حمدان بن محمد يعتمد الهوية المعمارية لمشاريع الطرق في دبي

حمدان بن محمد يعتمد الهوية المعمارية لمشاريع الطرق في دبي


اعتمد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، الهوية المعمارية لمشاريع الطرق في دبي، التي تهدف إلى تطوير الطابع المعماري للعناصر الحضرية ضمن شبكة الطرق والممرات والشوارع المتكاملة في الإمارة، بما يعكس رؤية دبي في بناء مدينة متكاملة ومستدامة ترتقي بتجربة السكان والزوار.
واطلع سموه على سير العمل في مشروع تطوير دوار المركز التجاري وشارع المستقبل، الذي يتضمن تنفيذ سبعة جسور وثلاثة أنفاق، يقدر طولها بنحو 6500 متر، بتكلفة مليار و300 مليون درهم، ويخدم سبع مناطق سكنية وتطويرية، ومركز دبي التجاري العالمي ومركز دبي المالي العالمي وأبراج الإمارات ومتحف المستقبل ووسط المدينة، ويقدر عدد المستفيدين منه بأكثر من مليون ساكن وزائر في المنطقة، ويسهم في خفض زمن الرحلة بنسبة 75%. كما اطلع على مبادرة "أنفاق دبي"، لتحويل البنية التحتية الحضرية إلى معالم ثقافية وفنية، حيث جرى التعاون مع عدد من الفنانين المواطنين والمقيمين، لتصميم جداريات عدد من الأنفاق في طرق دبي.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله لموقع مشروع تطوير دوار المركز التجاري، معالي مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، حيث استمع سموه لشرح معاليه، عن كفاءة البنية التحتية لشبكة الطرق والنقل في دبي، حيث يزيد إجمالي طول شبكة الطرق على 25 ألف كيلومتر مسرب، وتستوعب أكثر من 3.5 ملايين مركبة فـي اليوم الواحد.
وتفوقت دبي عالمياً في سرعة وكفاءة تطوير شبكة النقل، إذ بلغ متوسط طول مسارات الطرق التي نفذتها الهيئة سنوياً ما يقارب 829 كيلومتراً، أي ضعف المعدل العالمي البالغ حوالـي 400 كيلومتر، وبلغت كفاءة التكلفة لكل كيلومتر في إنشاء الطرق السريعة والمترو، بين 1.5 و2.5 مرة أفضل مقارنة بمدن عالمية مثل موسكو وشنجن وميلان.
وساهمت مشاريع الطرق والنقل في ارتفاع قيمة العقارات بنسبة تتراوح بين 6 إلى 16%، وتعتزم الهيئة تنفيذ 72 مشروعاً لتطوير شبكة الطرق (شاملة المناطق التطويرية) خلال الفترة من 2025 إلى 2027، تقدر تكلفتها بنحو 35 مليار درهم.
واطلع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على سير العمل في مشروع تطوير دوار المركز التجاري، الذي يعد أحد أهم التقاطعات الرئيسة في مدينة دبي، ويربط شارع الشيخ زايد، بخمسة شوارع حيوية هي شارع الشيخ خليفة بن زايد، وشارع الشيخ راشد، وشارع الثاني من ديسمبر وشارع قصر زعبيل، وشارع المجلس، وبلغت نسبة الإنجاز فيه 40%.
وسيجري افتتاحه على مراحل، تبدأ في يناير المقبل، وذلك بافتتاح جسرين يخدمان الحركة المرورية القادمة من شارع الثاني من ديسمبر باتجاه شارع المجلس، وشارع الشيخ راشد.
وسيشهد شهر مارس المقبل، افتتاح الجسر المؤدي من شارع الشيخ زايد إلى شارع الشيخ خليفة بن زايد، وسيجري افتتاح جسرين آخرين خلال شهر أكتوبر 2026، يخدمان الحركة المرورية من شارع الشيخ راشد وشارع المجلس، باتجاه شارع الثاني من ديسمبر.
وأوضح معالي مطر الطاير، أن المشروع يتضمن تنفيذ خمسة جسور بطول 5000 متر، وتحويل الدوار الحالي إلى تقاطع سطحي لتعزيز انسيابية الحركة المرورية القادمة من شارع الشيخ زايد باتجاه شارع الثاني من ديسمبر والحركة المرورية القادمة من شارع المستقبل باتجاه شارع الشيخ زايد جنوبا، وكذلك توفير حركة مرورية حرة من شارع الثاني من ديسمبر (جميرا والسطوة) إلى شارع المجلس المؤدي إلى شارع المستقبل (مركز دبي التجاري العالمي ومركز دبي المالي العالمي)، وشارع الشيخ راشد بالاتجاه إلى منطقة ديرة، كما يوفر حركة مرورية حرة بجسر في المستوى الثاني من شارع الشيخ زايد باتجاه شارع الشيخ خليفة بن زايد.
وأضاف أن المشروع يسهم عند اكتماله في مضاعفة الطاقة الاستيعابية للتقاطع، وخفض معدل التأخير من 12 دقيقة إلى 90 ثانية، وخفض زمن الرحلة للمرور المتجه من شارع الشيخ زايد إلى شارع الشيخ خليفة بن زايد من ست دقائق إلى دقيقة واحدة.
كما استمع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، إلى شرح حول مشروع تطوير شارع المستقبل، الذي يمتد من تقاطعه مع شارع قصر زعبيل، حتى شارع المركز المالي، وسينجز المشروع في عام 2027، ويتضمن جسورا وأنفاقا بطول 1500 متر، وزيادة عدد مسارات الشارع من ثلاثة مسارات إلى أربعة مسارات في كل اتجاه.
ويسهم المشروع في زيادة الطاقة الاستيعابية للشارع من 6600 مركبة في الساعة، إلى 8800 مركبة في الساعة، بنسبة زيادة 33%، وخفض زمن الرحلة من 13 دقائق إلى 6 دقائق.
ويتضمن المشروع تنفيذ ثلاثة أنفاق بطول 1100 متر على تقاطع شارع المستقبل مع شارع المركز التجاري، وجسر بطول 400 متراً، بسعة مسارين يخدم الحركة المرورية القادمة مركز دبي التجاري العالمي، باتجاه تقاطع شارع قصر زعبيل مع شارع المستقبل.
كما يشمل المشروع توسعة شارع المستقبل من تقاطعه مع شارع المركز المالي حتى تقاطعه مع شارع قصر زعبيل، بطول 3500 متر، حيث سيزيد عدد المسارات من ثلاثة مسارات إلى أربعة مسارات في كل اتجاه، إلى جانب تنفيذ وصلات حرة لتحسين انسيابية الحركة المرورية عند تقاطع شارع المستقبل مع كل من شارع المعارض وشارع المركز التجاري، وإنشاء جسر للمشاة على شارع الصكوك، وتطوير التقاطعات القائمة عليه.
واطلع سمو ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، على الهوية المعمارية لمشاريع الطرق في دبي، التي تهدف إضفاء هوية بصرية جمالية في الإمارة، وتعزيز جودة المشهد الحضري وتوحيد المعايير التصميمية لمشاريع البنية التحتية والطرق.
وتنسجم الإستراتيجية مع خطة دبي الحضرية 2040 التي تركز على تحسين جودة الحياة، وتعزيز الهوية الجمالية للمدينة، ورفع كفاءة البيئة العمرانية من خلال تبنّي تصاميم حضرية مستوحاة من خصوصية المكان وتراثه المعماري، في إطار معاصر يواكب تطور دبي وريادتها العالمية.
وتسعى الهوية إلى وضع إطار تصميمي ومعماري شامل لعناصر البنية التحتية، يشمل الجسور والمظلات وأثاث الطريق والإضاءة والعناصر الجمالية، لضمان الاتساق البصري والوظيفي بين مختلف المشاريع.
كما تركز على دمج مبادئ الاستدامة والابتكار في التصميم، من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة، وتحقيق التوازن بين المتطلبات الفنية والجمالية. وسيعزز تطبيق الهوية من حضور الهوية المعمارية المتميزة لدبي، وسيسهم في إبراز ملامحها الحضرية على المستوى العالمي، باعتبارها مدينة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتقدم نموذجاً رائداً في توحيد معايير التصميم الحضري لمشاريع البنية التحتية والطرق.
ووفقاً للإستراتيجية، جرى تصنيف مناطق مدينة دبي إلى ستة نطاقات رئيسة وفقاً لاستخدامات الأراضي، وطبيعة الأنشطة السائدة، وشكل المباني وواجهاتها المعمارية، وذلك بهدف وضع معايير تصميمية خاصة بكل نطاق تضمن انسجام المشهد العمراني وتمايز الطابع المعماري في مختلف مناطق الإمارة.
يشمل التصنيف في نطاقه الأول المناطق السكنية، وروعي فيها التركيز على الخصوصية والهدوء واستخدام ألوان ومواد دافئة مستوحاة من البيئة المحلية، والثاني المناطق الريفية، وتعكس الطابع الطبيعي والزراعي باستخدام مواد عضوية وألوان ترابية خفيفة، والثالث المناطق الصناعية، وتتسم بالبساطة والوظيفية، مع استخدام مواد متينة وألوان حيادية تتناسب مع طبيعة الأنشطة، ومناطق الاستخدام المختلط، وهي التي تجمع بين النشاط السكني والتجاري، وتتبنى لغة معمارية مرنة تسمح بالتكامل بين المساحات العامة والخاصة، والخامس هو المناطق التاريخية والفنية، وتبرز الهوية الثقافية والتراثية لدبي من خلال تفاصيل معمارية مستوحاة من العمارة التقليدية وعناصر الزخرفة المحلية، والمنطقة السادسة هي مناطق الجذب، وتشمل واجهة حضرية معاصرة، وتُعتمد فيها تصاميم معمارية حديثة ومواد مميزة تعكس روح الابتكار والتميز في المدينة.
وجرى تخصيص مواد وألوان وطابع معماري مميز لكل نطاق لضمان الاتساق البصري ضمن كل منطقة، مع الحفاظ على التنوع الذي يعكس ثراء هوية دبي الحضرية وتعدد أنماطها المعمارية.
واطلع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على تحدي دبي الحضري، وهي مسابقة عالمية، أطلقتها هيئة الطرق والمواصلات، لتطوير هوية معمارية لطرق دبي، من خلال ابتكار تصاميم مميزة لعناصر الطرق تعكس روح المدينة وتوازن بين الوظيفة والجمال والاستدامة، وشارك في التحدي أكثر من 500 فنان ومصمم، من 91 دولة، وقيّمت الأعمال المشاركة من قبل لجنة تحكيم تضم نخبة من المعماريين العالميين والمحليين. وفاز في التحدي، كل من: اوليفر تشارلز من المملكة المتحدة، عن تصميمه الذي يحمل اسم (نسيج عبر الزمنA Thread Through Time)، ومحمد عياش من المملكة العربية السعودية، عن تصميم (أبراج الرياحBreathing Masonry )، وجوليتا دبروتي من الأرجنتين، عن تصميمها الذي يحمل عنوان (صدى دبيEcho ).
كما اطلع سموه في ختام الزيارة على مبادرة "أنفاق دبي"، الرامية لتعزيز المشهد الجمالي والحضري في دبي، من خلال مشاركة الفنانين في رسم ملامح المدينة، وتشمل المبادرة تجميل 18 نفق، تنفذ على ثلاث مراحل، تغطي المرحلة الأولى ثلاثة أنفاق، موزعة على شوارع الخليج، وأم سقيم، وعود ميثاء، وتشمل المرحلة الثانية، خمسة أنفاق، على شوارع المستقبل والمركز التجاري والصكوك، وتتضمن المرحلة الثالثة 10 أنفاق، على شوارع الوصل وجميرا وأم سقيم.
وجري استعراض تطبيقات على التقنيات المبتكرة التي انتهجتها الهيئة في تصميم وتنفيذ الأنفاق في المرحلة القادمة، وشملت استخدام أنظمة إضاءة ذكية متغيرة تعزز تجربة المستخدم وتوفر بيئة أكثر أمانًا وجاذبية، إلى جانب ألواح فنية عالية الأداء مقاومة للرطوبة والحرارة، تم تطويرها لإبراز هوية دبي الجمالية العصرية.
كما تضمنت التقنيات الجديدة مواد مستدامة وأكثر كفاءة، ويأتي هذا التوجه انسجامًا مع رؤية دبي في جعل البنية التحتية امتدادًا جمالياً للمدينة، تُبرز تفردها المعماري وتجمع بين الوظيفة، الجمال، والاستدامة في آنٍ واحد.