها في الاتحاد الأوروبي.

ومن المحتمل إغلاق ما يربو على 11 ألف مزرعة، وإجبار 17 ألف مزرعة أخرى على خفض أعداد الماشية لديها بقدرٍ كبير.
وفي جانبنا من المحيط الأطلسي، نجد الأشرار مشغولين أيضاً. فقد أفاد موقع Just the News بأن وكالة حماية البيئة الأمريكية تُضاعِف التكلفة النظامية لانبعاثات الكربون في سياق حربٍ جديدة على الوقود الأحفوري بأنواعه، وهي بطبيعة الحال حرب على إمدادات الغذاء.

وصرَّحت النائبة العامة لولاية لويزيانا ليز موريل في المدونة الصوتية لتقارير جون سولومون قائلةً: “إذا فكّرت في حقيقة أنهم سيفرضون عامل التعويضات هذا، لنفترض على المزارعين، لمجرد أنه يسري على الأسمدة، فالأسمدة تُصْدِر أكسيد النيتروس. ولذلك فهي من العوامل الكبيرة المساهِمَة في تلوث البيئة.

وإذا كانت كل عائلة مزارعة ستضطر إلى أن تدفع أكثر للحصول على الأسمدة لمحاصيلها التي تمدنا بالغذاء، فكيف سينعكس ذلك على أسعار الأغذية؟».
هل هذه محض صُدَف وأحداث منعزلة لا صلة بينها مطلقاً؟ تساءل موقع issuesinsights.com الأمريكي في افتتاحيته، وأجاب بقوله:
هذا أمر جائز، ولكن...

• المزارعون الأمريكيون على قناعة بأن “تدخلات الحكومة تُهدد قوت يومهم والأمن الغذائي للأمة كلها».
• كتب جيمس ميجز في صحيفة “سيتي جورنال” يقول: “سياسات الطاقة النظيفة غير الواقعية في أوروبا - ومعاداة إدارة الرئيس بايدن للإنتاج الأمريكي للطاقة - تُفاقم حالات نقص الطاقة. وفي ظل ارتفاع أسعار الطاقة، سيُعاني إنتاج الطعام وتوزيعه الأمرين».

• ثمة أناس بشعون على مستوى العالم يقترحون علينا أن نقتات على الحشرات عوضاً عن الأغذية التي نستمتع بها، ولسان حالهم يقول: “إما أن نقتات على الحشرات، رغم طعمها البشع، وإما أن نتضور جوعاً – فقد آن أوان الاختيار تقريباً الآن».

• أضافَ البيت الأبيض أراضي زراعية إلى برنامج المحافظة الاحتياطي الذي يشجع المزارعين على أن يتركوا أراضيهم تبور. يقول الكاتب جون ماك غليون من صحيفة “واشنطن تايمز” إن هذا جزء من موجة أوسع نطاقاً على مستوى الحكومة بأسرها لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2030. ومن اللافت أن هدف إدارة الرئيس بايدن شبيه جداً بهدف الحكومة الهولندية.

• اقترح رئيس الوزراء الكندي جاســـــــــتن تــــرودو قواعد من شأنها “القضاء على الزراعة الكندية».
• وردَ في تقرير لصحيفة “إيبوك تايمز” الأمريكية أنه “حتى بالتزامن مع شدة النقص في الأغذية، تتخذ الحكومات، بما في ذلك حكومة بايدن، إجراءات أكثر صرامة تطال الإنتاج الزراعي. وفي حين أن الهجمات التي تستهدف الزراعة والصناعات المرتبطة بها تبدو مختلفة باختلاف الدول، كثير من الخبراء يقولون إن هذه سياسة عالمية مُنسَّقَة تروِّج لها منظمة الأمم المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي والاتحاد الأوروبي وغير ذلك من المؤسسات الدولية المؤثِّرَة العازمة على إحداث تحولٍ في الحضارة برمتها».

• صرَّحَ معهد هارتلاند بأن “إدارة الرئيس بايدن شنّت هجوماً من اتجاهات متعددة على منظومة إنتاج الأغذية لدينا».
وقالت الافتتاحية: “تبين لنا أن كل هذه الأحداث تتزامن مع “تضاعُف أعداد الناس المُتأثرين بالجوع خلال السنوات الثلاثة الأخيرة”، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، “إذ يعيش نحو مليون شخص في مجاعة، وأصبح الجوع والموت جوعاً حقيقية يعيشه البشر يوميّاً».

وأضافت الافتتاحية “لا بد أن هذه الأفكار كلها ترضي أولئك المتوحشين المُتأنقين الذين يحضرون المنتدى الاقتصادي العالمي، وهي مؤسسة بشعة أعلنت صراحة عن مخاوفها بشأن الزيادة السكانية العالمية، وأصدرت في وقـــــت سابق من العام الجاري تحذيراً من أن “إيقــــــــاف النمو”، أي تقــــــــويض الاقتصادات بدلاً من تنميتها، “قــــــــد يقتضي من ســــــــكان الدول الثرية أن يغيروا أنظمتهم الغذائية ويعيشـــــــــوا في بيوت أصغر ويقــــــــودوا سياراتهم بوتيرة أقــــــــل ويقللـــــوا من أسفارهم».

ليت أبناء المنتدى الاقتصادي العالمي مجرد مجموعة هامشية ليس لها تأثير، تقول الافتتاحية، لكنهم ليسوا كذلك، و”إنما يشكلون نقابة مُموَّلَة تمويلاً سخيّاً من مجموعة من الأتباع النافذين».

هل يعقل أن النخبة تريد أن تقلص سكان العالم بخلق مجاعة من صنع البشر؟
 تتســــــاءل الافتتـاحيـة، كانت هناك جماعـــات، منذ عقود طويلة، لا غاية لها سوى كبح نمو أعداد السكان في العالم أجمع.
وتعامل معهم السياسيون ووسائل الإعلام على أنهم يمثلون مؤسسات حسنة النوايا لديها قضية منطقية.
وإلى الآن، لم تلحق تلك الجماعات أي ضرر. ورغم ذلك، فهي في موقع قوي الآن يسمح لها بأن تتحرك إلى ما يتجاوز الخطابة وحسب.
 والعلاقات القوية التي تربط تلك الجماعات بمفكرين وسياسيين لهم ثِقل كبير يشاطرونها أفكارها تجعلها خطرة، وفق الافتتاحية.