نظمها تريندز واللجنة العليا للأخوة الإنسانية

حلقة نقاشية بعنوان نحو ترسيخ الأخوة الإنسانية كثقافة عالمية

حلقة نقاشية بعنوان نحو ترسيخ الأخوة الإنسانية كثقافة عالمية

• د.محمد العلي: وضع خريطة طريق واقعية لبناء منظومة عالمية لتعزيز الأخوة الإنسانية
• المستشار محمد عبدالسلام: وثيقة الأخوة الإنسانية تحولت إلى مشروع عالمي
• الكاردينال جيكسوت: لنعمل معاً من أجل الإنسانية والحوار البنّاء للجميع
• رئيس جامعة الأزهر: وثيقة الأخوة الإنسانية هي الطريق لعالم متسامح
• أداما دينغ: التعرف على الآخر ، وتعزيز الإعتراف المتبادل ركيزتان لتحقيق تعايش مزدهر


أكد رجال دين وأكاديميون وباحثون أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي انطلقت من أبوظبي باتت مشروعاً عالمياً من أجل خير الإنسان أينما وجد، وأنها تشكل طريقاً لعالم متسامح تسوده المحبة والأخوة والحوار البنّاء، مشددين على أهمية وضع خريطة طريق واقعية لبناء منظمومة عالمية لتعزيز الأخوة الإنسانية، ونشر قيم الخير والتسامح ونبذ العنف والكراهية، مؤكدين أهمية العمل الجماعي لتحقيق الأهداف التي تضمنتها الوثيقة.

جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي نظمها "مركز تريندز للبحوث والاستشارات"، بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في فندق سانت ريجيس كورنيش – أبوظبي، تحت عنوان: "نحو ترسيخ الأخوة الإنسانية كثقافة عالمية"، بمشاركة نيافة الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو جيكسوت، رئيس اجتماعات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان لدى الكرسي الرسولي، والأستاذ الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس اجتماعات اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، رئيس جامعة الأزهر ، وحضور المستشار أداما دينغ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإبادة الجماعية والكراهية.

وأدار الحلقة النقاشية سلطان ماجد، نائب رئيس قطاع البحث العلمي في "مركز تريندز للبحوث والاستشارات"، إذ تركزت حول محورين هما: الإخوة الإنسانية كأساس لتعزيز الحوار بين الأديان، وكيف يمكن ترسيخ الأخوة الإنسانية كثقافة عالمية؟
وافتتحت الحلقة النقاشية بكلمة ترحيبية للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ "مركز تريندز للبحوث والاستشارات" أكد فيها أن وثيقة الأخوة الإنسانية فتحت صفحة جديدة من الحوار الإسلامي- المسيحي، بشكل خاص، والحوار بين أتباع الديانات المختلفة، بشكل عام، وهو الحوار القائم على التعاون والمسؤولية المشتركة في البناء، وحماية كرامة الإنسان، وهي قيم تسبق كل انتماء.

وقال إن هذه الحلقة النقاشية تأتي استكمالاً للجهود البحثية، التي يبذلها مركز "تريندز" في ترسيخ الأخوة الإنسانية كثقافة عالمية عبر تعزيز قيم التسامح والأخوة الإنسانية، وتشجيع الحوار بين الأديان والثقافات والتآخي بين البشر، واحترام الاختلاف والتضامن في مواجهة التحديات، والتصدي لمظاهر الكراهية كافة والإيمان بوحدة المصير الإنساني، مشيراً إلى أن هذه الأهداف يسعى مركز "تريندز" منذ إنشائه إلى تحقيقها، وقد دشن برنامجاً بحثياً متخصصاً يحمل عنوان "التسامح والتعايش".

ودعا الدكتور العلي إلى التكاتف لوضع خريطة طريق واقعية لكيفية بناء منظومة عالمية لتعزيز الأخوة الإنسانية، عبر تعزيز تطبيق المبادئ الأساسية لوثيقة الأخوة الإنسانية باعتبارها السبيل إلى بناء مجتمع إنساني أفضل، والعمل على تصحيح صورة الآخر في المناهج الدراسية، والإعلام، والتركيز على وضع منظومة قيمية إنسانية مشتركة تحترم الاختلاف والتنوع، وعدم استغلال الدين وتوظيفه في الصراعات السياسية بين الدول، وكذلك صنع عالم يسوده السلام والأمن والاستقرار، وتفعيل القوانين الدولية وتحديداً القانون الدولي الإنساني.

بدوره قال المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي شهدها العالم قبل ثلاث سنوات في أبوظبي، تحولت إلى مشروع عالمي بفضل الدعم الكبير الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لهذا المشروع الإنساني، وقال إن الحلقة النقاشية تضم قامتين دينيتين كبيرتين لهما إسهاماتهما الكبيرة في الحوار والأخوة الإنسانية، وثمّن في هذا الصدد الجهود البحثية التي يبذلها "مركز تريندز للبحوث والاستشارات" لنشر قيم التسامح والأخوة والتعايش ونبذ الأفكار الدخيلة والمتطرفة.

وقد استُهلت الحلقة النقاشية بمداخلة لنيافة الكاردينال أيوسو جيكسوت حول "الأخوة الإنسانية كأساس لتعزيز الحوار بين الأديان"، إذ أكد أهمية الحوار الإسلامي - المسيحي في التعايش الإنساني، وقال إن وثيقة الأخوة الإنسانية تشير بشكل واضح إلى كيفية أن نكون معاً وكيف نتحاور، مبيناً أن الوثيقة ليست خريطة طريق للمعرفة فحسب بل هي دستور للعمل معاً من أجل الإنسان وكرامته والتعايش والتسامح، مؤكداً أن أساس تعاوننا وحوارنا هي الجذور المشتركة لبشريتنا لأننا جميعاً جزء من العائلة البشرية .

وأضاف نيافته أن وثيقة الأخوة الإنسانية تبين لنا بوضوح كيف تتحول الأخوة الإنسانية إلى قيمة أخلاقية يتشاركها الجميع على اختلافهم وتنوعهم، مؤكداً أهمية التضامن الإنساني والعمل الموحد من أجل عالم تسوده المحبة والأخوة، وقال: إن الحوار المنشود لا يمس مجموعة محددة بل يتشارك فيه الجميع بصورة ديناميكية يُبنى عليها في مسيرة العمل الإنساني .وطالب بضرورة متابعة بنود وثيقة الأخوة الإنسانية وتطبيقها بصورة جماعية، وقال: "دعونا نعمل معاً من أجل الإنسانية والحوار الفعال للجميع والأديان كلها"، وثمّن في هذا المجال جهود قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة في التسامح والأخوة الإنسانية، وقال إنها نموذج ملهم للعديد من الدول، والعالم في حاجة ماسة إلى مثل هذه الجهود اليوم، وشدد على دور الإعلام في نشر هذه القيم النبيلة كلها.

من جانبه تناول رئيس جامعة الأزهر في حديثة محوراً بعنوان "كيف يمكن ترسيخ الأخوة الإنسانية كثقافة عالمية؟ مثمّناً دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحرصه على تنفيذ بنود وثيقة الأخوة الإنسانية، مضيفاً أن العالم بحاجة ماسة لتطبيق الوثيقة التي تشكل طريقاً لعالم متسامح تسوده روح المحبة، وقال إن تنفيذ أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية أمر أساسي، إذ برزت ملامحه من خلال أدوات عدة أبرزها البيت الإبراهيمي. وتوقف عند دور الدولة المصرية في ترسيخ ثقافة التعايش واحترام الآخر، لافتاً الانتباه إلى أن تجربة بيت العائلة المصرية لاقت قبولاً كبيراً لدى المصريين جميعهم، وهو ما دفع الكثير من البلدان إلى الاستفادة من هذه التجربة المصرية الرائدة في مجال التعايش المشترك.

وتطرق الدكتور المحرصاوي إلى جهود الأزهر الشريف لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية والتعايش، وترسيخ قيم المواطنة الكاملة، مبيناً أن الأزهر أدرج بعض نصوص وثيقة الأخوة الإنسانية في مناهجه الدراسية، فضلاً عن تضمين المناهج الدراسية موضوعات تستهدف التعريف بثقافة التسامح والتعايش والقيم المشتركة في الديانات السماوية، بالإضافة إلى مادة الثقافة الإسلامية التي تُدرّس في المعاهد الأزهرية وتستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة .مؤكداً أهمية دور الإعلام الذي عليه أن يتحرى الدقة والمصداقية، وعدم اجتزاء الأقوال، وأن يكون عنصر بناء من خلال نشر قيم التسامح بدلاً من الكراهية .

وفي ختام الحلقة النقاشية جرى حوار حول أبرز محاورها، وتضمن تعليقاً للمستشار أداما دينغ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإبادة الجماعية والكراهية، أشاد من خلاله بالحلقة النقاشية وما تم طرحه من أفكار تسهم في مسيرة بناء عالم متسامح،وتحدث عن مهددات العيش في عالم يسوده الاضطراب والفوضى ، مشيراَ إلى أن الأخوة الإنسانية هي الأهم ،ومن شأنها تخفيف الاحتقان الحاصل في العالم، وقال إن وثيقة الأخوة الإنسانية تشكّل طريقاَ لذلك لانها تهدف إلى الوصول إلى عالم لا يترك فيه أي شخص خلف الركب ، وشدد على أهمية محاربة ما سماه "صدامات الجهل" موضحاَ أن التعرف على الآخر ، وتعزيز الإعتراف المتبادل ركيزتان أساسيتان لتحقيق تعايش إنساني سلمي مزدهر .