حكومتا الإمارات وإندونيسيا تطلقان برنامج القيادات التنفيذية ومبادرة 10 ملايين مبرمج

حكومتا الإمارات وإندونيسيا تطلقان برنامج القيادات التنفيذية ومبادرة 10 ملايين مبرمج


أكد معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، أن حكومة دولة الإمارات طورت نموذجاً للشراكات المعرفية العالمية، محوره تطوير المواهب وبناء القدرات البشرية وتعزيز جاهزية الكوادر الحكومية وأفراد المجتمع للمستقبل، مشيراً إلى أن إطلاق مبادرة 10 ملايين مبرمج في جمهورية إندونيسيا، وبرنامج القيادات التنفيذية في حكومة إندونيسيا، ضمن الشراكة الاستراتيجية في التحديث الحكومي بين البلدين الصديقين، يعكس نهج القيادة الرشيدة في تعزيز الاستثمار في الإنسان وتزويده بالمهارات المستقبلية.
وقال إن بناء القيادات الحكومية، وتطوير المجتمعات البرمجية، يمثل ركيزة أساسية لشراكات حكومة دولة الإمارات مع حكومات العالم في مجالات التحديث الحكومي، ويعكس رؤى القيادة الرشيدة بأهمية تطوير نماذج مبتكرة للتعاون الدولي الهادف لصناعة المستقبل، وتمكين المجتمعات من المشاركة الفاعلة في هذه المهمة.
جاء ذلك، بالتزامن مع إطلاق حكومتي دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا، مرحلة جديدة من شراكتهما المعرفية لتبادل الخبرات ومشاركة أفضل تجارب تطوير العمل الحكومي، عبر منصة منتدى التبادل المعرفي الحكومي الذي عقد في العاصمة جاكرتا، وشهد الإعلان عن إطلاق برنامج القيادات التنفيذية، ومبادرة 10 ملايين مبرمج إندونيسي.
وهدف المنتدى، إلى دعم جهود حكومة إندونيسيا في تسريع تحقيق أولويات أجندتها الوطنية، من خلال تبني وتطبيق نهج مبتكر يواكب متطلبات المرحلة المقبلة، إضافة إلى تعزيز مسيرة تبادل الخبرات ونقل المعرفة ومشاركة أفضل الممارسات بين القيادات والكوادر الحكومية في البلدين الصديقين، بما يعزز دورها في قيادة جهود التطوير والتحديث الحكومي وصناعة المستقبل.
وأتاح منتدى التبادل المعرفي الحكومي الفرصة لاستعراض النتائج التي حققها التعاون الحكومي الاستراتيجي بين البلدين، ومشاركة المبادرات المبتكرة التي تشكل نماذج ملهمة للتنمية المستدامة والتحديث الحكومي، ومثل فرصة لبحث توسيع وتعزيز الشراكة التي تجمع حكومتي البلدين في مختلف مجالات التبادل المعرفي.
وغطى المنتدى الحكومي عدداً من المحاور، شملت؛ الاستراتيجية والابتكار، والتميز والأداء الحكومي، والتنافسية والإحصاء، والخدمات الحكومية، والذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل.
وشارك في أعمال المنتدى عدد من المسؤولين الحكوميين في دولة الإمارات بينهم، سعادة عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، وسعادة عبد الله سالم عبيد سالم الظاهري سفير دولة الإمارات لدى جمهورية إندونيسيا، وسعادة عبد العزيز الجزيري نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، فيما شهد المنتدى مشاركة واسعة من المسؤولين والقيادات التنفيذية في الحكومة الإندونيسية.
وأكد سعادة عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، أن حكومة دولة الإمارات تواصل تطوير نموذج التعاون الدولي المرتكز على تبادل المعرفة ومشاركة الخبرات في مجالات العمل الحكومي المرتبطة بجودة حياة المجتمعات ومستقبل الأجيال القادمة.
وقال إن منتدى التبادل المعرفي الحكومي الذي تنظمه حكومة دولة الإمارات بالتعاون مع حكومة إندونيسيا شكل منصة مهمة لتعزيز المعرفة الحكومية، وإحداث نقلة نوعية في الشراكة الاستراتيجية في مجالات العمل الحكومي بين البلدين الصديقين، ومثل فرصة لاستعراض إنجازات الشراكة وآفاقها المستقبلية، وسبل توسيعها بما يعزز أثرها وانعكاسها الإيجابي على المجتمع. من جهته، أكد سعادة الدكتور نزار باتريا نائب وزير شؤون الاتصال والتحول الرقمي في حكومة إندونيسا، على الشراكة القوية التي تجمع إندونيسيا ودولة الإمارات، والتي تتجسد بالتزام البلدين بتطوير رأس المال البشري وتعزيز التحول الرقمي، مشيراً إلى أن إطلاق الشراكة الاستراتيجية في تحديث العمل الحكومي في نوفمبر الماضي ترجم العزم المشترك على تعزيز التعاون الاستراتيجي والمستدام.
وقال إن "المنتدى الحكومي منصة استراتيجية تمكننا من أن نناقش الأولويات ونحدد الإمكانات الواسعة للتعاون، وتتيح لنا فرصة فريدة لتحويل الأفكار إلى أفعال"، مشيراً إلى أن حكومة إندونيسيا وضعت خمس أولويات استراتيجية للمرحلة المقبلة، تتمثل في التحول إلى التعليم الرقمي، وتسريع إنشاء منصة وطنية للمواهب الرقمية، وتعزيز منظومة الابتكار وريادة الأعمال الرقمية، ودفع التعاون متعدد الأطراف مع القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية، وتعزيز الحوكمة لضمان الاستدامة على المدى الطويل. وضمن فعاليات المنتدى الحكومي، أطلقت حكومتا الإمارات وإندونيسيا مبادرة "10 ملايين مبرمج إندونيسي"، في مشروع جديد للشراكة الاستراتيجية، يهدف إلى تمكين الشباب الإندونيسي بالمهارات الرقمية والبرمجية اللازمة للعصر الرقمي وإعدادهم لمتطلبات القرن الواحد والعشرين، بما يعزز جاهزيتهم لوظائف المستقبل، وللمشاركة في سوق العمل والاقتصاد الرقمي العالمي، ويفتح أمامهم آفاق الابتكار وريادة الأعمال. كما شهدت فعاليات المنتدى الحكومي، الإعلان عن إطلاق برنامج "القيادات التنفيذية لحكومة إندونيسيا"، في مبادرة هادفة إلىتعزيز قدرات القيادات الحكومية، وتزويدها بأفضل المهارات التخصصية، من خلال تطوير الإمكانات القيادية والإدارية، ومشاركة قصص النجاح والنماذج الإماراتية الريادية في التحديث الحكومي.
ويضم البرنامج 23 منتسباً من رؤساء قطاعات مختلفة في حكومة إندونيسيا، ويغطي محاور عدة أبرزها؛ دور التحول الرقمي في العمل الحكومي وأثره على تطوير الأداء والخدمات وتجربة المتعاملين، والإدارة المالية وأهميتها في تحقيق التوازن والنمو المستدام، وإدارة السياسات والاستراتيجيات والأداء، والقيادة المرنة، واستشراف المستقبل وتخطيط السيناريوهات. يُذكر أن حكومة دولة الإمارات أطلقت برنامج التبادل المعرفي الحكومي بهدف نقل أفضل الممارسات والخبرات الحكومية إلى الدول الشقيقة والصديقة، وتعزيز التعاون في مجالات التحديث والتطوير الحكومي. ومنذ إطلاقه عام 2018، نجح البرنامج في إطلاق شراكات مع عشرات الدول حول العالم، بهدف بناء القدرات المؤسسية وتطوير الأداء الحكومي من خلال تبادل المعرفة في مجالات التخطيط الاستراتيجي، والتميز الحكومي، وريادة الخدمات الحكومية، إضافة إلى تنفيذ مبادرات استراتيجية وبناء القدرات المؤسسية.