رئيس الدولة ورئيس غينيا بيساو يبحثان علاقات التعاون بين البلدين
حلول ترامب الأمنية تعمق الجدل حول «أزمة المهاجرين»
تثير الإجراءات الأمنية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا، جدلا بشأن ربطه «ارتفاع معدل الجريمة» بالمهاجرين.
وأمر ترامب مؤخرا، الحرس الوطني بالتوجه إلى واشنطن، ردا على معدلات الجريمة التي وصفها بأنها خارجة عن السيطرة، وفق ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز.
وأشار ترامب إلى ارتفاع معدلات الجريمة، رغم تصريح مسؤولين في يناير-كانون الثاني الماضي، بأن معدلات الجريمة العنيفة في المدينة بلغت أدنى مستوياتها منذ 30 عاماً. ويقول المحلل السياسي المختص في الشأن الأمريكي، أحمد محارم، إن حديث ترامب غير دقيق.
وأوضح أن العنف والعنصرية متواجدان في المجتمع الأمريكي من قديم الأزل، وجميع الرؤساء سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين حاولوا التغلب على ذلك بدرجات متفاوتة.
وأضاف محارم في تصريحات لـ»إرم نيوز»، أن هناك نوعا من عدم العدالة بحسب نظم قائمة بين عدة مجتمعات في ولايات أمريكية من بينها واشنطن، بإشارة بعض المواقع إلى ارتفاع معدل الجرائم.
وتابع بالقول: «الغريب أن المهاجرين ليس لهم علاقة بهذه النظم، وهم أبرياء من ذلك إلى حد كبير، في ظل انشغال الغالبية منهم بأعمالهم وتحسين مستوياتهم بتقديم خدمات للمجتمع والعمل في وظائف من الصعب أن يعمل فيها الأمريكيون البيض».
وأكد محارم أن عداء ترامب المستحكم مع المهاجرين يجعله بين يوم وآخر يخرج بأسباب ومبررات للتعامل معهم ما بين تقليل معدلات الهجرة وترحيل مهاجرين حتى من بينهم من هم مقيمون بشكل شرعي.
وأشار إلى أن تفسير ترامب الدائم ومحاولة إلصاق التهم بالمهاجرين تصور غير دقيق حتى وصل الأمر إلى إثارته أزمة تتعلق بواشنطن التي يُعتبر جانب كبير من السود فيها من البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وبيّن محارم أن هناك قطاعات اقتصادية في المجتمع الأمريكي، لا سيما مثل الزراعة والإنتاج الحيواني والخدمات، يسيطر عليها مهاجرون.
وأكد أنه لن ينتج عن الطريقة التي يتعامل بها ترامب مع المهاجرين تراجع في معدل الجريمة، حال استمراره في النظر إليهم على أنهم السبب في ذلك. وذكر محارم أن جانبا كبيرا من العنف الذي يجري في المؤسسات التعليمية يكون من تلاميذ بيض من أصول أمريكية وليسوا من أصول مهاجرة.
حكم عنصري
وترى الخبيرة في الشأن الأمريكي رضوى سلام، أن ترامب يريد أن يجعل الولايات المتحدة في مدة حكمه بلدا عنصريا بالدرجة الأولى؛ الأمر الذي سيكون بمثابة زلزال في أكبر بلد في العالم إذا استمر في مخططه الذي يتعامل معه بالسبل كافة ويسخّر له الأدوات القانونية وغيرها.
وأوضحت سلام في تصريحات لـ»إرم نيوز»، أن نسب الجريمة انخفضت كثيرا في واشنطن وذلك بحسب تقارير لصحف ووسائل إعلام أمريكية تؤكد في الوقت ذاته أن الجرائم التي تحدث مؤخرا في العاصمة الأمريكية يتورط فيها أمريكيون بيض أي أنهم ليسوا مهاجرين، في حين أن الرئيس الأمريكي يخلط بين الجرائم ووجود مشردين، بسبب نظم اجتماعية تم استحداثها.
وأشارت سلام إلى أن خطط ترامب مع المهاجرين والتعامل بآليات تحمل استهدافا مبالغا فيه، بات يوضح أن هناك ثأرا مع المهاجرين أو أن هناك موقفا أو أزمة مر بها في حياته كانت لها علاقة بالهجرة أو المهاجرين حتى يتعامل مع الأمر بهذا الشكل، وكأن مشاكل الولايات المتحدة اختصرت في الهجرة مع أن الأزمة باتت تتزايد مع العنصرية التي يسير فيها الرئيس الأمريكي في هذا الملف.
ولفتت سلام إلى الحالة التي وصلت إليها لوس أنجلوس عندما نشر ترامب المئات من قوات المارينز للتعامل مع المهاجرين متعديا على صلاحيات حاكم الولاية وفي النهاية خرج الموقف عن السيطرة.
وقالت: باتت هناك فجوة بين مهاجرين من بينهم من يقيمون بشكل شرعي وبين البلد الذي يعيشون فيه، وكثير منهم حصلوا على الجنسية، ولكن ترامب بحملته جاء بتصدع اجتماعي وأمني انتقل إلى ولايات أخرى.
وأفادت سلام بأن هناك ولايات يتسبب فيها المهاجرون غير الشرعيين بمشاكل بسبب سياسات حكومات أمريكية بفصلهم عن ولايات أخرى حتى باتت هناك ولايات موبوءة في حين أن ولايات أخرى تحظى بجميع البرامج الاقتصادية والاجتماعية.
وأضافت أن الغريب أن أزمة واشنطن لا تتعلق بسلوكيات أو مواقف تخرج من مهاجرين بل من تجمعات بشكل كبير لمن هم من الأمريكيين حتى الجد الثالث، أي أنه لا يتم النظر إليهم على أنهم مهاجرون.