دبي تستثمر التحوّل الرقمي والبيانات لإدامة الخدمات بالإمارة ورصد تغيّر احتياجات الناس أثناء العمل عن بُعد 100 %
حكومة دبي نجحت في تفعيل العمل عن بُعد كنتيجة لسنوات من بناء البنية التحتية الذكية والقدرات البشرية في الإمارة
وظّفت حكومة دبي المنظومة الرقمية من بنية تحتية وتطبيقات وخدمات لتستمر الجهات الحكومية بخدمة الناس بشكل معتاد خلال فترة العمل عن بُعد، التي أعلنتها الحكومة حفاظاً على صحة وحياة الناس. وكشفت دبي الذكية أن الظروف التي يمر بها العالم وجهود الحفاظ على سلامة المجتمع وضعت البنية التحتية الذكية والخدمات القائمة عليها في اختبار حي لفاعلية وجدوى كل ما تضمنته العقود الماضية من استراتيجيات واستثمار في التقنية والإنسان. وقد نجحت دبي عبر مئات الخدمات الحيوية المتاحة عن بُعد.
وأعلنت دبي الذكية أن فتح ومشاركة البيانات الحكومية بالإضافة إلى الحلول الذكية المنتشرة في أنحاء الإمارة تتيح للجهات الحكومية رصد طبيعة الأنشطة، والاحتياجات في المدينة والتغيّر الحاصل في احتياجات الناس بصورة لحظية. وهو ما يتيح للحكومة الاستجابة السريعة والعمل بصورة أقرب للطبيعية، رغم مجموعة الإجراءات الوقائية التي تم تطبيقها من الجهات المختصة لضمان بقاء الناس في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة.
وقالت سعادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر ،مدير عام دبي الذكية: "استخدمنا على مدار السنوات السابقة الخدمات الذكية في مختلف مجالات عملنا، ونجحنا بفضل رؤية قيادتنا الخاصة بالتحوّل الذكي في إيجاد منظومة من البنى التحتية والخدمات والتشريعات والحوكمة التي جعلت الانتقال للعمل عن بُعد عملية انسيابية وبالتالي إدامة الأعمال والخدمات بصورة أقرب للمعتاد. وهو ما جسدته مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في اجتماع مجلس الوزراء الأخير لوصف جاهزية الحكومة في الإمارات ككل: "استثمرنا في التعلم عن بعد والعمل عن بعد والخدمات الذكية لأكثر من 10 سنوات.. واليوم نجني ثمرات العمل".
وأضافت: "تتيح البنية التحتية الذكية لدينا في دبي وتطبيقاتها مثل حلول علوم البيانات التي أطلقتها دبي الذكية على مدار السنوات الماضية للجهات الحكومية اتخاذ القرارات الذكية بناءاً على المعطيات الواردة من المدينة مثل حركة وسائل النقل والحشود وعبر معطيات استخدام منصات الخدمات الرقمية عبر الإنترنت أوعبر تطبيقات الأجهزة الذكية. وهو ما انعكس على قدرة الجهات الحكومية على التأقلم مع احتياجات العمل عن بُعد، وكذلك تمكين مختلف القطاعات وعلى رأسها التعليم من تطبيق التعليم عن بُعد بسهولة وفاعلية."
وقد برهنت حكومة دبي على كفاءتها العالية وقدرتها على الاستجابة الفورية لأي تطورات عالمية وتمكين العمل الفعال في مختلف الظروف والأوقات، وذلك بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة ونتيجة للاستراتيجيات الفعالة والمحكمة التي وضعتها لبناء منظومة عمل حكومي متكامل ومستدام. ومن اللافت للانتباه أنه بعد البدء بتطبيق نظام العمل عن بعد وجدت حكومة دبي أن العمل الحكومي يتم بنفس الكفاءة والسلاسة السابقة التي عهدناها في حكومتنا.
وجاء ذلك ثمرة لحرص دبي الذكية بالتعاون مع شركائها الحكوميين وبصفة دبي الذكية الجهة الحكومية المسؤولة عن قيادة عملية التحول الذكي، وباعتبارها العمود الفقري الرقمي لجميع الجهات الحكومية في دبي والممكنة للقطاع الخاص. حرصت دبي الذكية على أن تكون في أتم الاستعداد قبل أن تطبق نظام العمل عن بعد من خلال إجراء تدريب محاكاة عملي للموظفين بجعل 50% من الفريق يعمل عن بعد، وثم النصف الآخر من الفريق وصولاً إلى عمل الجميع من منازلهم لدعم الجهود الحكومية للبقاء في المنازل والوقاية والحفاظ على الصحة. علما أنها مطبقة منذ بداية 2019 وحسبما تقتضيه ضرورة الأعمال.
خدمات دبي عن بُعد
ودعمت منظومة الخدمات والبرامج الرقمية التي أوجدتها دبي الذكية منذ انطلاقها بالتعاون مع الشركاء الحكوميين والقطاع الخاص، الاندماج السريع لفرق العمل في النظام الجديد وبالتالي الأداء الفعال. وهو ما وفّر مجموعة من الخدمات والتطبيقات التي أثبتت فعاليتها في كافة الأوقات ومختلف الظروف خاصة التي نواجهها اليوم.
وتعمل خدمة نظم تخطيط الموارد الحكومية وتطبيق الموظف الذكي كبوابة إدارية لجميع مهام الموارد البشرية والمشتريات والتمويل والحسابات الداخلية ، وتشكل تطبيقات الهاتف المحمول مثل: "دبي الآن" و "الهوية الرقمية"، أهمية كبرى خاصة في الأوقات التي نمارس فيها التباعد الاجتماعي.
وعلى مستوى الخدمات الحكومية الحيوية اليومية التي يحتاجها سكان دبي قامت دبي الذكية بالتعاون مع شركائها الحكوميين في أكثر من 33 جهة بتوفير 116 خدمة تشمل خدمات مثل دفع فواتير الخدمات مثل ديوا واتصالات ودو وخدمات المركبات مثل تجديد رخصة المركبة وتسديد المخالفات وسداد ثمن الوقود، والتعرّف على الصيدليات المفتوحة والأطباء والعيادات المتوفرة وغيرها من الاحتياجات. وكانت دبي الذكية أطلقت حملة للتوعية بهذه الخدمات تحت الهاشتاق #استريح- خدماتنا- بتيك.
دعم الموظّف وتمكينه أينما كان
وعلى مستوى إدارة احتياجات الموظفين الحكوميين ومعاملاتهم بصورة معتادة عن بُعد، وظّفت دبي الذكية تطبيق الموظف الذكي الذي يوفر مجموعة واسعة من الحلول الفعالة لـ 71 جهة حكومية في إمارة دبي ويستخدمه 52 ألف موظف وموظفه. ويغطي التطبيق عدة خدمات منها: إمكانية تقديم الإجازات والاستفسار عن أرصدتها، وطلب الشهادات، وإجراءات المشتريات، وتسجيل الدخول والخروج في بداية الدوام اليومي ونهايته بدلاً من نظام البصمة، إلى جانب وضع سجلات الحضور والأذون والحصول على المعلومات ذات الصلة بالراتب بما في ذلك كشوف الرواتب، ومراجعة التسلسل الهرمي لفريق العمل، أو البحث عن موظف والاتصال به، فضلا عن إمكانية استخدام التطبيق لتنفيذ المهام اليومية المختلفة مع توفير الوقت المستغرق لهذه المهام وفقط باستخدام الهاتف الذكي.
تمكين القطاع الخاص
وعلى مستوى القطاع الخاص لقد أتاحت البنية التحتية الذكية التي وفرتها دبي الذكية وشركائها لمختلف مؤسسات القطاع الخاص مواصلة أعمالهم عن بُعد وخاصة قطاعات مثل المطاعم والشحن وغيرها المرتبطة بإدامة حياة الناس وتلبية احتياجاتهم، فسمحت البنية التحتية المتطورة في الإمارات بشكل عام ودبي لهذه الشركات بمواصلة جانب من أعمالها عبر التطبيقات الذكية.