الجيش الإسرائيلي: نتوقع محاولة تسلل جديدة

حزب الله يستعرض عضلاته في لبنان.. ويستسلم أمام إسرائيل

حزب الله يستعرض عضلاته في لبنان.. ويستسلم أمام إسرائيل


يعيش حزب الله في لبنان لحظة ضبط نفس ممتدة منذ أشهر، يهدد إسرائيل بالويل والثبور، لكنه يمنع عناصره من الحرب. بالمقابل يدور إلى الداخل اللبناني مستعرضاً عضلاته، يبطش بالناس ويمنع عنهم التيار الكهربائي والمعيشة الكريمة، ويسبب لهم الفقر وخسارة أموالهم، يعود إلى الضربات الإسرائيلية التي تلاحق عناصره ومحوره، فيجلس مسالماً كأنه لم يهدد ولم يعلن الويل والثبور.

يدير حزب الله لبنان عبر حكومة حسان دياب على مبدأ أن ما له هو ملكه، وما لغيره هو ملكه أيضاً، يسيطر على مادة الوقود التي تستعمل لتوليد التيار الكهربائي ليبيعها بالعملة الصعبة في سوريا. ويفتح البلد بالكامل فينتشر وباء كورونا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ومن ثم يقرر إغلاق البلد أربعة أيام وبعدها فتحه ليومين ليعود ويغلقه لأربعة أيام بحجة كورونا، رغم أن الكل في بيروت يدرك أن الإغلاق ومنع الناس من التحرك سببه اقتراب السابع من أغسطس (آب) موعد إعلان المحكمة الخاصة بلبنان حكمها باغتيال رفيق الحريري، الجريمة التي نفذها عناصر حزب الله.

بالنسبة لأكثرية اللبنانيين، تحول حزب الله إلى مسبب رئيسي للأزمات، فإرهابه وجرائمه والعقوبات التي تلاحقه أثرت على المداخيل الخارجية والدعم العربي والدولي، والقوى السياسية الحاكمة استقوت بسلاح الميليشيات لتقمع التظاهرات، وتهدد الناشطين وتضعهم بالسجون. حزب الله وحلفائه جميعاً دون استثناء (حتى الذين يعادونه ببعض الملفات) تركوا اللبنانيين يعيشون الجوع والفقر.

وعدا عن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية وانهيار العملة اللبنانية وما تبعها من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، يأتي تقرير لمنظمة “أنقذوا الأطفال” (سايف ذي تشيلدرن)، ليزيد رعب اللبنانيين، التقرير يحذر من أن نحو مليون نسمة في منطقة بيروت لا يملكون المال الكافي لتأمين الطعام، أكثر من نصفهم من الأطفال المهددين بالجوع جراء الأزمة الاقتصادية المتمادية في لبنان.

وأوردت المنظمة في تقرير أنه “في بيروت الكبرى، 910 آلاف شخص بينهم 564 ألف طفل لا يملكون المال الكافي لشراء احتياجاتهم الرئيسية».
وقال مدير المنظمة بالوكالة في بيروت جاد صقر “سنبدأ بمشاهدة أطفال يموتون جوعاً قبل حلول نهاية العام الحالي”، مضيفا “تضرب الأزمة الجميع، العائلات اللبنانية كما اللاجئين الفلسطينيين والسوريين على حد سواء».

ودفع الاقتصاد اللبناني “المنهار” وفق التقرير “أكثر من نصف مليون طفل في بيروت إلى الكفاح من أجل الحياة أو الذهاب إلى الجوع”، وقال إن عائلاتهم غير قادرة على تأمين حاجاتهم الأساسية من طعام وكهرباء ووقود ومستلزمات صحية ومياه.
فيما يقوم عناصر حزب الله على وسائل التواصل الاجتماعي باستعراض رواتبهم التي قبضوها بالدولار، بشكل مهين للناس الذي لم يتمكنوا من تأمين مستلزماتهم اليومية من خبز ومواد أولية.

ويشهد لبنان الانهيار الاقتصادي الأسوأ في تاريخه الحديث، خصوصاً مع خسارة الليرة أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها أمام الدولار، ما تسبب بتآكل القدرة الشرائية، وبات نحو نصف اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر.
وحثّت منظمة “أنقذوا الطفولة” الحكومة في بيروت، التي عقدت جلسات تفاوض غير مثمرة مع صندوق النقد الدولي بهدف الحصول على دعم، على وضع آليات لتأمين الحاجات الأساسية للفئات الأكثر ضعفاً.

هذا وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يعتقد بأنه إذا ما كان حزب الله اللبناني يعتزم القيام بمحاولة تسلل أخرى عبر الحدود بين الجانبين فإنه سيفعل هذا قبل عطلة عيد الأضحى.

وأشارت إلى أنه بوجه عام فإن المؤسسة الأمنية والعسكرية تعتقد أن “حزب الله” سيقوم بمحاولة أخرى لتنفيذ هجوم عبر الحدود قبل العيد. ولا يزال الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى على الحدود الشمالية، رغم عدم نشر قوات أو أهداف عسكرية أخرى على الحدود نفسها حتى لا تكون أهدافاً لحزب الله.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه تقرر إرسال المزيد من التعزيزات للمنطقة الشمالية، وذلك غداة إعلان إسرائيل إحباط محاولة تسلل عناصر من حزب الله في مزارع شبعا. ونفى حزب الله حدوث أي اشتباك من طرفه مع الجيش الإسرائيلي.

وجاء التوتر الحدودي بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي تعزيز قواته على الحدود الشمالية، بعد تهديدات من حزب الله بالرد على اغتيال إسرائيل لأحد قادته في سوريا حديثاً.

وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية، وقال :”كل ما يحدث حالياً هو نتيجة محاولة إيران ووكلائها في لبنان التموضع عسكريا في منطقتنا ... و(حسن) نصرالله (أمين حزب الله اللبناني) يخدم المصلحة الإيرانية على حساب الدولة اللبنانية». وحذر نتانياهو حزب الله من تداعيات التصعيد، وقال :”لا أنصح أحدا باختبار الجيش أو دولة إسرائيل».